الخليج والعالم
أيديولوجية التفرد من الماضي.. بوتين يحذّر من عدم الاستقرار حول العالم
أكّد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنّ أيديولوجية التفرد ستصبح جزءًا من الماضي وأن نموذج التنمية التمييزي سيزول بشكل لا رجعة فيه، معربًا عن اعتقاده بأنّ روسيا وحلفاءها سيتمكنون من تشكيل عالم أكثر إنصافًا.
وفي كلمة له عبر تقنية الفيديو إلى المشاركين في الاجتماع الدولي للممثلين رفيعي المستوى والمسؤولين عن القضايا الأمنية المنعقد في مقاطعة موسكو برعاية مجلس الأمن الروسي، أعلن بوتين أنّ روسيا مستعدة للتعاون الوثيق مع جميع الدول المهتمة لمواجهة التحديات المشتركة للبشرية، مؤكدًا أن موسكو ستعزّز العلاقات مع دول آسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية بكل الطرق الممكنة.
وحذّر من تزايد عدم الاستقرار حول العالم، وتوسع بؤر التوتر الجديدة في عدد من المناطق المختلفة.
وقال الرئيس الروسي: "إنّ تزايد عدم الاستقرار حول العالم يعود إلى حد كبير إلى رغبة الولايات المتحدة الأميركية وحلفائها في الحفاظ على الهيمنة وتجاهل سيادة الآخرين".
وأشار إلى أنّ تصاعد عدم الاستقرار في العالم يرافقه محاولات من قبل الولايات المتحدة وعدد من الدول الغربية للاستفادة من الأزمات التي يثيرونها.
أضاف بوتين: "أن اتصالات الممثلين السامين المنتظمة وتبادل الخبرات، والتقييمات أثبتت أهميتها وساهمت في حل القضايا الرئيسية لضمان الأمن العالمي والإقليمي وتعزيز الاستقرار الاستراتيجي".
وتحدث الرئيس عن جدول الأعمال الحالي للممثلين السامين والذي يحفل بالأحداث المهمة، وعلى رأسها مناقشة الوضع في العالم وآفاق تطوره، و"تحليل التهديدات الحديثة الأكثر إلحاحًا، بما في ذلك الإرهاب الدولي، والتطرف، والاتجار غير المشروع بالأسلحة والمخدرات، والجريمة العابرة للحدود، والهجرة غير الشرعية، وبالطبع القضايا المتعلقة بالغذاء وأمن المعلومات".
ولفت بوتين إلى أن شعوب عدد من الدول تعاني من العواقب المأساوية للانقلابات المنظمة من الخارج، وهو ما يرتبط برغبة الدول والجمعيات الفردية في الحفاظ على هيمنتها، وفرض قواعدها الخاصة، والتجاهل التام لسيادة الدول الأخرى ومصالحها الوطنية وتقاليدها.
وأكد أن كل هذا يرافقه تكديس للإمكانيات العسكرية، والتدخل غير الرسمي في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، فضلًا عن محاولات انتزاع مزايا أحادية الجانب من أزمات الطاقة والغذاء، التي أثارها عدد من الدول الغربية.
وشدّد بوتين على أن روسيا مقتنعة "بوجود بديل حقيقي لمثل هذا المسار المدمّر، وسياسة الابتزاز، والعقوبات غير المشروعة ألا وهو تعزيز الاستقرار في العالم والبناء المتسق لنظام الأمن الموحّد غير القابل للتجزئة، وحل المهام واسعة النطاق لضمان التنمية الاقتصادية والتكنولوجية والاجتماعية.
وتابع: "هنا، وأولًا وقبل كل شيء، من الضروري تنسيق جهود جميع البلدان والعمل المشترك المضني على مبادئ الاحترام المتبادل والشراكة والثقة. تلك هي الأساليب التي وضعناها في المفهوم المحدث للسياسة الخارجية الروسية".
وقال: "لقد قلت أكثر من مرة وسأؤكد مرة أخرى إن بلادنا جاهزة للتفاعل الوثيق مع جميع الدول المهتمة في مواجهة التهديدات المشتركة، والتحديات المشتركة التي تواجه الإنسانية اليوم".
وتابع: "نحن نقدّر تقديرًا عاليًا حقيقة أنّ لروسيا عددًا من الشركاء في مناطق مختلفة وقارات مختلفة، ونقدّر بصدق العلاقات القوية والودية والوثيقة تاريخيًا مع دول آسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية، وسوف نعزّزها بكل طريقة ممكنة.
وأضاف: "أنا على ثقة بأننا سنحقّق معًا تشكيلًا لعالم متعدّد الأقطاب أكثر عدلًا، وستصبح أيديولوجية التفرد فضلًا عن النظام الاستعماري الجديد الذي جعل من الممكن استغلال موارد العالم بأسره، حتمًا، جزءًا من الماضي، وأن النموذج التمييزي للتنمية سيختفي بشكل لا رجعة فيه".
وختم بوتين: "آمل أن يكون اجتماعكم بناء ومثمر، ويسمح لنا بتحديد أشكال وتوجهات جديدة للتعاون العملي لصالح بلداننا وشعوبنا ولصالح السلام والاستقرار على كوكب الأرض. تمنياتي لكم بالنجاح والتوفيق".