الخليج والعالم
"إيران وبناء شرق أوسط جديد".. أبرز اهتمامات الصحف الإيرانية
تناولت الصحف الإيرانية عدة مواضيع في افتتاحياتها اليوم الثلاثاء وأهمها ما نقلته صحيفة "كيهان" عن صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" الإلكترونية أنّ "إيران تسعى لبناء شرق أوسط جديد".
وقالت كيهان "إنّ المحور الذي تدعمه بكين وطهران في اتجاه المصالحة والتحالف الاستراتيجي مع الدول الإسلامية السنية يُشكل أهمية كبيرة مما يخلق تحديات أمنية جديدة للعدو والولايات المتحدة".
وذكرت أن الصحيفة الإسرائيلية في جزء آخر من تقريرها لفتت إلى أن "أميركا قلقة للغاية بشأن المحور الناشئ في المنطقة بين إيران وروسيا والصين والسعودية"، مضيفةً "أن ثقة طهران وهذه الدول المتزايدة بالنفس محسوسة في المنطقة بأسرها، والتطورات لها انعكاسات عميقة على "اسرائيل""، وفق تعبيرها.
كما نقلت "كيهان" عن صحيفة "هآرتس" قولها "إنّ الجولة الحالية من العنف على مختلف الجبهات هي تكرار آخر لاستراتيجية طويلة المدى لحركة "حماس" وحزب الله، المستوحاة من إيران، من أجل تآكل "إسرائيل" بعمليات دموية حتى تدميرها"، وفق وصفها.
وبحسب "هآرتس"، فإنّ ""إسرائيل" تواجه أعداء يسعون إلى جرها إلى حرب متعددة الأطراف على طول حدودها في الضفة الغربية والقدس ومع الفلسطينيين الذين يعيشون في الأراضي المحتلة عام 1948".
وأكدت صحيفة "هآرتس" - بحسب ما نقلته "كيهان" - أن "الوضع الإقليمي والدولي لـ"إسرائيل" لا يمكن أن يكون أسوأ من هذا"، مشيرةً إلى "الإنهيار الكامل" لاستراتيجية رئيس وزراء حكومة العدو بنيامين نتنياهو للتعامل مع البرنامج النووي الإيراني، وأكدت "هآرتس" أنّه من جهة أخرى فإنّ علاقات "تل أبيب" مع واشنطن أكثر توترًا من أي وقت مضى وبطريقة غير مسبوقة، وذلك على الرغم من أنّ واشنطن حليف أساسي لـ"إسرائيل" ولا يمكن أن تكون مستقلة عنها، وبدون هذا التحالف لن تتمكن "تل أبيب" من البقاء على قيد الحياة.
وتابعت "كيهان" أن "الخوف من الإنهيار واضح ليس فقط في الصحف ووسائل الإعلام العبرية، ولكن أيضًا بين الأجهزة العسكرية والأمنية للنظام الصهيوني"، موضحةً أنه "قبل أيام، كانت قد أفادت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن فريق البحث في المخابرات العسكرية الإسرائيلية المعروف بـ"أمان" أصدر "تحذيرًا استثنائيًا للقادة السياسيين والأمنيين وجيش الاحتلال بشأن تآكل وإضعاف قوة الردع الإسرائيلية ضد أعدائها".
وتنص هذه الرسالة التحذيرية على أن "هذا الموضوع واضح في كل عنصر من عناصر المحور المعادي لـ "إسرائيل" برئاسة إيران، وسلسلة اللقاءات التي عُقدت في الأسابيع الأخيرة بين الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله والمسؤولين في حركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي" بهدف المواءمة بينهما، تدل على ذلك".
خطط الدبلوماسية الإيرانية
وفي سياق آخر، ذكرت صحيفة "إيران" أنّه منذ بداية الثورة الإسلامية الإيرانية، كانت التطورات في فلسطين ودعم المظلومين ومسألة تدمير النظام الصهيوني من أولويات إيران، مشيرةً إلى أنّ طهران أعلنت صراحة عن دعمها للشعب الفلسطيني ومعارضتها للعدو الصهيوني في جميع الأحداث ولم تتردد في التصريح عن ذلك.
وأضافت: "في الأسابيع الأخيرة، عندما سعى العدو الصهيوني وأميركا لخلق توترات جديدة في المنطقة، ازدادت مقاربات وإجراءات جمهورية إيران الإسلامية للتعامل مع هذه التوترات، وقد تبلورت هذه الإجراءات أكثر من أي شيء آخر في شكل دعوات ومفاوضات ومحادثات الرئيس الإيراني السيد إبراهيم رئيسي الأخيرة مع قادة المنطقة والدول الإسلامية، وكان الجهد الذي أعقب ذلك هو التأكيد على الاستقرار والأمن والدبلوماسية كبديل لإشعال الحرائق في المنطقة".
وتابعت "إيران": "لذلك يمكن رؤية تفعيل الدبلوماسية واستغلال طاقاتها في اتصالات ومشاورات السيد رئيسي مع رؤساء الدول الإسلامية من الجزائر وتركمانستان إلى إندونيسيا على أنها خطة لأجل استقرار المنطقة من خلال الدبلوماسية والتشاور مع رؤساء الدول الإسلامية".
وأكدت أن "دبلوماسية المنطقة وزيادة التعاون والعلاقات مع دول الجوار وبالطبع العالم الشرقي كانت أجندة جادة للحكومة الإيرانية وظهرت منجزاتها في شكل عضوية في منظمة" شنغهاي"، وزيادة العلاقات والتعاون الاقتصادي مع قوى مثل روسيا والصين، لذلك، يمكن اعتبار اتصالات ومحادثات السيد رئيسي مع رؤساء الدول من إفريقيا إلى شرق آسيا، أي إندونيسيا، جزءًا آخر من هذا النهج العام للحكومة الثالثة عشرة".
محاولات إزالة المنتجات الروسية من الأسواق العالمية تفشل
من جانبها، قالت صحيفة "وطن أمروز" "إنّه مضى أكثر من عام على بدء العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا، ومنذ الأيام الأولى لهذا الحدث، كانت حزم العقوبات ضد روسيا واحدة من السياسات المعتمدة في الاتحاد الأوروبي، على الرغم من أن روسيا تعد أحد المصدرين الرئيسيين للحبوب والقمح والمنتجات الغذائية الأخرى في العالم، ولذا فإنها اليوم على وشك الحد من إنتاج المنتجات الغذائية والزراعية، مما يخوّف من مجاعة محتملة والسبب الرئيسي هو الحصار عليها".
وبحسب صحيفة "وطن أمروز"، فقد اضطر رجال الأعمال الغربيون إلى التوقف عن الاستيراد من روسيا كواحد من أكبر مصدري الحبوب بسبب المواقف الرسمية لحكوماتهم.
ونقلت "وطن أمروز" عن رئيس الاتحاد الروسي لمصدري الحبوب إدوارد زرنين قوله في مقابلة مع "روسيا اليوم" إن مصدري الحبوب يخضعون لعقوبات غير مباشرة والشركات الغربية غير قادرة على تقديم خدمات حيوية لصناعة الحبوب.
وأوضح زرنين أنه على الرغم من أن هذه المنتجات الغذائية معفاة من العقوبات التي تفرضها القوى الغربية، إلا أن الشركات الموجودة أو المسجلة في تلك البلدان ترفض بشكل منهجي التعاون مع الموردين الروس.
ولفت إلى أنّ روسيا تستحوذ على أكثر من 20٪ من شحنات الحبوب العالمية، مضيفًا أن المحاولات الأخيرة لإزالة أو إلغاء المنتجات الروسية من الأسواق العالمية قد باءت بالفشل، لأن إزالة مثل هذه الكمية الضخمة من الحبوب من الأسواق العالمية قد تسبب أزمة غذاء عالمية.
وحذر من أنّ "الضغط المباشر مستحيل، لكن إذا واجهنا زيادة متجددة في العقوبات السرية وغير المباشرة التي تستهدف شحنات الحبوب الروسية، فقد تكون المجاعة العالمية حتمية".