الخليج والعالم
زيارة السوداني لمصر خطوة نحو تعزيز حضور العراق الإيجابي في المنطقة
بغداد - عادل الجبوري
أنهى رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني زيارة رسمية لجمهورية مصر العربية دامت يومين (12-13 حزيران/يونيو الجاري) التقى خلالها والوفد الحكومي المرافق له الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، رئيس الوزراء مصطفى مدبولي، إمام الأزهر الشيخ أحمد الطيب، والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، فضلًا عن لقائه عددًا من أبناء الجالية العراقية هناك وزيارته لبعض المعالم الدينية والثقافية والتاريخية وأبرزها مسجد الإمام الحسين (ع) في القاهرة.
وبحسب المكتب الإعلامي للسوداني، فقد جرى خلال لقائه الرئيس السيسي "التباحث في العلاقات الثنائية بين البلدين التي تشهد تقدمًا ملموسًا على مختلف المستويات والصعد ومناقشة أبرز القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك والتأكيد على مواصلة التعاون المتبادل وترجمته إلى واقع عمل ملموس بهدف تعزيز الشراكة بين البلدين".
كما أكد رئيس الوزراء العراقي "أهمية إنضاج العمل المشترك لمواجهة مختلف التحديات والأزمات وتحقيق التكامل في مجالات عدة بما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة للبلدين والمصالح المتبادلة لشعبيهما"، في حين أكد الرئيس المصري "عمق العلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين"، وعبر عن تقديره لـ "دور العراق وجهوده في دعم استقرار المنطقة واستدامة الأمن فيها"، مشددًا على رغبة بلاده في توسعة آفاق التعاون مع العراق في مختلف المجالات ضمن شراكة طويلة الأمد تعزز التنمية لكل الشعوب الشقيقة والصديقة.
مدبولي
ومع نظيره المصري مصطفى مدبولي، ترأس السوداني فعاليات منتدى الأعمال العراقي - المصري بحضور نخبة من سيدات ورجال الأعمال العراقيين والمصريين.
وأكد السوداني "أن مشاركة القطاع الخاص العراقي في هذا المنتدى يعكس الرغبة الجادة لأن يكون القطاع الخاص شريكًا للحكومة"، مشيرًا إلى مباشرة حكومته "بتنفيذ مشاريع مهمة في قطاعي السكن والتربية، فضلًا عن تأسيس صندوق العراق للتنمية برأس مال قدره ترليون دينار عراقي (800 مليون دولار)، وستتفرع منه صناديق تخصصية للسكن والمدارس والكهرباء والزراعة والصحة والصناعة، وسيكون التنفيذ من قبل القطاع الخاص الذي سيدعم من قبل الحكومة، كما ستتوفر له البيئة المطلوبة للاستثمار".
شيخ الأزهر
وفي لقائه شيخ الأزهر الشيخ أحمد الطيب الذي وجه له الدعوة لزيارة العراق - علمًا أنه كان من المقرر أن تتم تلك الزيارة العام الماضي، بيد أنها لم تتحقق لأسباب غير واضحة في حينه - أشار السوادني إلى "أن المنطقة تعرضت إلى هجمة إرهابية ناتجة عن فكر مشوّه لا يمتُ للدين بأيّة صلة، وأن العراق كان أحد أكثر البلدان تأثرًا بهذه الهجمة الإرهابية التي تصدى لها ببسالة"، وشدد على "أهمية أن يسود الخطاب المعتدل، الذي يمثل روح الإسلام الحقيقية، التي تقوم على التعايش والأخوة والمحبة والسلام".
من جانبه، وعد شيخ الأزهر بزيارة العراق قريبًا، وأكد "أن العراق بلد مهمّ في العالم الإسلامي والشعب العراقي الأصيل استطاع أن يتجاوز محنته، ويقف على قدميه برغم كل التحديات التي واجهها"، معبّرًا عن استبشاره خيرًا بالحكومة العراقية الحالية.
أبو الغيظ
وفي ما يتعلق بلقاء رئيس الوزراء العراقي الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، ذكرت وسائل إعلام عراقية ومصرية رسمية أن اللقاء "تناول بحث ومناقشة أبرز القضايا والمستجدات على الساحة العربية والدولية، والتأكيد على أهمية العمل العربي المشترك لمواجهة التحديات، ودور العراق الحيوي في المنطقة، إذ أشاد أبو الغيط بهذا الدور المهم والمركزي الذي يؤديه العراق في حل الخلافات والتهدئة وتقريب وجهات النظر في المنطقة"، وفي الوقت ذاته أكد السوداني "أن العراق اليوم يسير بخطى واثقة نحو التعافي والاستقرار، وهو يتجه للقيام بدوره الريادي في المنطقة والعالم".
وتأتي زيارة السوداني لمصر في ظل تنامي دور العراق في حلحلة أزمات المنطقة والتقريب بين الفرقاء عبر سياسات انفتاحية متوازنة وهادئة، وفي ظل متغيرات وتحولات ملموسة على الصعيد الداخلي بدأت تلوح بوادرها ومعالمها في الأفق منذ تشكيل الحكومة الحالية منتصف شهر تشرين الثاني/نوفمبر من العام الماضي.