معركة أولي البأس

الخليج والعالم

بداية هدنة جديدة بالسودان.. خروقات رغم المراقبة الدولية
23/05/2023

بداية هدنة جديدة بالسودان.. خروقات رغم المراقبة الدولية

دخلت الهدنة الثامنة حيّز التنفيذ في السودان بموجب اتفاق جدة بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع"، ومن المقرر أن تستمر أسبوعًا بعد معارك ضارية بدأت منذ 5 أسابيع بين الطرفين.

الهدنة التي بدأت في تمام الساعة 19:45 بتوقيت غرينتش مساء الاثنين بهدف السماح بإيصال المساعدات الإنسانية، يفترض أن تستمر لسبعة أيام قابلة للتجديد، تنفيذًا لاتفاق وقعه ممثلو الجيش السوداني و"الدعم السريع"، السبت الماضي، بمدينة جدة في السعودية بوساطة سعودية أميركية.

ورغم استمرار القتال خلال الاتفاقيات السبع السابقة لوقف إطلاق النار، فهذه الهدنة الأولى التي يجري الاتفاق عليها رسميًا بعد إجراء مفاوضات.

وخلال الساعات التي سبقت دخول الهدنة حيز التنفيذ شن الجيش ضربات جوية مكثفة في أنحاء العاصمة الخرطوم على قوات "الدعم السريع".

لكن بعد فترة قليلة من دخول الهدنة الجديدة حيّز التنفيذ، نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن شهود عيان أن "الخرطوم شهدت معارك بين طرفي النزاع دون أن تقدم مزيدًا من التفاصيل".

وقال السكان السودانيون "إنّ ضربات جوية وقعت في الخرطوم وأم درمان وبحري، وهي المدن الثلاث التي تشكل ولاية الخرطوم"، وأفادوا عن سماع دوي اشتباكات في وسط الخرطوم.

تعهد بالتزام الهدنة

وقال الجيش السوداني "إن القوات المسلحة السودانية ملتزمة بنص اتفاق جدة على وقف إطلاق النار"، وشدَّد في بيان على أنَّ "الاتفاق يقتصر على الجوانب العسكرية والفنية الخاصة بترتيبات وقف إطلاق النار المؤقت، إضافة إلى الترتيبات الخاصة بحماية المدنيين والمستشفيات، ولا يتطرق للقضايا السياسية".

وفي المقابل، وصف يوسف عزت المستشار السياسي لقائد قوات "الدعم السريع" في السودان اتفاق وقف إطلاق النار في جدة بأنه "خطوة جيدة وإيجابية"، وقال "إن قوات "الدعم السريع" ملتزمة بالهدنة ووقف إطلاق النار".

هذا وأصدرت قوات الدعم السريع رسالة صوتية من قائدها الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي) شكر فيها السعودية والولايات المتحدة لكنه قال "لن نتراجع إلا بإنهاء هذا الانقلاب ومحاكمة كل من أجرم في حق الشعب السوداني والعودة إلى المسار الديمقراطي".

آلية مراقبة أميركية-سعودية 

ويشمل الاتفاق آلية مراقبة يشارك فيها الجيش وقوات "الدعم السريع" بالإضافة إلى ممثلين عن السعودية والولايات المتحدة اللتين توسطتا في الاتفاق بعد محادثات في جدة، وأكدت الولايات المتحدة أن الاتفاق سيخضع لمراقبة دولية لأول مرة.

وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن "سنحاسب من ينتهك وقف إطلاق النار في السودان من خلال عقوبات نفرضها ووسائل أخرى متاحة"، مؤكدًا أنَّ "الهدنة ستدعم بآلية مراقبة عن بعد تدعمها الولايات المتحدة".

المدنيون ضحايا العنف

وقال المبعوث الأممي إلى السودان فولكر بيرتس "إنَّ الصراع في البلاد لم يظهر أي بوادر على التباطؤ على الرغم من الإعلانات المتكررة لوقف إطلاق النار من كلا الجانبين"، مؤكدًا أنَّ "أيًا من الطرفين لم يُظهر حتى الآن القدرة على إعلان انتصار عسكري بشكل حاسم"، محذرًا من "أنَّ القتال يدمر الأرواح والبنية التحتية".

وأشار بيرتس إلى أنَّ المدنيين دفعوا ثمنًا باهظًا لهذا "العنف العبثي"، مبينًا أنَّ القتال المستمر منذ 15 نيسان/أبريل بين القوات المسلحة السودانية وقوات "الدعم السريع" تسبّب في مصرع "أكثر من 860 شخصًا بينهم 190 طفلًا وجرح 3,500 آخرين".

وكشف أنَّ "الكثيرين لا يزالون في عداد المفقودين، بينما نزح أكثر من مليون شخص لجأ أكثر من 840 ألفًا منهم إلى مناطق أكثر أمنًا من البلاد، فيما عبر 250 ألفًا الحدود السودانية".

واعتبر بيرتس أنَّ هذه الأرقام "لا تعكس القصص المروعة لآلاف الرجال والنساء الذين هجروا منازلهم وقاموا برحلات شاقة استمرت لأيام بحثًا عن الأمان عبر الحدود. ويواصل الكثيرون الانتظار لأيام وأسابيع عند المعابر الحدودية لتأمين المرور".

وفي سياق متصل، حذّرت مفوضية الأمم المتّحدة لشؤون اللاجئين من أنّ عدد الذين يلجأون إلى تشاد هربًا من المعارك الدائرة منذ أكثر من شهر في السودان "يتزايد بسرعة كبيرة" وقد بلغ حوالى 90 ألف لاجئ بعد أن قدّر عدد هؤلاء قبل ثلاثة أيام فقط بنحو 76 ألف لاجئ، وقال مسؤول أممي إنّه "أكثر من 90% من هؤلاء اللاجئين هم من النساء والأطفال".
 

السودانقوات الدعم السريعالجيش السوداني

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم

التغطية الإخبارية
مقالات مرتبطة