معركة أولي البأس

 

الخليج والعالم

صحف إيرانية: الهيمنة الأميركية على النظام الدولي تتآكل
17/05/2023

صحف إيرانية: الهيمنة الأميركية على النظام الدولي تتآكل

تحدّثت صحف إيرانية صادرة اليوم الأربعاء عن المستجدات الأخيرة المتعلّقة بتمديد الانتخابات التركية للجولة الثانية.

وذكرت صحيفة "مردم سالاري" أن "نتائج الانتخابات التركية كانت متقاربة، فعلى الرغم من اعتقاد البعض أن المعارضة التركية ستكون لها اليد العليا لم يكن الأمر حسب هذه التوقعات، فعلى عكس السنوات الـ21 الماضية، لم يتمكن أردوغان (الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان) من تحقيق نصر حاسم".

وأضافت الصحيفة أن أردوغان يجب أن يواجه المرشح المشترك لائتلاف المعارضة كمال كيليجدار أوغلو في الجولة الثانية التي ستعقد في 28 أيار/مايو، مشيرة إلى أنه "تم الإعلان عن نسبة المشاركة  في السباق الرئاسي التركي بـ 86.99٪ أي 55.8 مليون من أصل 64190651 مؤهل للتصويت".

ولفتت إلى أن "أصوات أردوغان بلغت 49.5% أي 27 مليونًا، كما استطاع كمال كليجدار أوغلو أن يحصل على 44.89% أو 24 مليون و568 ألف و196 صوتًا وحصل على المركز الثاني، وجاء بعده سنان أوغان في المركز الثالث بنسبة 5.17% أي ما يعادل 2 مليون و829 ألف و634 صوتًا".

وأضافت "مردم سالاري" أنّ "الفارق بين نتائج الاقتراع والنتيجة النهائية للجولة الأولى من الانتخابات التركية كان نوعًا من التحدي للمراقبين، إذ قال سونار كاجابتاي العضو البارز في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى إن "نتائج الانتخابات لم تكن متوافقة مع التوقعات، ومن المدهش أن أردوغان كان متقدمًا على كيليجدار أوغلو بنحو ثلاث نقاط مئوية".

وبحسب الصحيفة، فقد أظهر استطلاع أجري قبل الانتخابات من قبل معهد "كاندا" للاقتراع أن 49.3% من المشاركين صوتوا لصالح كيليجدار أوغلو و43.7% صوتوا لصالح أردوغان، في حين أظهر استطلاع آخر أجراه معهد "جيجي" للبحوث السياسية أن كيليجدار أوغلو يتمتع بشعبية بنسبة 46.9%، متقدمًا بنقطة مئوية واحدة على أردوغان".

وذكرت الصحيفة أنّ "ارتفاع التكلفة المعيشية والتضخم المتفشي واستياء المجتمع التركي وصل إلى أعلى مستوى في العشرين عامًا الماضية، ليصبح ذلك من العوامل المؤدية لتراجع شعبية أردوغان"، وقالت: "إلى جانب هذه القضايا، يعتقد الكثيرون أن الزلزال الذي ضرب تركيا في شباط/فبراير يمكن أن يدمّر شعبية أردوغان أيضًا، وقد اتُهم هو وحكومته بالتعامل بشكل غير لائق مع الزلزال وتجاهل القواعد في إصدار تصاريح البناء، وقال منتقدو أردوغان "إن هذين العاملين تسببا في وفاة أكثر من 50 ألف مواطن تركي".    

إحياء طريق الحرير

من جهة أخرى، أشارت صحيفة "وطن أمروز" إلى أنّ "وزير الطرق والتنمية العمرانية الإيراني مهرداد بذرباش شارك في اجتماع الشرق الأوسط الدولي للسكك الحديدية 2023 في أبوظبي يوم الاثنين الماضي، بدعوة رسمية من رئيس اللجنة الاقتصادية المشتركة بين إيران والإمارات".

ووفقًا للصحيفة "ألقى بازارباش كلمة في افتتاح الاجتماع وزار معرض السكك الحديدية على هامشه"، لافتة إلى أنّ "هذه الزيارة ستكون بداية فصل جديد من العلاقات التجارية بين البلدين الإيرانيين والإمارات، كما توفر فرصة لاستخدام القدرات المختلفة لإيران".

وبحسب تقرير "وطن أمروز"، ناقش بازارباش خلال هذه الزيارة في لقاء منفصل مع رئيس اللجنة الاقتصادية المشتركة بين إيران والإمارات الإجراءات التي اتخذها الجانبان لزيادة التبادلات".

وأكد بازارباش أنّه "سيتم الانتهاء من الممر الساحلي في جنوب البلاد في العامين المقبلين، والذي يتمتع بقدرة جيدة"، حسب ما نقلت الصحيفة.

بدوره، قال سهيل المزروعي وزير الطاقة والبنية التحتية لدولة الإمارات في الاجتماع "إن هذا البلد يركّز بشكل خاص على تطوير العلاقات مع دول الخليج العربي وخاصة إيران"، مضيفًا أن استخدام الممر بين الشمال والجنوب عبر إيران فرصة جيدة للإمارات".

وأكّد بازارباش أن "العديد من ممرات السكك الحديدية الدولية تمر عبر إيران، وأهمها ممر العبور الدولي بين الشمال والجنوب، وممر سكة حديد كازاخستان - تركمانستان - إيران، وممر سكة حديد إسلام أباد - طهران - اسطنبول، الفرع الجنوبي من طريق الحرير، وهي ممر سكك حديد الصين".

واعتبر أنّ "قطاع النقل هو أحد قطاعات البنية التحتية في اقتصاد أي دولة والذي يمكن اعتباره مؤشرًا على مستوى التنمية والتقدم والديناميكية في اقتصاد الدولة، مضيفًا أنّ "النقل بالسكك الحديدية يقوم بدور مهم في التنمية الاقتصادية والاجتماعية لأي دولة، ويعتبر من العوامل المهمة في تحقيق التنمية المستدامة".

وأمل بازارباش في أن "يكون مؤتمر الشرق الأوسط للسكك الحديدية بداية لتوسيع التعاون في مجال النقل بالسكك الحديدية والمواصلات المشتركة بين الدول الحالية.

سقوط أحجار الدومينو الأميركية

من جهتها، كتبت صحيفة "إيران" في تقرير لها اليوم: "مع سقوط الاتحاد السوفيتي، اعتبرت الولايات المتحدة نفسها القوة الوحيدة في النظام الدولي، ليكون لها 3 أدوات رئيسية للحفاظ على هيمنتها في هذا النظام: 1- الحرب 2- الحصار 3- الدولار والنظام المصرفي الدولي"، وأضافت: "حاولت هذه الدولة أن تمارس هيمنتها على النظام الدولي باستخدام هذه الأدوات الثلاث خلال الـ30 سنة الماضية، وخلال الحرب الباردة أنشأت الولايات المتحدة مؤسسات ومنظمات دولية لدعم هذه الأدوات الثلاث".

وتابعت الصحيفة: بالنسبة للحرب، فإن أمريكا في الوقت الحالي هي القوة العسكرية الكبرى بلا منازع في العالم، إذ تبلغ نفقاتها العسكرية أكثر من 800 مليار دولار، لكنها في الواقع لا يمكن أن تكون متفوقة، خاصة أثناء الحرب أو ما بعد الصراع، ويمكن رؤية مثال واضح على ذلك في العراق وأفغانستان، حين قامت أميركا على الرغم من إزالة النظام المعادي بتسليم أفغانستان مرة أخرى إلى طالبان، وفي العراق أجبرت على التعامل مع "الحكومة العراقية والمقاومة المختلفة"، معتبرة أن "هذه التجربة فقدت فعاليتها خلال الحرب الباردة وبعد انهيار الاتحاد السوفيتي، ولم تعد أميركا بصفتها القوة المهيمنة، تستثمر في هذا الخيار كما كانت في الماضي".

وبالنسبة لأداة "العقوبات"، قالت "إيران": "مؤخرًا فرضت الولايات المتحدة عقوبات غير مسبوقة على روسيا بذريعة حرب أوكرانيا، لكن هذه العقوبات لم تغير سلوك روسيا بأي شكل من الأشكال، وكثير من دول الجنوب وحتى أوروبا وقوى عظمى مثل الصين والهند لم تستجب لهذه العقوبات، إذ تستورد دول الخليج العربي بما في ذلك الإمارات والسعودية النفط والمنتجات النفطية من روسيا بسعر أقل لتخزين نفطها في السنوات القادمة، وإيران مثال واضح للعقوبات حيث فرضت أميركا عقوبات غير مسبوقة ولكن على الرغم من الاضطرابات الاقتصادية في إيران، لم تغير الجمهورية الإسلامية سلوكها ولم تؤد في النهاية إلى تغيير النظام".

وحول أداة "الدولار" وهيمنته، أشارت "إيران" إلى أن "قوة الولايات المتحدة في فرض عقوبات على دول أخرى تنبع من تفضيل الدولار الأميركي وسيطرته على القنوات المالية العالمية، لذلك من المنطقي أن يسعى أعداؤها إلى ابتكارات مالية تقلّل من هذه المزايا التي تتمتع بها واشنطن، ومن الطرق التي طورتها الدول لتحييد العقوبات الأميركية تطوير أنظمة الدفع غير الغربية، طالما استمرت الدول في استخدام القنوات المالية الغربية، وخاصة SWIFT فلن تكون في مأمن من نطاق العقوبات، لذا يُعد قطع وصول أي دولة إلى نظام SWIFT تمامًا خيارًا دفاعيًا ضد العقوبات الأميركية، وتجري السعودية معاملاتها النفطية مع الصين بالين الصيني، وتسعى إيران إلى ربط نظامها المصرفي بروسيا، لذلك فإن دورة الدولار كأداة القوة الثالثة للولايات المتحدة لممارسة الهيمنة آخذة في التآكل".

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم