الخليج والعالم
الصحف الإيرانية: روسيا تؤكّد وحدة أراضي إيران
ركّزت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم على المكالمة الهاتفية التي جرت بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الإيراني حسين عبد اللهيان حيث ركزّ الأول على وحدة أراضي إيران. كما تناولت الصحف زيارة وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي الى طهران والتي تمحورت حول وساطة مسقط في المفاوضات واستعادة العلاقات الإيرانية المصرية.
بداية، أشارت صحيفة "إيران" اليوم الى المحادثة الهاتفية التي جرت أمس بين وزير الخارجية الإيرانية حسين أميرعبد اللهيان ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إذ قال الأخير "لا شك لدينا في ضرورة المحافظة على وحدة أراضي إيران".
ولفتت الصحيفة الى أن تصريح لافروف هذا جاء ردًا على عدم الرضا الذي أبدته الجمهورية الإسلامية حول موقف موسكو الأخير في ما يتعلق بالجزر الإيرانية الثلاث في بيان مشترك مع مجلس التعاون الخليجي، وقال:" الاتحاد الروسي ليس لديه شك بشأن السيادة الإيرانية، وهو يحترمها وسيحترمها بالكامل".
وبحسب وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية، أعرب عبد اللهيان في هذه المكالمة الهاتفية عن دهشته من البند المتعلق بالجزر الإيرانية الثلاث في الخليج العربي في البيان المشترك لروسيا والدول الواقعة على الشواطئ الجنوبية للخليج، وأكد الانتماء التاريخي والأبدي لهذه الجزر لإيران، مضيفًا أنّ "استقلال وسيادة وسلامة أراضي جمهورية إيران الإسلامية كان ولا يزال غير قابل للتفاوض بأي شكل من الأشكال". وفي الوقت نفسه وصف رئيس السلك الدبلوماسي العلاقات بين إيران وروسيا بأنها تقوم على أسس متينة، وأشار إلى أنه "لا ينبغي أن يكون هناك عمل يضر بالعلاقات العميقة بين البلدين". وأكد الطرفان في هذه الدعوة على ضرورة احترام العلاقات الودية بين البلدين والحفاظ عليها وتعزيزها، كما تبادلوا وجهات النظر حول المراحل النهائية لصياغة نص الاتفاقية الاستراتيجية بين إيران وروسيا.
وساطة عمانية جديدة في طهران
واهتمت الصحف أيضًا بزيارة وزير الخارجية العماني يوم الاثنين الى طهران حيث التقى وزير الخارجية عبد اللهيان وتحدث معه في لقاء مطول يبدو أنه يتمحور حول وساطة مسقط في المفاوضات واستعادة العلاقات الإيرانية المصرية.
وبحسب تقرير صحيفة "وطن أمروز"، فإن بدر البوسعيدي جاء إلى طهران للمرة الثالثة في الحكومة الثالثة عشرة. وتجدر الإشارة إلى أنه في هذه السنوات، لعبت عُمان دائمًا دور الوسيط في علاقات إيران مع بعض الدول، والذي يمكن الإشارة إليه عبر الوساطة في القضايا بين إيران والولايات المتحدة وتبادل الأسرى مع واشنطن وأوروبا، كما أعلنت عُمان في وقت سابق الوساطة بين إيران وبلجيكا لتبادل أسرى، وأعلنت وزارة الخارجية العمانية أن الوساطة بين بلجيكا وإيران للإفراج عن مواطني البلدين المعتقلين كانت ناجحة، كما استضافت سلطنة عمان 3 جولات من المفاوضات بين إيران والسعودية العام الماضي أدت في النهاية إلى اتفاق بين البلدين لاستئناف العلاقات الدبلوماسية، كما استضافت مسقط جولة من المحادثات بين وفود سياسية وعسكرية إيرانية وأوكرانية حول ادعاء أوكرانيا أن روسيا استخدمت طائرات إيرانية بدون طيار في حرب أوكرانيا.
وتابعت "وطن أمروز": إنّ سُلطان عمان هيثم بن طارق بحث منذ بضعة أشهر العلاقات بين طهران والقاهرة خلال لقائه بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في القاهرة، وأن الأخيرة مستعدة لتحسين مستوى العلاقات مع إيران. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين مصريين بأن إيران ومصر ستتبادلان السفراء خلال الأشهر القليلة المقبلة في سياق عملية تطبيع العلاقات، وقد تم التوصل إلى اتفاق عام، وخلال المؤتمر الصحفي الذي أجراه وزير الخارجية العماني أمس الثلاثاء مع نظيره الإيراني، ذكر البوسعيدي أن "الطريقة الوحيدة لتجاوز الخلافات هي من خلال المحادثات الصريحة والشفافة، إذ إننا نشهد تطورًا جديًا من حيث وجود القطاع الخاص الإيراني في عمان ونشهد زيادة في نشاط الأعمال من الجانب العماني تجاه إيران، كما ناقشنا إمكانية التوصل إلى اتفاق في مجال التجارة التفضيلية الذي يتحقق بإذن الله مستقبلاً".
وفي السياق، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني: "نعتقد أنّ العلاقات بين دول الجوار في المنطقة يمكن توسيعها بشكل مستمر، هذا هو الشيء الوحيد الذي تحتاجه منطقتنا اليوم أكثر من الماضي، وهذا عمل يمكن أن يؤدي إلى الاستقرار والسلام والأمن والتنمية المستدامة في المنطقة، وعليه تحدثنا وتبادلنا الآراء مع وزير خارجية عمان حول المبادرة التي اقترحتها إيران لاجتماع 8 دول من الخليج العربي زائد اليمن، وخلال رحلتي الأخيرة إلى 4 دول في الخليج تلقينا ترحيب سلطات هذه الدول بهذه المبادرة وتشكيل منتدى حوار تعاون إقليمي، ونأمل أن نرى تنفيذ هذه المبادرة في المستقبل".
الاستفادة الاقتصادية من منظمة شنغهاي
وفي ظل السجال الدائم حول أزمة السكن في إيران حيث يتهم الإصلاحيون الحكومة الثالثة عشرة بعدم وفائها بحل الأزمة السكنية، كتبت صحيفة "كيهان" اليوم نقلًا عن أحد النواب الإيرانيين سيد سلمان ذاكر: "إن قدرة الدول الأعضاء في منظمة شنغهاي كالصين يمكن استخدامها لبناء مساكن من أجل إنتاج مبان بأساليب صناعية".
وبحسب وكالة "أنباء تسنيم"، قال ذاكر ــ في إشارة إلى عضوية إيران الرسمية في منظمة شنغهاي للتعاون الاقتصادي ــ: "إن هذه العضوية هي قدرة اقتصادية لإيران يمكننا الاستفادة منها في مختلف مجالات إنشاء الأنفاق، وإنشاء الطرق، والعبور، وتصدير واستيراد المنتجات".
وفي إشارة إلى إمكانية استخدام قدرات الدول الأعضاء في هذه المنظمة لبناء المساكن، أضاف ذاكر أنه "بالنسبة لبناء المساكن، يمكننا أيضًا استخدام قدرة الدول الأعضاء في منظمة شنغهاي مثل الصين لإنتاج المباني الحديثة من خلال الطرق الصناعية وبسرعة أكبر".
واعتبر عضو البرلمان أن "عضوية إيران في منظمة شنغهاي للتعاون وسيلة لتجاوز العقوبات وكبح التضخم"، مضيفًا أن "دخول هذا المناخ الاقتصادي بوجود خمس دول نشطة في مختلف المجالات الاقتصادية والسياسية سيعزّز الأمن الاقتصادي وكذلك السياسي في إيران".
وتابعت "كيهان": "في أواخر العام السابق، أعلن وزير الطرق والتنمية العمرانية السابق عن استمرار المفاوضات مع الشركات الصينية لإدخال تقنيات بناء المساكن الجديدة في البلاد"، وقال حينها: "ممثلو الشركات الصينية موجودون في البلاد ونحن نتفاوض معهم، بالطبع، ليس من المفترض أن يجلب الصينيون عمالًا إلى إيران أو أن يستوردوا مهندسين أو مواد بناء إلى البلاد، الصينيون يقومون بإحضار تقنيات بناء جديدة إلى إيران فقط".