الخليج والعالم
حروب واشنطن الإجراميّة.. مجازر دمويّة خلّفت ملايين القتلى
رغم مرور 22 عامًا على حادثة 11 أيلول في الولايات المتحدة، والتي اتخذتها واشنطن ذريعة لشن حرب على "الإرهاب"، لم يتوقف عدّاد ملايين القتلى جراء المجازر الأمريكية، بحق شعوب عدد من البلدان، لا سيما في أفغانستان والعراق، إذ إنّه لا زالت حتى اليوم أعداد الضحايا في ارتفاع مستمر، سواء ممن أصيبوا بطريقة مباشرة وعانوا من إصابات وصولًا إلى الموت، أو من الذين أصيبوا بطريقة غير مباشرة جرّاء الحصار والعقوبات وغيرها من ممارسات الإدارات الأمريكية المتعاقبة.
فقد سلّط موقع "ريسبونسيبل ستايتكرافت - Responsible Statecraft" الضوء على تقرير جديد صدر عن "برنامج أثمان الحرب" في جامعة براون الأميركية، والذي جاء فيه بأن الحروب التي شنتها الولايات المتحدة بعد هجمات الحادي عشر من أيلول تسببت بسقوط أكثر من 4.5 مليون قتيل.
ولفت الموقع إلى ما ورد في التقرير عن أن حوالي مليون حالة وفاة من بين هؤلاء كانت في دول مثل أفغانستان وباكستان والعراق وليبيا وسورية والصومال واليمن، بينما توفي 3.5 مليون بشكل غير مباشر نتيجة التداعيات الاقتصادية وغيرها.
وأضاف الموقع بأن النتائج هذه، إنما تسلط الضوء على التداعيات الطويلة الأمد لما يُسمّى "الحرب على الإرهاب"، وبأن هذه الحرب كانت الأكثر دموية في القرن الحادي والعشرين حتى الآن، وأن حصيلة الوفيات المذكورة تضاهي أغلب الحروب الكبرى التي اندلعت بعد الحرب العالمية الثانية، مثل الحربين في كوريا وفيتنام.
وأشار الموقع إلى ما قالته معدة التقرير، ستيافاني سافيل (Stephanie Savell)، عن أن السؤال الملح هو "ما إذا كانت أي من الوفيات التي تحصل في أماكن مثل أفغانستان غير متصلة بالحرب، وعن أن الحروب عادة ما تقتل الأشخاص بشكل غير مباشر، وخاصة الأطفال؟".
كما أكد الموقع أنّ تداعيات الحرب مستمرة، لافتًا إلى ما ورد في التقرير عن أن 7.6 مليون طفل يعانون من سوء التغذية في الأماكن التي شهدت الحروب بعد هجمات الحادي عشر من أيلول، كذلك تحدث عن تحديات صحية ونفسية مستمرة يواجهها السكان المحليون والمحاربون الأميركيون القدامى نتيجة هذه الحروب.
وسلّط الموقع أيضًا الضوء على ما ورد في التقرير عن تدهور وضع الطرق وأنظمة المرور في ذروة الحرب، وكيف أن ذلك تسبب بسقوط وفيات بأعداد تتخطى عدد الوفيات نتيجة الحروب نفسها.
وأردف الموقع، بأن الحرب في ليبيا تسببت في انخفاض معدل العمر بتسع سنوات للرجال، وست سنوات للنساء، وأن واحدًا من كل عشرة أطفال من المولودين حديثاً في أفغانستان توفوا خلال الأشهر الثلاثة الأولى بعد ولادتهم، وذلك في عام 2022.
كما لفت الموقع إلى ما قالته سافيل عن أن الملايين حول العالم لا زالوا يموتون نتيجة تداعيات الحروب، وعن ضرورة تقديم التعويضات.