الخليج والعالم
زيارة عبد اللهيان للبنان محور اهتمام الصحف الإيرانية
تصدّرت عناوين الصحف الإيرانية اليوم السبت جولة وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان في لبنان، إضافة إلى تنامي قوة الصين في المنطقة وسط الحديث الأميركي عن منشآت عسكرية لبكين في الإمارات العربية المتحدة، وتناولت الصحف أيضًا زيارة الرئيس الإيراني السيد إبراهيم رئيسي إلى محافظة خوزستان جنوبي البلاد.
وبحسب تقرير صحيفة "إيران": "توجّه السيد ابراهيم رئيسي ضمن الوجهة الرابعة في الجولة الثانية من الرحلات الداخلية ضمن الجمهورية الإسلامية إلى محافظة خوزستان الخميس الماضي والتي تحولت اليوم بجهود الحكومة لأجل رفع الحرمان عنها إلى ورشة بناء كبيرة".
وأضافت الصحيفة: "يمكن فهم حقيقة أن خوزستان أصبحت ورشة عمل من عدد وتنوع المشاريع التي تم افتتاحها فقط خلال هذه الرحلة، إحياء 160 وحدة إنتاجية وصناعية مغلقة وشبه مغلقة، عمليات إمداد المياه لـ 174 قرية في الإقليم، 70 كم من مشروع سكة حديد ذات مسارين، وغيرها".
ومن ضمن ما صرّح به السيد رئيسي قوله "رغم كل التهديدات والعقوبات، فإن الحكومة ستتحرك نحو التقدم بمساعدتكم، أيها الشعب، واستقلالها مستمر، وخاصة الاستقلال الاقتصادي"، وأضاف "إذا كانت هناك أي مشاكل في البلاد، فنحن نعتقد أن مفتاح حلها يكمن في أيدي شعبنا وشبابنا القادرة، ولن نسعى لحل المشاكل من خلال أيدي الأجانب".
التقدم الصيني في المنطقة
من جهتها، كتبت صحيفة "وطن أمروز" اليوم: "بحسب وثائق استخباراتية سرية للغاية حصلت عليها صحيفة واشنطن بوست الأميركية في كانون الأول/ديسمبر الماضي، لاحظت أجهزة المخابرات الأميركية استئناف البناء في إحدى المنشآت العسكرية الصينية المشتبه بها في الإمارات العربية المتحدة، واستؤنفت أعمال البناء بعد عام من إعلان الإمارات- الحليف الإقليمي للولايات المتحدة- وقف المشروع بسبب مخاوف أميركية".
وكشفت مراجعة للوثيقة أجرتها صحيفة "واشنطن بوست" أيضًا أن رؤية أفراد الجيش الصيني حول مواقع بناء حساسة أخرى في الإمارات العربية المتحدة أثار قلق المسؤولين الأميركيين أيضًا، وزعمت إحدى الوثائق أن جهود بكين في الإمارات العربية المتحدة هي جزء من "حملة الجيش الصيني الطموحة لبناء شبكة عسكرية عالمية" والتي من شأنها أن تشمل ما لا يقل عن خمس قواعد أجنبية و10 مواقع دعم لوجستي بحلول عام 2030، معظمها في الشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا وجميع أنحاء أفريقيا".
وبحسب "وطن أمروز"، فإن "المسؤولين العسكريين الصينيين يطلقون على هذه الخطة اسم "المشروع 141"، وتتضمن هذه الوثائق أيضًا تفاصيل برنامج المراقبة الجوية في بكين وخطط البلاد لتطوير طائرات بدون طيار تفوق سرعة الصوت، وتكشف عن أنشطة الصين في وقت يتزايد فيه التوتر بين بكين وواشنطن، وفي نفس الوقت يحاول البلدان توسيع نفوذهما على العالم والوصول إلى المزيد من المصادر العالمية".
كما أظهرت دراسة الوثائق أنه لا يوجد إجماع بين المسؤولين الأميركيين حول مستوى القلق بشأن أنشطة الصين في الإمارات، فبعضهم يعتبر هذه البرامج قابلة للإدارة، بينما يفسرها آخرون على أنها تهديد كبير يمكن أن يضر بشكل خطير بمصالح الولايات المتحدة، كما تنص أيضًا على أنه لا يوجد إجماع حول ما إذا كانت الإمارات قد اتخذت قرارًا استراتيجيًا للانحياز بعمق إلى الصين، أو في سياق هذه الشراكة فإنها تولي اهتمامًا لتعاونها مع الولايات المتحدة والحفاظ على التوازن بين الجهات الفاعلة الدولية.
وأضافت "وطن أمروز": "بالإضافة إلى الإمارات العربية المتحدة، تمكن المسؤولون الأميركيون من تحديد مناطق أخرى مثل سنغافورة وإندونيسيا وباكستان وسيريلانكا وكينيا وتنزانيا وأنغولا كأماكن تُستخدم فيها الموانئ الصينية استخدامًا مزدوجًا؛ الموانئ التي ــ وفقًا لتقرير البنتاغون لعام 2020 المقدم إلى الكونغرس ــ من المحتمل أن تمكن بكين من "التدخل في العمليات العسكرية الأميركية ودعم العمليات الهجومية".
زيارة وزير الخارجية الإيراني إلى لبنان
وفي ما يتعلق بزيارة وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان الذي وصل الأربعاء إلى مطار بيروت الدولي على رأس وفد سياسي رفيع المستوى، سلّط تقرير لصحيفة "كيهان" الضوء على أهمية هذه الزيارة، اذ قال عبد اللهيان للصحفيين فور وصوله إلى بيروت: "نحن في بيروت مرة أخرى لنعلن دعم الجمهورية الإسلامية الإيرانية القوي للوطن والحكومة والجيش والمقاومة في لبنان، هذه الرحلة هي فرصة لمزيد من المشاورات مع السلطات اللبنانية في ما يتعلق بالقضايا الثنائية والإقليمية والدولية".
وأشار عبد اللهيان إلى التطورات الجديدة التي حدثت في المنطقة في الأسابيع الأخيرة، وقال: "نحن نعتبر النتيجة جيدة للمنطقة والعالم الإسلامي ولبنان أيضًا، ولطالما دعمت إيران الحوار والمصالحة في مواجهة التوترات والأزمات الإقليمية، ولا تعتبر الحرب والصراع حلاً، وفي ما يتعلق بالعلاقات الثنائية بين إيران ولبنان، لدينا أفكار ومبادرات لتحسين الأوضاع في لبنان، سنناقشها مع مسؤولي البلد الصديق لبنان في اجتماعات الغد واليوم"، ويُشار إلى أنّ هذه الزيارة تُعد رابع زيارة يقوم بها أمير عبد الله للبنان بعد توليه وزارة الخارجية.
والتقى عبد اللهيان بنظيره اللبناني عبد الله بو حبيب، وصرح في مؤتمر صحفي مشترك معه "أننا لا نريد سوى الخير للبنان وقال: نشجع كل الأطراف اللبنانية على الإسراع بانتخاب الرئيس وإتمام العملية السياسية في هذا البلد".
كما التقى وزير الخارجية الإيراني برئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي، وبحثا وتبادلا الآراء حول القضايا ذات الاهتمام المشترك، وفي مجال التعاون الثنائي، أكّد وزير خارجية الجمهورية الإسلامية على ضرورة توسيع العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات، لا سيما في مجال التعاون الاقتصادي والتجاري، والنظر في الإمكانات القائمة لتعزيز التعاون.
وأكد عبد اللهيان أنّ الجمهورية الإسلامية مستعدة للتعاون لحل أزمة الطاقة والكهرباء في لبنان ومستعدة لتزويد لبنان بالخبرة والمساعدة الفنية في مجال إنشاء وتشغيل محطات توليد الكهرباء وكذلك الصيانة في هذا المجال.
بدوره، شدّد ميقاتي على أهمية العلاقات الثنائية، مرحبًا بالاتفاق الأخير بين إيران والسعودية، وأعرب عن تقييمه للآثار الإيجابية لهذا الحدث بشأن القضايا الإقليمية،
ووصف ميقاتي إيران بأنها دولة مهمة في المنطقة، مشددًا على أهمية العلاقات القائمة مع تقديره لمواقف إيران البنّاءة تجاه لبنان.
كما لفتت الصحيفة الى لقاء عبداللهيان بالأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله حيث ناقشا آخر المستجدات في المنطقة، والاتفاق الأخير بين إيران والسعودية لاستئناف العلاقات الدبلوماسية وانعكاساتها على دول المنطقة، وآخر المستجدات في لبنان والوضع الراهن في فلسطين.
وأضاف وزير الخارجية الإيراني "في لقائي مع السيد حسن نصر الله، تلقيتُ منه تحليلات وتقييمات مفصّلة، وأكدت تصريحاته المهمة أنّ مقاومة لبنان وفلسطين اليوم في أقوى وأفضل أحوالها".