الخليج والعالم
ترامب وبايدن يمثلان عصر الغرابة الأميركية
تطرّق الكاتب الأميركي ريتش لوري إلى ما قاله الرئيس الأميركي جو بايدن في شريط الفيديو الذي أعلن فيه ترشحه لولاية رئاسية ثانية، معتبرًا أن ما قاله جاء في سياق المعركة على تحديد الحزب "الأكثر طبيعي" في عام 2024.
وفي مقالة نُشرت بمجلة "Politico"، أكّد الكاتب أن بايدن ركّز على تمييز نفسه عن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب على أساس أنّ الأخير يشكل تهديدًا أو نقيضًا للمؤسسات والأعراف التقليدية.
كما تابع الكاتب أنّ "كلا الحزبين الجمهوري والديمقراطي يحاولان وضع مواقفهما ضمن نطاق السياسات "الطبيعية" مقابل السياسات "المجنونة"".
وأردف أنّ "المعركة النهائية على الرئاسة عام 2024 ستتمحور حول من هو الحزب الأكثر "طبيعي"".
كذلك قال الكاتب "إن بايدن وفريقه يرون أن المعركة الجديدة مع ترامب ستكون سهلة"، واصفًا الأخير بأنه "معطّل".
واعتبر الكاتب أن ترامب لا يبدي اهتمامًا بالمقاربات السياسية المعهودة، اذ يرى أن السياسات غير المألوفة هي التي يجب أن تُمارس، لافتًا إلى أن المدرسة التي يمثلها ترامب ترى أن السياسات "الطبيعية" فاسدة، وأنّ المقاربة "الطبيعية" لا جدوى منها.
وذكر الكاتب أنّ "ترامب خرق جميع القواعد عام 2016، حيث جاء بمواقف جديدة في ملفات مثل الهجرة والتجارة والصين"، مشددًا على أنّ ترامب يرغب الآن في خرق كل القواعد من أجل الانتقام ممن يتهمهم بسرقة نتائج الانتخابات الرئاسية منه.
وقال ريتش لوري "إن كل ذلك يناسب بايدن"، مضيفًا أن "ترامب حاول جعل نائبه مايك بنس يعطّل عملية فرز الأصوات عام 2020، كما دافع ترامب عن الذين قاموا باقتحام مبنى الكونغرس، ودعا لتعليق الدستور".
وخلُص الكاتب إلى أن كل ذلك يجعل بايدن بالمقارنة "طبيعي".
لوري لفت في هذا السياق إلى أن ترشح جمهوري آخر غير ترامب سيقلب المعادلة رأسًا على عقب لبايدن.
وتابع أن "المعركة مع ترامب تحمي بايدن من الانتقادات على خلفية كبر سن الأخير (كون ترامب أيضًا يعتبر مسنًا)، غير أن شخصيات أخرى جمهورية يمكن أن تجعل من هذه المسألة محورية".
وأوضح أن "ترشح شخص يبلغ من العمر ثمانين عامًا لولاية ثانية ليس بالأمر الطبيعي بل إنه غير مسبوق ومحرج". وفي المقابل، فإن ترشح شخصيات مثل حاكم ولاية فلوريدا رونالد ديون ديسانتيس البالغ من العمر 44 عامًا، أو السيناتور تيموثي يوجين سكوت البالغ من العمر 57 عامًا، هو ضمن الإطار المعتاد والمتوقع".
وأضاف الكاتب أنّ "سجل ديسانتيس هو ضمن السياق الطبيعي لسياسات الحزب الجمهوري، والأخير يختلف كثيرًا عن ترامب"، كما قال "إن حاكم فلوريدا يُلقي كلمات تقع في سياق الخطابات التقليدية المعهودة".
وبناء عليه، أشار الكاتب إلى أنّ "ديسانتيس أو أي جمهوري آخر غير ترامب سيكون في موقع جيد لجعل السباق الرئاسي يتمحور حول بايدن".
كما تابع أن "الأخير تعهد بإعادة البيت الأبيض إلى "الحالة الطبيعية"، إلا أن انسحابه من أفغانستان وإهماله في ملفات مثل المهاجرين والحدود حطّمت أي آمال لجهة كفاءته".
كذلك تحدث عن مستويات اتفاق عالية جدًا خلال عهد بايدن وعن تبني الأخير لسياسات محسوبة على معسكر اليسار في حزبه.
وفي الختام، خلُص الكاتب إلى أنّ بايدن يستطيع القول "إن ترامب "غير طبيعي"، إلا أنّ شخصية جمهورية أخرى تستطيع توجيه السهام إلى بايدن نفسه"، مضيفًا أن "ذلك يحمل معه احتمال الانتقال من مرحلة "الدراما والغرابة" التي اتسمت بها حقبة "ترامب - بايدن".