الخليج والعالم
الإمام الخامنئي: التشريع تشييدٌ للسكة
استقبل آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي أعضاء مجلس الشورى الإسلامي في دورته الحادية عشرة في حسينية الإمام الخميني (قده).
وتحدّث الإمام الخامنئي خلال اللقاء عن عظمة تحرير خرمشهر (24/5/1982)، واصفًا إياه بالحادثة الإعجازيّة، وعن قانون المبادرة الاستراتيجيّة لإلغاء الحظر الذي أنقذ البلاد من التيه في الملف النووي، لافتًا إلى تميّز الدورة الحادية عشرة من المجلس بـ"بساطة العيش والابتعاد عن الأرستقراطيّة وغياب النظرة الفوقيّة إلى الناس".
الإمام الخامنئي أوصى بمطالعة الكتب حول عمليات "بيت المقدس"، قائلًا: "الأهم من هذا التحرير العظيم الابتكارات والخطط الحربية التي يمكن تدريسها في الجامعات العسكرية، والتضحيات والاستبسالات التي تفوق الطاقة المتعارف عليها لدى البشر، والشهداء الرفيعي الشأن، والمجريات والحقائق الأخرى التي كانت في تلك العمليات المنقطعة النظير، وينبغي ألّا تفقدَ وهجها أو تُنسى".
وأثنى سماحته على عظمة مؤسسة المجلس ومكانتها، عادًّا الشأن التشريعي للمجلس "أعلى بكثير وأهم من شأنه الرقابي، وأضاف: "التشريع هو تشييد السكة، وبتعبير أدق "إحداث الطريق" الذي يحدد اتجاه حركة السلطات الأخرى".
كذلك، رأى قائد الثورة الإسلامية أن بعض القوانين المقرة في المجلس الحالي "إستراتيجية". وقال: "كان قانون المبادرة الإستراتيجية لإلغاء الحظر قانونًا أساسيًا ومهمًا وأنقذ البلاد من التيه في الملف النووي وحالة الضياع، فيمكن أن نرى نتائج تنفيذه حتى في الساحة العالمية أيضًا".
كما عدّ قانون حماية الأسرة وفتوّة المجتمع من القوانين المهمة للغاية، وتابع "كان قانون الطفرة في الإنتاج المعرفي من جملة القوانين الإستراتيجية في المجلس أيضًا".
وقال سماحته عن خصائص المجلس الحادي عشر وأدائه: "بعد ثلاث سنوات، لا أزال أرى هذا المجلس ثوريًا وشابًا ونشطًا... طبعًا هذه النظرة عامة ودون الأخذ بالاعتبار الاستثناءات المحتملة في المجلس"، وأردف "أُقرّت بحزم وصراحة معظمُ قوانين مكافحة الفساد، وإزالة التمييز والاحتكار، وتحسين بيئة الأعمال".
ورأى سماحته أن "بساطة العيش وتجنب السلوك الأرستقراطي والنظرة الفوقية إلى الناس" من سمات كثيرين من نواب المجلس الحادي عشر، لكنه حذّر من التأثر والتحمّس للأجواء والانجرار وراء ما يثيره العدو في دعايته.
وقال الإمام الخامنئي "لا ينبغي للاعتبارات الحزبيّة والتصنيفات أن يكون لها دورٌ في دراسة القوانين وإقرارها إطلاقًا"، مستدركًا : "نظرًا إلى اختلاف الأذواق وُجدت التصنيفات في المجلس دومًا، ولكن ينبغي ألا نسمح بأن يغدو المجلس ثنائي القطب، أو أن تؤثر التصنيفات في التشريع بدلاً من الصواب والمصلحة".
وفي الجزء الأخير من حديثه، قدّم سماحته بعض التوصيات المهمة إلى أعضاء المجلس.
وفي معرض التوصية الأولى، أشار إلى ثنائية "التقريب أو التخريب" في علاقة المجلس مع السلطات الأخرى وبخاصة الحكومة، وقال: "في الرؤية الهدّامة، ينظر الطرفان إلى بعضهما بعضاً بعيني المتنافسين، وبهدف إيقاع أحدهما بالآخر، وهذا خطير ويؤدي إلى مشكلات من جانب الحكومة أو المجلس".
"الجمع بين التقوى والصدق مع الحرية والصراحة" كانت توصية أخرى من الإمام الخامنئي للنواب، مضيفًا: "تجب مراعاة التقوى والصدق حتى في الحالات التي يكون فيها التعبير العلني "عن قضية ما" ضروريًا".