معركة أولي البأس

الخليج والعالم

انتقادات أميركية لسياسة بايدن بتقديم الالتزامات للسعودية مقابل التطبيع مع "إسرائيل"؟
22/05/2023

انتقادات أميركية لسياسة بايدن بتقديم الالتزامات للسعودية مقابل التطبيع مع "إسرائيل"؟

يسعى الرئيس الأميركي جو بايدن إلى إنجاز صفقة تطبيع بين كيان العدو والسعودية قبل أن ينشغل بحملته الانتخابية، ظنًّا منه أنّه يستطيع استثمار هذا الإنجاز في التجديد لولاية رئاسيّة. 

ما تقدّم، تحدّث عنه Daniel Larison (دانيال لاريسون) في مقالة نُشِرت على موقع Responsible Statecraft (رسبونسيبل ستايت كرافت) أشار فيها إلى ما تداوله موقع Axios (أكسيوس) عن نيّة إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن العمل على صفقة تطبيع بين السعودية والكيان الصهيوني قبل نهاية العام الحالي، وذلك قبل أن ينشغل بايدن بحملته الانتخابية.

وشدّد الكاتب على أنّه "ما من سبب وجيه يدعو الولايات المتحدة إلى تركيز مساعيها الدبلوماسية في المنطقة على هذا الموضوع، وعلى أن تقديم المزيد من الالتزامات للسعودية مقابل صفقة التطبيع سيكون خطأً جسيمًا".

واعتبر الكاتب أنّ "السعي للتوصل إلى هكذا اتفاق مع السعوديين سيأتي على حساب واشنطن، وعلى أنّ أيّ اتفاق من هذا القبيل لن يشمل "على الأرجح" تقديم تنازلات حقيقية من قبل "إسرائيل"، وسيستند على المزيد من الدعم الأميركي السياسي والعسكري للسعودية"، مشيرًا إلى ما "يُتداول عن أنّ السعودية تطالب مقابل التطبيع بضمان أمني أميركي ودعم لبرنامجها النووي المدني"، مرجّحًا في الوقت ذاته أن تطالب الرياض بالمزيد من مبيعات السلاح أيضًا.

وأكد الكاتب على ضرورة أن لا تمكّن الولايات المتحدة السعودية من شنّ الحروب على جيرانها، وأن لا تكرّر الرياض السياسة التي اتبعتها في ملف اليمن.

ورأى الكاتب أن اتفاقيات التطبيع بين عدد من الدول العربية والكيان الغاصب التي دعمتها إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب وتجاهلت الفلسطينيين، أعطت كيان الاحتلال الحرية المطلقة للقيام بما يريد في الأراضي الفلسطينية المحتلة. كما شدد على أن هذه الاتفاقيات جاءت في سياق تأييد الولايات المتحدة لنظام التمييز العنصري الذي تمارسه "إسرائيل".

وأشار الكاتب إلى أن الاتفاق إنْ حصل بين "إسرائيل" والسعودية سيشكّل صفعة جديدة للفلسطينيين، ويرسّخ أكثر النظام "القمعي" ضد الفلسطينيين، مضيفًا أنّ غالبية المنتمين إلى الحزب الديمقراطي لا تدعم اتفاق التطبيع بين ولي العهد السعودي محمد بن سلمان و"رئيس الوزراء الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو، وفق تعبيره.

كما تحدّث عن كتلة لا يُستهان بها من "الديمقراطيين" الذين يؤيدون قطع الدعم الأميركي عن السعودية، وعليه استبعد أن يقبل هؤلاء بزيادة الدعم للسعودية مقابل التطبيع مع كيان الاحتلال.

ولفت الكاتب إلى استطلاعات جرت هذا العام بيّنت أن 49 في المئة من الديمقراطيين قالوا، إنّهم يتعاطفون أكثر مع الفلسطينيين، وبيّن أن موقف بايدن حيال هذا الملف لا ينسجم بالتالي مع موقف طيف واسع من حزبه.

وأضاف الكاتب، أن التطبيع بين السعودية و"إسرائيل" لن يؤدي إلى حل، مرجحًا أن تزيد معاناة الفلسطينيين حتى في حال جرى التوصل إلى هكذا اتفاق. وبينما تحدث الكاتب عن أسباب واضحة تجعل الكيان الصهيوني راغبًا في التوصل إلى المزيد من اتفاقيات التطبيع، شدد على أن ذلك لا يخدم المصالح الأميركية. 

وعليه، أكد على ضرورة أن لا تقوم الولايات المتحدة برشوة طرف لصالح طرف آخر، وعلى أن الحكومة الإسرائيلية هي من يجب أن تبادر إلى تقديم شيء للسعودية إذا ما أرادت تطبيع العلاقات معها. 

وفي المقابل، اعتبر موقع Al-Monitor (المونيتور) أن التطبيع بين السعودية و"إسرائيل" سيكون إنجازًا كبيرًا لبايدن على صعيد "السلام" في الشرق الأوسط، على حد تعبيره.

وأضاف الموقع، أنّه وبينما تطلب السعودية الكثير من الكونغرس مقابل هكذا تطبيع، فإن الدعم "الإسرائيلي" سيساهم في تليين المواقف لدى "الديمقراطيين" و"الجمهوريين"، معتبرًا أن تركيز إدارة بايدن على "الدبلوماسية" و"خفض التصعيد" مكّن من الوصول إلى هذه المرحلة. 

وأشار الموقع الى أن الدور الأميركي في التطبيع بين السعودية و"إسرائيل" وفي تجمعات مثل منتدى النقب (الذي يضم الولايات المتحدة والإمارات والبحرين والمغرب ومصر)، إنما يفيد بأن الصين لا تستطيع منافسة الدبلوماسية والنفوذ الأميركيين، وفق تعبيره.

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم