الخليج والعالم
الفشل الأميركي في فنزويلا
بعد سنوات من الضغوط السياسية والاقتصادية التي فرضتها الولايات المتحدة على فنزويلا، استطاع الرئيس نيكولاس مادورو الذي يتمتع بقاعدة شعبية كبيرة، الصمود والتصدّي للإجراءات الأميركية ضد بلاده، وقد نجح أيضًا بإدارة الأزمة والحدّ من تداعيات الحصار الذي جاء بنتائج عكسيّة، وأدّى لالتفاف الشعب حول مادورو. وفي هذا الملف نُقدّم أبرز أسباب فشل الولايات المتحدة بالهيمنة على فنزويلا.
أخطاء السّياسة الأميركيّة
ــ أدّى فرض العقوبات على فنزويلا إلى تفاقم الأزمة الإنسانية وتسبّب بانعدام الأمن الغذائي وبخلق ظروف معيشية مزرية، الأمر الذي ضاعف من عداء الشعب الفنزويلي للولايات المتحدة ودفعه للتمسّك بمعسكر مادورو وهذا ما ترجمته نتائج الانتخابات المحلية التي انتهت بفوز ساحق لمادورو عام 2021.
ــ فشل الولايات المتحدة بتشكيل جبهة معارضة موحّدة ضد مادورو في الدولة، ذلك أن الأحزاب المتحالفة ضده بدت مجرد آلة للفوز بالانتخابات، لا يجمعها تقارب أيديولوجي، أو سياسي مشترك لتحافظ على تماسكها.
ــ أدّت محاولات إدارة ترامب لربط العمل ضد فنزويلا بالمعارضة السياسية للاشتراكية إلى تقييد حرية الحركة في الولايات المتحدة، وهو ما دعا مراقبون للتحذير من هذه السياسة كونها تؤثر على نتائج الانتخابات الأميركية خاصة في الولايات المتأرجحة مثل فلوريدا.
ــ تفكّك مجموعة "ليما" التي ضمت 16 دولة لتطويق فنزويلا على الساحة الدولية بأمر من الولايات المتحدة، وهي (الأرجنتين والبرازيل وكندا وتشيلي وكولومبيا وكوستاريكا وغواتيمالا وهندوراس والمكسيك وبنما وباراغواي وبيرو وغيانا وسانت لوسيا وبوليفيا وهايتي). والسبب أن أعضاء هذه المجموعة أعادت مقاربة الوضع في فنزويلا على ضوء المتغيرات الدوليّة والمصالح السياسية والاقتصادية.
البنية الفنزويلية
ــ يصف الناس في فنزويلا أنفسهم بأنهم "فنزويليين" رغم اختلاف أعراقهم وإثنياتهم، فهناك شعور عميق لدى الشعب بالانتماء للدولة.
ــ رغم التحدّيات الحالية التي تواجهها البلاد، لا يزال الفنزويليون يتمتعون بروح ثقافيّة عفويّة وممتعة. هم أيضًا أشخاص مرنون للغاية وقادرون على التكيّف لتجاوز الأزمات.
ــ شكّلت شعبيّة مادورو ورصيده المعنوي لدى الفنزويليين أزمة حقيقية للمعارضة التي فشلت في إظهار أنّ شعبيتها تسمح لها بادّعاء تأييد الرأي العام الفنزويلي لها.
ــ لم يتمكّن رموز المعارضة الفنزويليّة من استعطاف الشّعب، الذي يرى أنهم يحاولون تقديم البلاد للولايات المتحدة.
ــ عدد الجنود النشطين في حكومة نيكولاس مادورو آخذ في الازدياد، فهناك 42٪ من السلطة التنفيذية لديها بالفعل وجود عسكري، وهو أحد أعلى المعدلات في أمريكا اللاتينية.
ــ يتولّى جنرال أو عقيد قيادة محافظ المراقبة والإدارة الحكوميّة، والتجارة، والعلاقات الداخليّة، والدفاع، والزراعة، والغذاء، وتطوير التعدين، والمياه، وخدمات السجون، والإسكان، والنقل، والأشغال العامة، والطاقة الكهربائيّة، والنفط.
إدارة فنزويلا لمواجهة الحصار
ــ دعت حكومة مادورو القطاعات الإنتاجيّة الخاصة والشركات الحكومية إلى تنفيذ خطة إنتاج وطنية تسمح للبلاد بتوليد مواردها الخاصة للاستهلاك الداخلي، والقدرة على تصدير مجموعة متنوعة من العناصر لتعزيز الاقتصاد.
ــ قدّم مادورو دعمًا لقطاع الأعمال بأكمله والمشاريع الجديدة، لأنها تساعد في خلق فرص العمل، وإعادة تنشيط القوة الشرائية للمواطنين، وتوليد الموارد التي تعزز التنمية.
ــ أصدر مادرور قوانين ومراسيم جديدة تسعى إلى جذب الاستثمار الأجنبي غير النفطي، واتخذ تدابير مالية مثل زيادة محفظة القروض التي لا تزال خجولة ودقيقة للغاية، وكذلك ضخ العملات الأجنبية في السوق الوطنية للحد من التضخم الذي لا يزال مستمراً أو على الأقل منعه.
ــ من بين رهانات مادورو للتقدم نحو نموذج سياسي واجتماعي أكثر شمولاً وإنصافًا، هو التوجّه نحو الدولة الجماعية، إذ يستطيع "الأشخاص المنظمون" في الدولة إيجاد حلول فورية لمجتمعاتهم مثل الحفاظ على الخدمات العامة والرقابة الاجتماعية وحتى الاكتفاء الذاتي.
ــ خاض مادورو "معركة صعبة ضد الفساد "للقضاء على "عصابات الفساد" في مؤسسات الدولة وشركاتها من المسؤولين الذين منحوا الثقة لدفع البلاد إلى الأمام.
الدعم الخارجي
ــ نشر مادورو سياسة "دبلوماسية السلام" وإعادة دمج أميركا اللاتينية بأبواب مفتوحة للعالم، والتي يسعى من خلالها إلى استعادة العلاقات بشكل كامل مع دول المنطقة وخاصة مع الجيران الاستراتيجيين مثل البرازيل وكولومبيا، وهي عملية تم تعديلها بنجاح بعد وصول لويس إيناسيو لولا دا سيلفا وغوستافو بيترو إلى رئاسة هذين البلدين.
ــ قام الرئيس الفنزويلي بجولات استراتيجية في أوروبا وآسيا وإفريقيا والشرق الأوسط بهدف الحصول على استثمارات جديدة للبلاد وإرساء تحالفات تجارية جديدة، بالإضافة إلى تلك التي وقعها بالفعل مع حلفاء روسيا والصين وإيران وتركيا والهند.
ــ تحرّك رؤساء يساريون منتخبون حديثاً في أميركا اللاتينية وأبرزهم لولا دا سيلفا (في البرازيل)، وغوستافو بيترو (في كولومبيا) باتجاه إعادة العلاقات مع مادورو، فعلى سبيل المثال أعاد الرئيس الكولومبي فتح الحدود الفنزويلية الكولومبية أمام التجارة في سبتمبر 2022 بعد إغلاق دام سبع سنوات، وأعاد فتح خط أنابيب اقتصادي بين البلدين.
ــ وأيضًا حكومات باراغواي والإكوادور وأوروغواي، والتي على الرغم من أنها يمينية وكانت قاسية للغاية مع كاراكاس، فقد خفضت نبرتها وأظهرت استعدادها للحفاظ على العلاقات الدبلوماسية. ومن جهتهما، تحولت تشيلي والأرجنتين، اللتان ـــ بعد التغييرات الرئاسية ـــ إلى خطاب معقم إلى حد ما حول فنزويلا، من عدم وجود علاقة مع حكومة مادورو إلى الاجتماع بممثلي كاراكاس لمحاولة حل التوترات المشتركة المختلفة.
ــ خفضت بعض الدول الأوروبية وتيرة التصعيد ضد فنزويلا، ومن أبرز الحالات، تعيين الحكومة الإسبانية سفيراً في فنزويلا بعد عامين من غياب هذا المستوى من التمثيل الدبلوماسي بسبب التوترات الدبلوماسية الثنائية مع حكومة نيكولاس مادورو. وأيضًا الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون صافح مادرور في لقاء على هامش مؤتمر المناخ COP27 في شرم الشيخ بمصر- 7 تشرين الثاني/ نوفمبر 2022، في محاولة لإعادة زخم المفاوضات بين الحكومة المنتخبة والمعارضة. ومملكة إسبانيا هي مملكة أخرى تعين عليها الاعتراف برئاسته.
المصادر ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
-IT’S TIME TO TRY A DIFFERENT APPROACH TO VENEZUELA
-Why Venezuela’s opposition has been unable to effectively challenge Maduro
-Punto de vista: 5 razones por las que las sanciones a Venezuela no acabarán con el gobierno de Maduro (como desea Estados Unidos).
-Sevilla resucita y empata ante Manchester United y sale vivo de Old Trafford
-Venezuela
-Cultura de la República Bolivariana de Venezuela
-Venezuela. Las cinco apuestas de Maduro a 10 años de su primera victoria electoral
-Venezuelan Culture
-Maduro se rodea de militares en su Gobierno
-Las relaciones político-militares en la Venezuela de Chávez
-Do U.S. Sanctions on Venezuela Work?
إعداد: مركز الاتحاد للأبحاث والتطوير