الخليج والعالم
بأس جنين وأدب كنفاني وصمود الأسرى في أمسية فلسطينيّة أُمميّة نظمتها شبكة صامدون في كندا
نظّمَت "شبكة صامدون للدّفاع عن الأسرى الفلسطينيين" أُمسية ثقافيّة وسياسية في مدينة فانكوفر الكندية إستضافتها قاعة كنيسة "جراندفيو" وشاركت فيها قوى التضامن مع الشعب الفلسطيني وممثلين عن حركات تحرر ونقابات عماليّة ولجان طلابيّة وشبابيّة
وقالت المنسقة الأُممية لـ "شبكة صامدون" شارلوت كييتس أن الأُمسية تأتي في الذكرى الـ 51 على إستشهاد الأديب الثوري غسّان كنفاني للتأكيد على دعمنا للمقاومة الفلسطينية والحركة الأسيرة المناضلة في سجون الاحتلال، والتعبير عن وقوفنا إلى جانب المقاومة الشجاعة في مخيم جنين وقطاع غزّة وكل فلسطين المحتلّة"، مُشددة على ضرورة تطوير وتوسيع حركة المقاطعة الدوليّة لعزل كيان الإستعمار الصهيوني الاستيطاني العنصري حتى يحقق الشعب الفلسطيني أهدافه في العودة والتحرير.
بدأت الأمسية بكلمة ترحيبية قدّمها عضو شبكة صامدون "ماثيو" عرض فيها فقرات الأمسية ومناسبتها، وأهمية الربط بين ذكرى إستشهاد غسّان كنفاني والنضال الثقافي التحرري المتواصل الذي يخوضه وليد دقة.
فيما قدّمت عضو "شبكة صامدون" الناشطة الفلسطينية "نادية" عَرضاً ومُلخصاً عاماً حول قررات مؤتمر "حركة المسار الثوري البديل" في أمريكا الشمالية، والتوجه السياسي العام للحركة في المرحلة المقبلة.
بدورها قدَّمت الأستاذة المتقاعدة "كاثي كوبس" الناشطة النقابية من "تحالف بي دي أس" كلمة التحالف، حيث تناولت إنطلاقة الحملة الشعبية ضد "بنك سكوشيا" الكندي وسحب استثماراته من شركة السلاح الصهيونية (البيت سيستمز) التي تقدر بنحو 500 مليون دولار، مشددة على التصدي للبنوك والحكومة التي توظف أموال المواطنين في تمويل الحرب والجرائم ضد الشعب الفلسطيني، داعية للمشاركة في فعاليات "صامدون" و"تحالف بي دي أس" المزمع تنظيمها أمام مقر بنك سكوشيا في 22 تموز/يوليو الجاري.
وقدَّم عضو شبكة صامدون في مدينة فانكوفر "ديييف دييورت" كلمة شاملة حول قضية المناضل والكاتب الثوري الفلسطيني الأسير وليد دقة، وقرأ ورقة تعريفية عن حياة الأسير دقة وكتاباته ومواقفه السياسية والنضالية داخل السجن ورؤيته لمفهوم الصمود والتحرر في مواجهة السجان الصهيوني، كما نقل للحضور بعض النصوص المترجمة من كتابات وليد دقة إلى اللغة الإنجليزية و"رسالة ميلاد" إبنة الأسير دقة وزوجته المناضلة سناء سلامة.
وعَرَضت "صامدون" على مداخل وجدران الكنيسة يافطات كبيرة بعنوان "نقف مع جنين" و"الحرية للأسرى الفلسطينيين" ولوحات فنية تاريخية من تصميم الفنان السويسري الراحل مارك ردوين (جهاد منصور) ومُلصقاته الشهيرة عن الأديب الشهيد غسان كنفاني والانتفاضة الشعبية الكبرى 1987 ولوحات تعبر عن نضالات الأسرى والأسيرات.
وقدم الفنان والناشط الكندي "كاليم" عضو شبكة صامدون، كلمة قصيرة حول الحملة من أجل إطلاق سراح الرفاق المعتقلين أعضاء "شبكة العمل الفلسطيني" من سجون بريطانيا، تبعها بتقديم مقطوعة موسيقية وأغنية قصيرة من ألحانه مُهداة إلى الشهيد غسّان كنفاني.
كلمة الختام قدّمها الكاتب الفلسطيني وعضو الهيئة التنفيذية في حركة المسار الثوري البديل، خالد بركات، الذي شارك في الأمسية مُتحدثاً حول أدب وكتابات غسّان كنفاني وأثرها على القضية الفلسطينية، وأهمية تجربة كنفاني على جبهة الثقافة الوطنية ونشر الوعي الثوري والنقدي.
وأشار بركات إلى دور الأديب الكبير في التعريف بنضال الشعب الفلسطيني على المستوى العالمي، مُنوهاً إلى راهنية أدب غسّان كنفاني وقصصه ومقالاته حتى اليوم، كتعبير عن مدرسة الواقعية الثورية في المقاومة والأدب، مُوضحاً دوره الإعلامي المميز في خدمة الثورة والطبقات الشعبية المفقرة ومواقفه المبدئية حول العنف الثوري التحرري من أجل تحقيق عودة اللاجئين الفلسطينيين والإنتصار على المشروع الصهيوني الإمبريالي الرجعي.
وأشار بركات إلى تزامن ذكرى كنفاني مع معركة "بأس جنين" التي جاءت نموذجاً حياً على قُدرة الشعب الفلسطيني واستعداده للبذل والتضحية من أجل انتزاع حقوقه الوطنية، وأسَّست لمرحلة نضالية جديدة على صعيد مواجهة المشروع الصهيوني في فلسطين في إطار وحدة الساحات والجبهات.
وأكد أن إرادة الشعب والمقاتلين في مخيم جنين انتصرت على العدوان الصهيوني، كاشفة عبثية مسار السلطة الفلسطينية وضرورة إسقاطها باعتبارها أداة للإحتلال وجُزء لا يتجزأ من مشروع التصفية.
بدورها شكرت المنسقة الأممية لشبكة صامدون، شارلوت كييتس، الحضور على دعمه المتواصل لنضال الحركة الأسيرة الفلسطينية.
وذكّرت بضرورة ربط قضايا النضال من أجل التحرر في فلسطين مع قضايا النضال الذي تخوضه الشعوب في قارة أمريكا الشمالية ومواجهة الإمبريالية والعنصرية والصهيونية في كل مكان.
الجدير ذكره أن "شبكة صامدون للدفاع عن الأسرى الفلسطينين" التي تنشط في عشرات المدن الأوروبية والأمريكية تأسَّسَت قبل 12 عاماً في مدينة فانكوفر الكندية، وانطلقت أولى فعالياتها الجماهيرية تزامناً مع الأضراب المفتوح عن الطعام الذي خاضه القائد الشهيد خضر عدنان عام 2011.