الخليج والعالم
الإمام الخامنئي يوجّه نداءً إلى الحجّاج: الحجّ يدحض جميع مشاريع الاستكبار والصهيونيّة
شدَّد آية الله العظمى سماحة الإمام السيد علي الخامنئي على قدرة الحجّ في دحض جميع مشاريع الاستكبار والصهيونيّة الرامية إلى السقوط الأخلاقي للبشريّة في اليوم والغد.
كلام الإمام الخامنئي جاء في نداءٍ أصدره إلى حجّاج بيت الله الحرام من أنحاء العالم الإسلاميّ لمناسبة حلول موسم الحجّ 1444.
وأشار سماحته إلى أنّ الركيزتين الأساسيّتين لخطاب الحجّ هما الوحدة والروحانيّة، موضحًا أنَّ "الوحدة تعني ألّا تتعرّف الشعوب المسلمة إلى بعضها بعضًا عبر التعريف الفتنوي للعدوّ، بل بالتواصل والحوار وتبادل الزيارات، وأن تطّلع على إمكانات بعضها بعضًا وطاقاتها وتخطّط للانتفاع بها".
وأضاف: "الوحدة تعني أن يضع علماء العالم الإسلاميّ وجامعاته أيديهم بأيدي بعضهم بعضًا، وينظر علماء المذاهب الإسلاميّة إلى بعضهم بعضًا بحُسن الظنّ والمداراة والإنصاف، وينصتوا إلى كلام بعضهم بعضًا، وأن يُعرّف النُّخب في كلّ بلد ومن كلّ مذهب آحاد الناس على مشتركات بعضهم بعضًا ويشجّعوهم على التعايش والأخوّة".
ولفت سماحته إلى أنَّ "الوحدة تعني أن يُعِدّ روّاد السياسة والثقافة في البلدان الإسلاميّة أنفسهم لمواجهة ظروف النظام العالمي المُقبل بتنسيق كامل، ويُحدّدوا بأيديهم وإراداتهم المكانة الجديرة بالأمّة الإسلاميّة في التجربة العالميّة الجديدة الزاخرة بالفرص والتهديدات، وألّا يسمحوا بتكرار تجربة الهندسة السياسيّة والجغرافيّة لغربيّ آسيا على يد الحكومات الغربيّة عقب الحرب العالميّة الأولى".
أمّا الروحانيّة، فلفت الإمام الخامنئي إلى أنَّها "تعني ارتقاء الأخلاق الدينيّة. إنّ أكذوبة الأخلاق دون الدين التي طالما روّجت المصادر الفكريّة الغربيّة لها مآلها هذا الانهيار الأخلاقي الجامح في الغرب، والذي يتراءى أمام العالم بأسره. لا بدّ من تعلّم الروحانيّة والأخلاق من مناسك الحجّ ومن البساطة في الإحرام، ومن طواف الأمّة كافّة حول محور التوحيد، ومن رمي الشيطان والبراءة من المشركين".
وأكَّد أنَّ "الوحدة والروحانيّة في هذه المرحلة من الزمان تتعرّضان لعداء الاستكبار والصهيونيّة وعرقلتهما أكثر من السابق، فأميركا وسائر أقطاب الهيمنة الاستكباريّة يعارضون بشدّة وحدة المسلمين وتفاهم الشعوب والدول والحكومات المسلمة، وتديّن الجيل الشاب لهذه الشعوب والتزامه بالشريعة، وهم يواجهونها بأيّ وسيلة ممكنة".
وشدَّد سماحته على أنَّ "مسؤوليّتنا جميعًا والشعوب كافّة وحكوماتنا هي الوقوف في وجه هذا المخطط الأميركي والصهيوني الخبيث".
وفي الختام، دعا الإمام الخامنئي الحجّاج إلى الاستعانة بالله العليم القدير وتعزيز روحيّة البراءة من المشركين في أنفسهم واغتنام فرصة الحجّ للتدبّر والتعمّق في أسرار هذه الفريضة الاستثنائيّة ودلالاتها وجعلها زادًا لأعمارهم بأكملها.