الخليج والعالم
البحرينيون يحيون عاشوراء بروح التحدي .. "غصباً على أعداك نرفع رايتك"
بدأ عشرات الآلاف من البحرينيين المشاركة في إحياء فعاليات عاشوراء 1445 هـ - 2023م بالكثافة ذاتها مثل كل عام وكل موسم عاشورائي، بل تكاد تكون أكثر مما مضى.
على مدى السنوات الـ 12 الماضية، واجه محبو أهل بيت الرسول(ص) في البحرين استهدافاً فاقعاً، وتعرضوا لمضايقات عديدة لسبب أو لآخر خلال ممارستهم للفعاليات الدينية الخاصة بهم، وخصوصاً في موسم عاشوراء.
لم تدخّر السلطات جهداً في مواجهة محبي أهل بيت الرسول(ص) ، فعلى مدى السنوات الماضية استدعت واعتقلت رجال الدين، خطباء المنابر، الرواديد والمنشدين، وصولاً إلى المشاركين في هذه الفعاليات، واعتقلتهم لأسباب مختلفة، واغتنمت كل فرصة مؤاتية للتقليل من مظاهر هذه الشعيرة أو القضاء عليها إن استطاعت.
مع تفشي فيروس كورونا فتحت السلطات معركة جديدة معهم، حددت فيها عدد المشاركين في المآتم والأماكن المغلقة، وحاولت أيضاً إلغاء المواكب الخارجية، لكن البحرينيين تعاملوا مع هذا التحدي كما غيره، بمزيد من الإصرار والصمود ومقاومة القوانين الظالمة.
هكذا هو حال محبي أهل البيت (ع) في البحرين، في كل عام يهيئون أنفسهم لمواجهة السلطات التي تحاول القضاء على كل ما يخصهم. وفي كل عام يثبتون لها أنهم متجذرون في هذه الأرض وباقون فيها، وأن شعائرهم ستبقى كما كانت، وأن حضورهم سيزداد عاماً بعد عام، وأن كل هذه الممارسات والاضطهاد والاستهدافات لن تزيدهم إلا إصراراً.
وفي هذا العام، كما الأعوام الماضية، دخل محبو أهل البيت (ع) في البحرين موسم عاشوراء بروح التحدي والإصرار، والجهوزية لمواجهة أي مستجد والتعامل معه أولاً بأول، فيما بدأت السلطات حملتها باكراً باستهداف مظاهر عاشوراء قبل أسبوعين من دخول شهر محرم.
لكن البحارنة ردّوا على السلطات بطريقتهم الخاصة. حضور كثيف، وحماسة قلّ نظيرها، يجوبون فيها أزقة وشوارع القرى والعاصمة المنامة، مرتدين السواد، ومرددين شعارهم المفضّل "غصباً على أعداك نرفع رايتك".