الخليج والعالم
البحرين: قضية التطبيع التربوي تتفاعل وآية الله قاسم يدعو لحماية الثوابت الدينية
يشكّل التطبيع التربوي واحدًا من أخطر أساليب تغلغل العدو الى المجتمعات العربية والإسلامية، كمحاولة لجعل الكيان الصهيوني مقبولًا لدى الأجيال الصاعدة عبر إدخاله في المناهج التربوية ولا سيما التي تفرضها الحكومات في المؤسسات التعليمية الرسمية.
قبل نحو شهرين، استعانت البحرين بما يسمى "المؤتمر اليهودي العالمي" لتغيير مناهج التعليم لديها بما يتناسب مع "اتفاقيات أبراهام" التطبيعية، بهدف الوصول إلى ما أسمته بـ"التسامح الديني".
التغييرات والتعديلات في المناهج التربوية في البحرين والمسّ بالأوقاف الإسلامية أثارت موجة من الغضب واسعة في وسائل التواصل الاجتماعي، بعدما طالت هذه التعديلات الخرائط الجغرافية والأحاديث الشريفة والسيرة النبوية في الكتب الدراسية.
علماء من البحرين يرفضون التطبيع التربوي
وعقب هذه التغييرات، أصدرت مجموعة من العلماء والدعاة في البحرين بيانًا عبّروا فيه عن "بالغ القلق والأسى مما أقدمت عليه وزارة التربية والتعليم من تغييرات مشبوهة في عدد من المناهج الدراسية المقررة في المدارس الحكومية".
وطالب العلماء والدعاة في بيانهم وزارة التربية بالتراجع الفوري وإعادة الأمور إلى نصابها.
ولي العهد يتراجع
ومع اتساع موجة الاستنكار والغضب الشعبي في البحرين، أصدر ولي العهد رئيس مجلس الوزراء سلمان بن حمد آل خليفة أمرًا لوزير التربية والتعليم بالوقف الفوري لأيّة تغييرات طالت المناهج التعليمية غير المتوافقة مع قيمنا الوطنية في حماية الدين، حسب تعبيره.
آية الله قاسم: ديننا الإسلاميّ وثوابته غير قابلةٍ للمساس
إزاء ذلك، دعا المرجع البحريني الكبير آية الله الشيخ عيسى قاسم في بيان له السلطات البحرينية الى وقف سرقة ونهب الأوقاف الإسلامية وكذلك وقف أيِة تغييرات تطال المناهج التعليميّة فورًا.
وجاء في البيان: "أيُّها الحكمُ في البحرين.. لا تسرقوا، لا تنهبوا الأوقاف الإسلاميَّة، ولا تُلغوا أحكامَ الإسلام برأي قضائكم، وقد أصبح الوقفُ الشيعيُّ في البحرين نهبةً للأيدي الغاصبة، والوضع يحتاج إلى تصحيحٍ فوريٍّ".
وأكد الشيخ قاسم أن "تغييرُ المناهجِ ترضيةً لـ"إسرائيل" وبيعًا لثوابت الدِّين والتاريخ لحساب التطبيع معها، محاربةٌ واضحةٌ للدِّين لا يجوز للشّعب المسلم السكوتُ عليها".
ولفت الشيخ قاسم إلى "ما جاء في كلام وليِّ العهد عن "الوقفُ الفوريُّ لأيِّ تغييرات للمناهج التعليميّة غير المتوافقة مع قيمنا الوطنيّة المتمثّلة في حمايةِ الدِّين وعدمِ المساس بثوابته، بالإسلام عقيدةً وشريعةً ومنهاجًا وفقًا لما ورد في ميثاق العمل الوطنيّ والدستور".
وشدّد آية الله قاسم على أنَّ "ديننا الإسلاميّ وثوابته غير قابلةٍ للمساس وواجبُ الجميع احترامُه وحمايتُه"، يوجبه دينُ الوطن الذي لا يمسّه تغييرٌ قبل أن يُعدّ من القيم الوطنيّة، وهو عهدٌ ملزِم يعطي الحقَّ للشّعب في مواجهة أيِّ تراجعٍ يرتكبه الحكم، وفيه اختبارٌ للوفاء بالعهد الذي شدَّد عليه الإسلام، ولا يقوم نظامٌ في الأرض بدونه".
ونوّه الشيخ قاسم بـ"الموقفِ الكريمِ الغيورِ على الإسلام ومقدساته، والمنكِرِ على التّغييرِ في منهج التربية الإسلاميَّة، بما فيه من محاربةٍ للإسلام، وهو موقفٌ مشتركٌ بين كلِّ علماء البحرين سنةً وشيعة، والذي أسرع الأخوةُ من علماءِ السُّنة في المبادرة إليه".
وكان ناشطون بحرينيون قد أكدوا "وجود تغييرات في المناهج البحرينية تضمنت "إدخال كلمة "إسرائيل" بدلًا من "فلسطين" في خرائط كتاب اجتماعيات الصف الأوّل الإعدادي، وحذف درس عن اليهود في كتاب الاجتماعيات الخاصّ بالصف الثالث الإعدادي، وثالثًا إدخال درس يتحدث عن اتفاقية التطبيع بين البحرين والكيان الصهيوني.