الخليج والعالم
قضية نهر "هيرمند" تتفاعل.. إيران تطالب بحقوقها
تواصل الجمهورية الإسلامية الإيرانية مطالبتها الجانب الأفغاني بحقوقها المائية من نهر "هيرمند"، مؤكّدة أنها ستستخدم "أدوات الضغط" إذا لزم الأمر لتحصيل حصتها من المياه، بما في ذلك توفير الظروف لقيام لجنة فنية مشتركة بين البلدين بتقييم وضع المياه المتوافرة في الجانب الأفغاني.
وتُعد قضية تقاسم المياه بين أفغانستان وإيران واحدة من أهم القضايا السياسية والاجتماعية والبيئية بين البلدين منذ سنوات طويلة، والتي كانت مصدر نزاع خفي. الخلاف الإيراني الأفغاني حول الماء يتمحور بالأساس حول حصصهما من نهر "هيرمند" الذي ينبع من جبال هندوكوش في الشمال الشرقي لأفغانستان، ويصب في بحيرة هامون دخل الأراضي الإيرانية، قاطعًا ما يزيد عن 1300 كيلومتر، ويُعدّ أهم مورد ماء للبلدين.
وعندما قررت الحكومة الأفغانية استئناف العمل في بناء السدود، وبخاصة سدود "سلمى" و"كمال خان" و"بخش آباد"، واجهت مشكلات أمنية واعتراضات من الدول التي تستفيد من المياه وأهمها إيران، ويأتي هذا في وقت تعيش فيه بعض المناطق الإيرانية موجة جفاف غير مسبوقة.
وفي السياق، أعلن وزير الخارجية الإيرانية حسين أمير عبد اللهيان اليوم عن عدم تعاون أفغانستان لزيارة وفود فنية إيرانية لقياس منسوب المياه في نهر "هيرمند" الحدودي المشترك.
وقال عبد اللهيان في تغريدة عبر حسابه على "تويتر": "في الأشهر الأخيرة، طلبت مرارًا وتكرارًا من وزير خارجية أفغانستان بالإنابة الملا متقي للوفاء بالتزاماتهم وفق معاهدة هيرمند وتوفير إمكانية زيارة الوفود الفنية وقياس منسوب المياه لكنهم ما لم يفعلوا ذلك"، مضيفًا إن "سيستان تعاني من الجفاف، فيما المعيار لوجود أو عدم وجود الماء هو التفقد الفني والموضوعي وليس اصدار بيان سياسي".
وكان قد تطرق عبد اللهيان إلى مطالبة إيران بحصتها من ماء النهر الذي يقع جنوب غربي أفغانستان وشرقي إيران، على هامش زيارة رئيس الجمهورية الاسلامية إلى محافظة سيستان وبلوشستان، قائلًا إنه وفقًا لمعاهدة "هيرمند" يتعين على الوفد الفني من وزارة الطاقة الإيرانية زيارة سد كجكي مع الجانب الأفغاني وقياس منسوب المياه، بحسب وكالة "إرنا" الإيرانية الرسمية.
وأكّد أنه وفقًا للاتفاقية فهذا "حق طبيعي لإيران" وأن هذا الأمر يتابع بجدية وأهمية عالية، مشيرًا إلى أنه إذا لزم الأمر "سيتم استخدام أدوات الضغط لإجبار ذلك الجزء الذي من الهيئة الحاكمة الأفغانية الذي لا يتعاون في قضية منح إيران حقوقها المائية من نهر "هيرمند"".
وفي وقت سابق، حذر الرئيس الايراني السيد إبراهيم رئيسي حكام أفغانستان حول حقوق إيران من مياه نهر "هيرمند"، قائلا: "لو أكد خبراؤنا نقص المياه، فليس لدينا ما نقوله، وإلا فلن نسمح بانتهاك حقوق شعبنا، خذوا كلامي على محمل الجد حتى لا تعاتبوا لاحقًا".
وخلال زيارته مدينة جابهار، شدد على أن الحكومة تسعى بكل جهودها لجلب المياه من بحر عمان إلى المناطق الشرقية من إيران، لكن هذا المشروع يستغرق وقتًا.
ولفت إلى أن حق أهالي سيستان وبلوشستان في المياه من نهر هيرمند لا يمكن أن يخضع للزمن لأن نقل المياه عبر البحر مشروع طويل والجهات ذات الصلة ستعمل بدوافع وهمة أكبر لتقليل هذا الوقت.
وأكد السيد رئيسي أن حق المياه من نهر هيرمند هو حق لأبناء منطقة سيستان وبلوشستان وهو ما نصت عليه المعاهدات والاتفاقيات.
الردّ الأفغاني
وأصدر رئيس وزراء أفغانستان بيانًا ردًا على تصريحات السيد رئيسي حول حقوق البلاد من مياه هيرمند قال فيه إن "إمارة أفغانستان الإسلامية تتعهّد مجددًا بأنها ستبذل قصارى جهدها لوصول كمية المياه المتعهد بها للشعب الإيراني آخذًا بالاعتبار اتفاقية نهر "هيرمند"".