الخليج والعالم
اجتماع موسكو محور اهتمام الصحف الإيرانية
ركّزت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الأربعاء على الاجتماع الرباعي الذي عُقد في موسكو أمس الثلاثاء لوزراء دفاع ورؤساء أجهزة مخابرات إيران وتركيا وروسيا وسوريا، وهذا الاجتماع هو في الواقع جزء من عملية عودة العلاقات بين تركيا وسوريا بوساطة إيران وروسيا.
كما تناولت الصحف موضوع الإعلان الرسمي لترشيح الرئيسين جو بايدن ودونالد ترامب للرئاسة الأميركية، ومع هذا الترشيح يبدو أنّ أزمة عام 2020 لم تنته بعد وستبدأ اليوم الفترة الثانية من الصراعات.
تقرير الصحف الإيرانية
كتبت صحيفة "كيهان" في عددها الصادر الأربعاء أن إيران تنشغل اليوم بتحييد العقوبات وتقليص تأثير الدولار على اقتصاد البلاد بسياسة توسيع العلاقات مع دول العالم وخاصة جيرانها، مع عدم التركيز على محورية خطة العمل الشاملة المشتركة في أولويات السياسة الخارجية للجمهورية الإسلامية الإيرانية.
وأضافت الصحيفة أنّ "الولايات المتحدة الأميركية سعت في الأسابيع الماضية الى خلق جو معادٍ تجاه إيران، ولكن في المناخ الذي أوجدته الجمهورية الإسلامية بسياساتها الحكيمة لإحداث تغييرات سريعة وتشكيل نظام جديد على المستويين الدولي والإقليمي، لم يتمكنوا من ذلك، وهذا يعني، أولاً وقبل كل شيء، أنهم فشلوا في تطوير الإعلام المعادي كملاذ أخير، إذ تمكنت إيران من تحييد هذا التهديد أيضًا، وثانيًا هذا يعني أن الأميركيين ما زالوا بحاجة ماسة لخطة العمل الشاملة المشتركة.
وفي السياق ذاته، قالت "كيهان" "إنّه عقب رحلته إلى طهران، أعلن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي عن فتح الاتفاق مع إيران وهذا يعني أنّ طهران ليس لديها مشكلة فنية مع الوكالة وقد توصلت إلى اتفاق، ومستعدة للتوقيع على خطة العمل الشاملة المشتركة إذا تم رفع العقوبات، ولكن لن تسمح إيران للتاريخ بتكرار نفسه من خلال الغش مرة أخرى، وإذا لم تتحقق مصالحها فهي غير مستعدة للتوقيع على اتفاق دائم، ناهيك عن اتفاق مؤقت، وسياسة الجمهورية الإسلامية هي إلغاء جميع العقوبات لا بعضها".
وأشارت الصحيفة الى أنّه "وبعد صدمات إيران العديدة غير المتوقعة لأميركا، بما في ذلك تقدم الصناعة النووية، والقوة الصاروخية والدفاعية، والشراكات الاستراتيجية مع روسيا والصين، والاتفاقية مع السعودية، والتحرك نحو نهاية الحرب في اليمن، ربما حان الوقت لإحياء خطة العمل الشاملة المشتركة، بحيث يجب أن يتم ذلك دون وجود ودور أميركا".
وأضافت الصحيفة أنّ "سبب عدم إحياء خطة العمل الشاملة المشتركة هو خداع الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية، ولهذا السبب لم تصل المحادثات إلى النتيجة المرجوة، لذا فإن أفضل ما يجب فعله هو تغيير ساحة اللعب بتشكيل مجموعة جديدة للتفاوض خاصة مع تشكيل "مجلس التجارة العالمي بدون دولار"!.
اجتماع لإنهاء الصراع بين دمشق وأنقرة
بدورها، صحيفة "إيران" علّقت على الاجتماع الرباعي الذي عُقد في موسكو، وكتبت "الآن، وبعد عدة سنوات من الاستقرار النسبي في سوريا وبداية إعادة بناء أنقاض الحرب، تحاول دمشق حل أحد أهم تحدياتها مع جارتها الشمالية بعد سنوات من الصراع العلني".
وبحسب وزارة الدفاع في جمهورية إيران الإسلامية، فقد تم خلال هذه المفاوضات مناقشة ومراجعة الإجراءات الحالية في مجال توطيد الأمن في الجمهورية العربية السورية وتطبيع العلاقات مع الجمهورية التركية، ووفق "إيران" فقد تم في هذه المفاوضات، إيلاء اهتمام خاص لمحاربة جميع أشكال التهديدات الإرهابية، ومكافحة تنظيم "داعش" الإرهابي والجماعات المتطرفة الأخرى في سوريا، ونتيجة للمفاوضات، أكد الطرفان رغبتهما في الحفاظ على وحدة أراضي سوريا وضرورة تفعيل الجهود المشتركة لإعادة اللاجئين السوريين إلى بلادهم في أسرع وقت ممكن، كما أشار وزراء دفاع البلدان الأربعة إلى الحاجة إلى حوار بنّاء في الفرصة المتاحة وضرورة استمراره من أجل تحقيق السلام والاستقرار الدائمين في سورية والمنطقة بأسرها.
وبحسب وكالة "رويترز"، أعلنت وزارة الدفاع التركية في بيان أن وزراء دفاع إيران وروسيا وتركيا وسوريا أجروا محادثات "بناءة" في موسكو، وقد ناقش وزراء دفاع هذه الدول ورؤساء أجهزتهم الاستخباراتية الأمن في سوريا وتطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق.
وفي الختام، أكدت صحيفة "إيران" أن هذا الاجتماع يشير إلى مدة حضور الجمهورية الإسلامية في الأحداث الإقليمية وتأثيرها في حل الصراعات والنزاعات، كما يشير إلى مدى قناعة تركيا بدور إيران في المنطقة.
الانتخابات الرئاسية الأميركية
بموازاة ذلك، أعلن رئيس الولايات المتحدة جو بايدن أنه لا ينوي إعطاء مكانه لمرشحين آخرين في الانتخابات من الحزب الديمقراطي ويخطط لخوض انتخابات 2024 الرئاسية أيضًا.
وبحسب تقرير صحيفة "وطن أمروز" فإنّ الإعلان عن ترشيح بايدن جاء في موقف ــ وفقًا لاستطلاعات الرأي ــ يعتقد حوالى 70 ٪ من الشعب الأميركي أنّ البلاد تسير في المسار الخطأ وأن بايدن البالغ من العمر 80 عامًا لا ينبغي أن يكون مرشحًا للانتخابات الرئاسية، ومن ناحية أخرى، يعتقد 60٪ من الناس أن الرئيس السابق دونالد ترامب لا ينبغي أن يكون مرشحًا.
وأضافت الصحيفة أنّ تركيز حملة بايدن سيكون على مهاجمة حملة ترامب، ويبدو أنه وأعوانه سيعلنون أن الديمقراطيين وكل الشعب الأميركي يجب أن يصوتوا للمرشح الديمقراطي من أجل حماية الديمقراطية في هذا البلد، وعليه بدأ الإعلان عن ترشح بايدن لانتخابات 2024 بفيديو ترويجي، فيديو يظهر حشدًا من أنصار ترامب يقتحمون مبنى الكابيتول في 6 كانون الثاني/يناير 2020، في خلفية هذه الصورة، يقول الرئيس الأميركي: "لقد تم الكفاح من أجل الديمقراطية في الدورة الأولى للرئاسة، لكن هذه المعركة لم تنته ويجب أن تستمر".
وبحسب "وطن أمروز"، هناك نقطة مثيرة للاهتمام يجب ملاحظتها في خطاب بايدن وهي إشارته إلى الاستقطاب الاجتماعي والسياسي في المجتمع الأميركي، حيث حذر بعض المحللين الأميركيين واستطلاعات الرأي من أن مباراة العودة بين بايدن وترامب مملة للغاية وخطيرة في نظر الناس.
وأضافت الصحيفة أن "الشيء المثير للاهتمام التالي الذي يجب ملاحظته في الخطابات الانتخابية لبايدن وترامب هو أنه بينما يحاول الأخير نقل معظم محادثاته إلى القضايا المتعلقة بالسياسة الخارجية، يحاول بايدن، الذي يعاني من ضعف كبير في هذه القضايا التركيز فقط على الاقتصاد وقضايا داخل المجتمع الأميركي، ولكن ترامب يعلم جيدًا أنّه في مجال السياسة الخارجية، لم يكن لبايدن أي أداء إيجابي، مثل إشراك الولايات المتحدة في الحرب في أوكرانيا، والانسحاب المشين من أفغانستان، والصراع مع الصين على تايوان، وكذلك ابتعاد واشنطن عن المنطقة، وتطبيع علاقاتهم مع طهران، كل ذلك زاد من الاستياء تجاه أداء حكومة الولايات المتحدة".
أخيرًا، ومع الإعلان الرسمي عن ترشيح بايدن وترامب، توصل عدد من وسائل الإعلام الأميركية إلى استنتاج مفاده أنه على الرغم من كل العقبات، سيواجه هذان الشخصان بعضهما البعض ويتنافسان مرة أخرى في انتخابات 2024، ويبدو أن أزمة عام 2020 لم تنته وستبدأ اليوم الفترة الثانية من الصراعات.