الخليج والعالم
واشنطن تفشل على صعيد التطبيع السعودي "الإسرائيلي"
تطرقت مجموعة "صوفان" إلى الزيارة التي قام بها وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى السعودية أوائل هذا الشهر، حيث قالت "إن هذه الزيارة إلى جانب التي قام بها الرئيس الأميركي جو بايدن في شهر تموز الماضي لم تنجح في إزالة الشكوك بين الطرفين".
ولفتت المجموعة إلى اتفاق السعودية وروسيا على خفض إنتاج النفط بنسبة مليوني برميل في اليوم وذلك بعد ثلاثة أشهر من زيارة بايدن، مشيرةً إلى أن القرار جاء في الوقت الذي وصلت فيه نسبة التضخم في الولايات المتحدة إلى أعلى مستوياتها منذ قرابة أربعين عامًا.
كذلك أضافت المجموعة أنّ "زيارة بلينكن جاءت في أعقاب قرار مفاجئ اتخذته السعودية بخفض إنتاج النفط بمليون برميل في اليوم"، وتابعت أن القرارات المتخذة في مجال إنتاج النفط لا تزال تؤثر على الصفقة القديمة بين الجانبين بالحفاظ على استقرار أسعار النفط مقابل ضمانات أميركية بالدفاع عن السعودية بوجه التهديدات.
كما قالت المجموعة "إن تراجع حاجة الولايات المتحدة إلى النفط المستورد، وإلى جانب استراتيجيات الأمن القومي الأميركي المتعاقبة التي تركز على "التهديدات" من روسيا والصين أثارت شكوك القيادة في السعودية حيال الالتزامات الأميركية بتأمين السعودية وحلفائها الخليجيين".
ومن وجهة النظر الأميركية، قالت المجموعة "إن السياسات السعودية أثارت تساؤلات حول التزام الرياض بالشراكة"، مشيرة في هذا السياق إلى تعاون السعودية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وإلى الانخراط الدبلوماسي والأمني المتزايد مع الصين، وكذلك إلى قرار السعودية الترحيب بعودة سورية إلى الجامعة العربية.
وفي الوقت نفسه، تحدثت المجموعة عن تحسن التعاون الثنائي في بعض الملفات الإقليمية الهامة مثل الحرب في اليمن والسودان.
وذكرت المجموعة أيضًا ما نشر قبل زيارة بلينكن عن أنه قد يركز في الزيارة على تطبيع العلاقات بين السعودية و"إسرائيل".
وقالت في هذا السياق "إن بلينكن لم يحقق أي اختراق في هذا الملف خلال الزيارة"، حيث نقل عن وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان قوله "إن التطبيع لن يحصل إلا بعد تسوية النزاع في الملف الفلسطيني".
التطبيع السعودي الإسرائيلي سيزيد حدة التوتر
وفي سياق متصل، قال المسؤول السابق في "الـCIA" بول آر بيلار "إن بلينكن اعتبر أن تطبيع العلاقات بين "إسرائيل" والسعودية هو مصلحة أمن قومي أميركي".
وفي مقالة نُشرت على موقع "Responsible Statecraft" أشار الكاتب إلى أن بلينكن لم يسم ما هي هذه المصلحة، مضيفًا أن تعزيز العلاقات السعودية الإسرائيلية لن يحقق أي شيء ملموس على صعيد المصالح الأميركية.
وأردف أن "أي مكاسب قد تحصل عليها الولايات المتحدة من التعاون السعودي الإسرائيلي يمكن الحصول عليها جراء التعاون الموجود أصلًا بين الطرفين والذي يشمل الملف الأمني".
وتابع الكاتب أن "التطبيع السعودي الإسرائيلي لن يكون اتفاقية "سلام"، وذلك كون الطرفين ليسا بحالة حرب"، معتبرًا أن "مثل هذه الخطوة من شأنها زيادة حدة التوتر".
وفي المقابل، قال الكاتب "إن حكومة بنيامين نتنياهو ترغب بشدة بإقامة علاقات دبلوماسية كاملة مع السعودية، وذلك من أجل إثبات قدرتها على إقامة العلاقات مع دول إقليمية بينما تواصل احتلال أراض فلسطينية"، مضيفًا أن مثل هذا يشكل الأهمية الأساس في أي تطبيع بين "إسرائيل" والسعودية.
كما تابع الكاتب أن "تقديم التنازلات إلى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان تلبية لرغبة طرف ثالث يشكل بحد ذاته خطوة سيئة"، لافتًا إلى ما قاله السيناتور كريس مورفي عن أن تحسين العلاقات مع السعودية وتزويد واشنطن الرياض بالمزيد من السلاح يجب أن يكون مقابل السلوك الأفضل باتجاه الولايات المتحدة وليس فقط سلوك أفضل باتجاه "إسرائيل".
واذ أكد الكاتب أهمية السعودية إقليميًا، شدد على ضرورة أن تقيم الولايات المتحدة علاقات متينة معها.
وأضاف أنه "ما من سبب لتقف واشنطن تلقائيًا مع السعوديين في أية صراعات أو خلافات إقليمية"، لافتًا إلى أنّ السعودية لا تتشارك أية قيم تذكر مع الولايات المتحدة، واصفًا النظام السعودي بـ "الاستبدادي" والأقل ديمقراطية في الشرق الأوسط.
وقال الكاتب "إن دوافع إدارة بايدن للتطبيع السعودي الإسرائيلي ربما ترتبط بمحاولة استعادة المكانة الدبلوماسية في الشرق الأوسط بعدما كسبت الصين هذا الدور في التطبيع بين السعودية وإيران".
واعتبر أن "التنافس الدبلوماسي مع الصين في المنطقة يتطلب تغيير المقاربة الأميركية المعتادة بتقسيم المنطقة بين خصوم وأصدقاء والانخراط فقط مع المعسكر الأخير"، وشدّد على ضرورة أن تتبنى واشنطن نهج الصين بالعمل الدبلوماسي النشط مع كل الأطراف، مضيفًا أن "مثل هكذا نهج مكّن الصين من تحقيق المصالحة السعودية الإيرانية".
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
22/11/2024