الخليج والعالم
وزراء خارجية الصين وايران وباكستان وروسيا من سمرقند: لحكومة شاملة في أفغانستان
طالب وزراء خارجية الصين وايران وباكستان وروسيا خلال اجتماعهم الرباعي في سمرقند اليوم الخميس، الهيئة الحاكمة على افغانستان بالسماح لتشكيل حكومة شاملة تضم جميع الاقوام والتيارات السياسية، بالاضافة الى رفع كافة القيود المفروضة على النساء والاقليات في هذا البلد.
جاء ذلك في البيان الختامي الصادر عن الاجتماع الرباعي باستضافة جمهورية اوزبكستان، الذي حضره وزير الخارجية الايراني حسين أمير عبد اللهيان ونظيريه الروسي سيرغي لافروف والصيني تشين غانغ، ووزيرة الدولة للشؤون الخارجية الباكستانية حنا رباني؛ وذلك لمناقشة آخر التطورات في أفغانستان.
وحمّل البيان الاجتماع، أميركا مسؤولية الوضع القائم في افغانستان؛ داعيًا الى تشكيل حكومة شاملة في البلاد، مشددًا على ضرورة احترام سيادة واستقلال ووحدة أراضي افغانستان ودعم مبدأ "قيادة وسيادة افغانية" لتقرير المصير السياسي ومسار التنمية في هذا البلد.
كما أعرب الوزراء الأربعة، عن قلقهم العميق إزاء الوضع الأمني المتعلق بالارهاب في افغانستان؛ واعتبروا أن مجاميع إرهابية تشمل "داعش" والقاعدة والحركة الاسلامية في تركستان الشرقية وطالبان باكستان وجيش تحرير بلوشستان وجيش العدل، وغيرها من الجماعات المتموضعة في افغانستان تشكل تهديدًا جادًا ضد الأمن الاقليمي والدولي.
وشدد البيان، على أهمية جهود الحكومة الافغانية المؤقتة في مواجهة تنظيم "داعش خراسان"، داعيًا إياها باتخاذ خطوات ملموسة، وإثبات ثقة الاجراءات المعلنة في مكافحة الارهاب وتفكيك انواع المجموعات الارهابية بهدف الحد من استخدام أراضي افغانستان من قبل أي مجموعة ارهابية.
وأشار الى ضرورة تبني المسؤولين الافغان اجراءات فاعلة في سياق صيانة سلامة وأمن الحقوق المشروعة للمؤسسات والمواطنين الاجانب داخل أفغانستان؛ محملاً المسؤولية لكل شخص ينفذ هجومًا أو يهدد بالهجوم على المؤسسات والمواطنين الاجانب.
ودعا البيان الولايات المتحدة الاميركية وحلفاءها بتحمل مسؤولية الوضع الصعب الذي تعيشه افغانستان، والعمل على الرفع الفوري للعقوبات المفروضة على هذا البلد، واعادة الاصول الافغانية في الخارج لصالح مواطنيها.
كما عارض البيان اعادة انشاء قواعد عسكرية في عمق واطراف افغانستان؛ معتبرًا أن هذا الامر لا يخدم السلام والاستقرار بالمنطقة.
وطالب البيان ايضًا، المسؤولين الافغان بتشكيل حكومة شاملة، بمشاركة حقيقية لكافة المكونات العرقية والمؤسسات السياسية والغاء كافة القيود ضد المرأة والأقليات الاثنية؛ محثًا افغانستان انتهاج سياسة خارجية صديقة ومتعاونة والالتزام بالقواننين الدولية ومبدأ حسن الجوار عبر التنسيق مع الدول المجاورة وكافة بلدان العالم.
وأكد أن الحدود السلمية والمستقرة والآمنة بين افغانستان وجيرانها تمثل أمرا مصيريا وتصب بمصلحة كافة الاطراف داعيا افغانستان الى وقف الانشطة العابرة للحدود وغير القانونية، فضلا عن ضرورة متابعة حقيقية لهذه القضايا مثل المياه مع دول الجوار وذلك عبر الحوار والتشاور.
وأعلن الوزراء المشاركون في الاجتماع الرباعي بمدينة سمرقند، دعمهم لكافة الجهود الدبلوماسية الهادفة الى تسهيل الحلول السياسية للقضايا في افغانستان ودعمهم العملي للدور الايجابي لمنظمة الامم المتحدة ومنظمة شانغهاي للتعاون واجتماع ورزارء خارجية دول جوار افغانستان ومشاورات صيغة موسكو حول هذا البلد.
وأعلن البيان عن الاستعداد لمواصلة دعم السلام واعادة الاعمارفي افغانستان، وتنفيذ التبادل التجاري والاقتصادي والاستثماري معها بالتعاون مع دول المنطقة والمجتمع الدولي.
كما دعا المجتمع الدولي لمواصلة تقديم المساعدات الانسانية ودعم البلاد من اجل توفير امكانياته بغية تحقيق التنمية المستدامة والذاتية.
وفي الختام قرر وزراء ايران وروسيا والصين وباكستان تعزيز التنسيقات اللازمة حول افغانستان على كافة المستويات؛ معربين عن تقديرهم لاستضافة دول المنطقة ملايين اللاجئين الافغان سيما في الجمهورية الاسلامية وباكستان، ومطالبين المجتمع الدولي بتقديم الدعم والمساعدات اللازمة لهذه البلدان المستضيفة.