الخليج والعالم
"التحالف الغربي" يواصل اصطياد زعماء "داعش" بمناطق الجولاني!
دمشق - علي حسن
مرة جديدة تعلن قيادة التحالف الغربي في سورية اصطيادها هدفا ثمينا من قادة "داعش" في محافظة ادلب، وقالت القيادة المركزية الأمريكية أن القيادي الداعشي الجديد الذي سقط بغارة نفذتها طائرة مسيرة تابعة له هو خالد أحمد الجبوري، وكان مسؤولا عن التخطيط لهجمات التنظيم في أوروبا وهو من شأنه أن يعطل مؤقتا قدرة التنظيم على التخطيط لهجمات خارجية بحسب بيان التحالف.
وحول التوقيت والملابسات قال الإعلامي والمحلل السياسي خالد عامر إن منطقة شمال غرب سورية كانت دائما المكان الذي نجحت فيه الولايات المتحدة بتنفيذ أهم عملياتها ضد تنظيم "داعش"، الذي اضطر زعماؤه بعد خسارتهم معاقلهم الرئيسية إلى اللجوء إليه والاختباء فيه، مشيراً إلى أن هذه المنطقة وتحديدا مناطق سيطرة الجولاني كانت بمثابة حقل القتل الذي يتم من خلاله استدراج قياديي "داعش" إلى هناك وتصفيتهم.
ويرجع عامر هذا الأمر إلى حجم الارتباط والتنسيق بين الولايات المتحدة والجماعات التكفيرية وعلى رأسها "جبهة النصرة" بقيادة أبو محمد الجولاني.
" مكان العمليات يشير إلى هوية المتعاونين مع واشنطن"
وأضاف "بالرغم من التشابه العقائدي الكبير بين النصرة وداعش، إلا أن زعيم النصرة بدأ يتلمس الخطر الداهم الذي يحيط به مع اقتراب سورية والمنطقة ككل من بوادر حل سياسي شامل يكون أحد نتائجه الاكيده تصفية الجماعات التكفيرية التي يتصدر تنظيمه موقع الريادة فيها، وبالتالي لا يكف الجولاني عن محاولة تغيير جلده والباس تنظيمه لبوس الاعتدال من جهة والاستمرار بتقديم الخدمات الأمنية الكبرى للولايات المتحدة بتصفية قادة وزعماء داعش الذين انتهت صلاحية استخدامهم بالنسبة لها.. فالمكان الذي قتل فيه الجبوري هو نفس المكان تقريبا الذي قتل فيه البغدادي زعيم تنظيم داعش ولا يبعد عنه أكثر من سبعة كيلومترات، كما لا يبعد كثيرا عن المنطقة التي قتل فيها زعيم داعش الثاني عبد الله غرداش، وهذا يدل على المدى الذي يتعاون فيه الجولاني مع الولايات المتحدة وتزويدها بكل ما يلزم من معلومات.
" أمريكا تحارب داعش في الشمال وتدعمها في البادية"
وحول الطريقة التي تتعامل فيها الولايات المتحدة مع داعش والتناقض الذي تقع فيه، قال المحلل السياسي ابراهيم العلي لموقع العهد الاخباري أنه و بالرغم من أن السياسة الأمريكية لا تشعر بأي حرج في إعلان أمر وتبني سياسة مناقضة له، إلا أن حجم التناقض الأمريكي في التعامل مع داعش يتجاوز هذا الأمر بكثير، فتنظيم داعش الذي يشكل هدفا دائما للمسيرات الأمريكية في مناطق النصرة في شمال غرب سورية، هو نفسه التنظيم الذي يتلقى كل الدعم والرعاية من الولايات المتحدة في البادية السورية، وتحديدا من قاعدة التنف التي تشكل مقر العمليات الرئيسي لتنظيم داعش في الهجمات التي ينفذها هناك ضد الجيش العربي السوري وحلفائه وضد المواطنين الآمنين وخاصة رعاة الأغنام وجامعي الكمأه الذين يبحثون عن رزقهم ورزق اولادهم، والهدف من كل هذا الاجرام الذي تقف خلفه الولايات المتحدة وتتبناه هو التشويش على الدولة السورية وتعميق اوجاع السوريين من خلال قطع الطرق التي تربط شمال شرق سورية بالداخل وجعل الطرق البرية التي تربط سورية بالعراق غير آمنة، في حين لا ترغب الولايات المتحدة بإحداث أي تغيير في مناطق نفوذ الجولاني الذي يقدم كل لها كل مايطلب منه.
وأعتبر العلي أن الولايات المتحدة تلعب في الوقت الضائع وأن هذه السياسة باتت عبثية ولن تترجم انجازات على الأرض أو تنازلات من قبل الحكومة السورية، كما أنها لا تستطيع الاستمرار فيها في ظل اشتداد المقاومة العسكرية والشعبية ضد الوجود الأمريكي في سورية و المتغيرات المتسارعة التي تشهدها المنطقة من انفتاح على سورية وكسر العزلة العربية والاقليمية عنها.