الخليج والعالم
بعد تمديد الهدنة في السودان.. مساعٍ متعدّدة لإيقاف الحرب
دخلت خامس هدنة في السودان حيّز التنفيذ وسط هدوء حذر يسود العاصمة الخرطوم بعد تسجيل اشتباكاتٍ مُتقطّعة وتحليق للطيران في مناطق العاصمة.
وكان قد أعلن كلٌّ من الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" مساء الخميس موافقتهما على تمديد الهدنة الإنسانية لمدة 72 ساعة إضافية، اذ أشار بيان للناطق الرسمي باسم الجيش إلى أنَّ موافقته جاءت لتهدئة الأوضاع وتهيئة الظروف المناسبة لإجلاء المقيمين من مختلف الجنسيات، وتيسير النواحي الإنسانية للمواطنين السودانيين.
وأعرب الجيش عن أمله في أن يلتزم من سماهم المتمردين بمتطلبات سريان الهدنة وعدم خرقها.
وكانت قوات "الدعم السريع" قد أعلنت موافقتها على مقترح الآلية الثلاثية واللجنة الرباعية بتمديد الهدنة الإنسانية لمدّة 72 ساعة إضافية، مؤكدةً التزامها التام بشروط الهدنة الإنسانية تقديرًا للظروف التي يمرّ بها الشعب السوداني ولتسهيل إجلاء البعثات الدبلوماسية والرعايا الأجانب.
ترحيب ووساطة أممية
هذا وأصدرت الآلية الثلاثية المكونة من الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة والهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية، والمجموعة الرباعية المكونة من السعودية والإمارات وبريطانيا والولايات المتحدة بيانًا رحبوا فيه بإعلان الجيش السوداني وقوات الدعم السريع تمديد الهدنة لمدة 3 أيام.
كما رحب البيان بإبداء كل من القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع استعدادًا للدخول في حوار لوقف القتال بشكل دائم وضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق.
وذكر البيان أن الترتيبات الإنسانية ستساهم في تطوير خطة خفض التصعيد الواردة في بيان الاتحاد الأفريقي في 20 نيسان/أبريل الجاري، والذي أقرته الجامعة العربية والاتحاد الأوروبي والشركاء الدوليون.
بدوره، رحَّب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بالهدنة الخامسة بين طرفي الصراع في السودان.
وحثَّ بلينكن في تغريدة عبر "تويتر" طرفي الصراع على الالتزام بإنهاء القتال وضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق.
وقالت الخارجية الأميركية في بيان "إن بلينكن تعهد خلال لقاء مع الأمين العام للأمم المتحدة أنتوني غوتيريش بالضغط من أجل وقف دائم للقتال في السودان وحماية المدنيين وضمان وصول المساعدات الإنسانية".
وأعرب بلينكن خلال استقبال غوتيريش عن أمله في التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار في السودان والعودة إلى مسار سياسي يقوده المدنيون، مشيرًا إلى أن الجانبين يعملان بشكل وثيق لمعالجة الأزمة في السودان.
من جهته، قال غوتيريش "إنه يحاول إلى جانب وزير الخارجية الأميركي التوسط للتوصل إلى وقف إطلاق النار في السودان".
وأعرب عن امتنانه للدعم الأميركي في عملية نقل الموظفين والتي استفاد منها 1200 موظف من الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والبعثات المختلفة من الخرطوم إلى بورتسودان في خضم وضع صعب للغاية.
جبهة مدنية لإيقاف الحرب
بموازاة ذلك، أعلنت أحزاب سياسية وقوى مدنية ونقابات عمالية في السودان مساء الخميس تشكيل "الجبهة المدنية لإيقاف الحرب واستعادة الديمقراطية" في البلاد.
وتحدث بيان مشترك لقوى سياسية ومدنية أبرزها "قوى إعلان الحرية والتغيير ـ المجلس المركزي"، و"تجمع المهنيين السودانيين" و"لجان المقاومة"، و"حركة وجيش تحرير السودان" بقيادة عبد الواحد محمد نور أنّه "تم التوافق بناء على الواقع الجديد الذي أنتجته حرب 15 نيسان/أبريل وتداعياتها، على العمل من خلال الجبهة المدنية لإيقاف الحرب واستعادة الديمقراطية".
وبحسب البيان تهدف إلى تحقيق عدد من الأهداف "أبرزها العمل على إيقاف الحرب فورًا، والسعي لتوفير الاحتياجات الإنسانية والصحية والخدمية للمواطنين".
كما تهدف إلى "العمل على استعادة مسار الانتقال المدني الديمقراطي الشامل، والخروج الكامل للمؤسسة العسكرية من الحياة السياسية والاقتصادية، بما يقود لجيش مهني موحّد عبر خطوات سلمية".
مبادرات لتهدئة الأوضاع
إلى ذلك، تُطرح مبادرات داخلية وإقليمية لتهدئة الأوضاع، منها مبادرة "إيغاد" التي تمخّضت عن اجتماع عُقد بين رؤساء دول المنظمة خُصص للبحث عن حلول للأزمة في السودان.
كما طرح رئيس جنوب السودان سالفا كير مقترحًا لجمع كل من قائد الجيش عبد الفتاح البرهان وقائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو "حميدتي" عند طاولة الحوار.
وضع إنساني صعب
وفي يومها الرابع عشر، أسفرت المعارك عن 512 حالة وفاة على الأقل وجرح الآلاف، بحسب بيان لوزارة الصحة الاتحادية في السودان، ولكن قد يكون عدد الضحايا أكثر من ذلك نتيجة القتال المستمر.
وقال برنامج الأغذية العالمي "إن العنف قد يدفع ملايين آخرين إلى الجوع في بلد يحتاج فيه 15 مليون شخص يشكّلون ثلث السكان إلى المساعدة".
وحذَّرت منظمة الصحة العالمية من أنَّ "العنف وتوقف عمل العديد من المستشفيات والقدرة المحدودة على التزود بالمياه ونقص المواد الغذائية واضطرار السكان إلى النزوح"، كلها عوامل تشكل "أخطارًا كبيرة على الصحة في السودان".
وأضافت المنظمة الأممية أنَّ "50 ألف طفل في دارفور يعانون من سوء تغذية حاد" ومحرومون من أي مساعدات غذائية نتيجة توقف نشاط منظمات الأمم المتحدة بعد مقتل خمسة من موظفيها".
السودانالأمم المتحدةقوات الدعم السريعالجيش السوداني