الخليج والعالم
اجتماع استثنائي لمنظمة "التعاون الإسلامي" حول الأقصى!
مع تشكيل الحكومة الصهيونية الحالية برئاسة بنيامين نتنياهو كثّف العدو الصهيوني اعتداءاته على المقدسات الدينية الإسلامية والمسيحية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، مركزًا بشكل خاص على المسجد الأقصى المبارك من خلال اقتحامات متكرّرة لقطعان المستوطنين المتزمتين لباحات المسجد وساحاته حتى صارت من الطقوس اليومية لدى هؤلاء.
تكثيف الاعتداءات على المسجد الأقصى تزامنت مع جهود مكثفة تبذلها حكومة الاحتلال بالتعاون مع الإدارة الأميركية لتطبيع العلاقات بين الكيان الصهيوني والحكومات العربية لا سيما الخليجية منها.
وفي هذا الوقت، أعلنت السلطات السعودية عن استضافتها لاجتماع استثنائي مفتوح العضوية للجنة التنفيذية لمنظمة التعاون الإسلامي في جدة لبحث الاعتداءات الصهيونية المتواصلة على المسجد الأقصى في خطوة تتناقض مع سياسة المملكة السعودية المنفتحة على الكيان الصهيوني بأجهزتها الأمنية والدبلوماسية والسياسية.
الإعلان عن هذا الاجتماع تزامن هو الآخر مع الإعلان عن اتصال جرى بين ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ورئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو بتنسيق بحريني وضغط أميركي.
واللافت في الموضوع أن الاجتماع الاستثنائي للجنة التنفيذية لمنظمة التعاون الإسلامي يأتي بطلب من سلطتين تعترفان بالكيان الصهيوني وتقيمان علاقات مباشرة معه هما الأردن والسلطة الفلسطينية، وفق ما أعلنته وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية، فيما يُعقد الاجتماع في مدينة جدة بتنظيم السلطات السعودية الساعية إلى التطبيع مع العدو الصهيوني بلا حرج ما يثير تساؤلات عن جدية هذا الاجتماع والنتائج المرجوة منه.
والسؤال الأهم: هل يستطيع اجتماع جدة المقرر عقده اليوم الأربعاء إنقاذ المسجد الأقصى وإبعاد الخطر الصهيوني عنه، وبالتالي الإطاحة بجهود التطبيع بين الحكومات العربية والكيان الصهيوني؟ أم يخرج بمجرد بيان يستنكر الاعتداءات الصهيونية ثم يدخل في أدراج المنظمة؟.
وبينما تنشغل الحكومات العربية بمساعي التطبيع وكيفية إخراجه إلى العلن وإقامة العلاقات وتبادل البعثات الدبلوماسية مع العدو الصهيوني، تواصل سلطات الاحتلال إجراءاتها الاستفزازية للعرب والمسلمين تارة بالسماح للمستوطنين باقتحام المسجد الأقصى وتنظيم المسيرات في باحاته بحراسة جيش الاحتلال وتارة أخرى بعقد اجتماعات داخل أنفاق تحت المسجد المهدد.
وكانت الحكومة الصهيونية قد عقدت اجتماعًا يُعد الأول من نوعه داخل أنفاق حفرت تحت المسجد الأقصى، فيما كان وزير من يسمى بـ"الأمن القومي" الصهيوني المتطرف إيتمار بن غفير يقود اقتحامًا لقطعان المستوطنين إلى المسجد الأقصى المبارك، وكالعادة جاء رد فعل الحكومات العربية بإصدار بيانات إدانة واستنكار.