الخليج والعالم
الصحف الإيرانية: نظام عالمي جديد بدون هيمنة أميركا
قالت صحيفة "كيهان" في تقريرها اليوم: يدعي العدو في وهم واضح أن نظرة الشعب الإيراني للولايات المتحدة قد تغيرت وأن الشعب يريد إدخال إيران في ظل النظام العالمي الذي تصوره الولايات المتحدة.
وأضافت: في دحض هذا الادعاء، نذكر مثالًا واحدًا فقط، أظهر استطلاع للرأي أجرته مؤسسة غالوب مؤخرًا أن 81 بالمائة من الإيرانيين لا يثقون بأمريكا، يأتي سكان تونس وتركيا وفلسطين والعراق في المراتب التالية بنسبة 78-75٪، كما أن غالبية الناس في 13 دولة إسلامية لا يؤمنون بالتزام أمريكا بالديمقراطية والسماح لهم ببناء مستقبلهم السياسي.
وبحسب "كيهان" يذكر هذا التقرير أنه بعد 20 عامًا من الهجوم الأمريكي على العراق، يعتقد عدد قليل نسبيًا من الناس في العراق و12 دولة أخرى أن الولايات المتحدة ملتزمة بدعم الديمقراطية.
لكن الواقع المسمى بالنظام العالمي الجديد يتجاوز الحدود الجغرافية لإيران وحتى منطقة غرب آسيا ويشمل أوروبا وأمريكا اللاتينية وحتى الولايات المتحدة الأمريكية، فقد حدثت تطورات عديدة في أوروبا، كان أهمها الحرب في أوكرانيا، ووفقًا للعديد من الوثائق، فإن حكومة أوكرانيا والدول الأوروبية هم أكبر الخاسرين في هذه الحرب، بالإضافة إلى ذلك، على الرغم من أن الولايات المتحدة كانت المؤسس الرئيسي لحرب أوكرانيا وأغرقت أوروبا في الوحل، إلا أن هذه الحرب لم تستطع تحقيق الرغبة الرئيسية للولايات المتحدة في منع تشكيل نظام عالمي جديد.
من ناحية أخرى، على الرغم من أن واشنطن اعتبرت أمريكا اللاتينية ساحتها الخلفية، فقد وصلت الحكومات المعادية لأمريكا إلى السلطة في هذه المنطقة واحدة تلو الأخرى، علاوة على ذلك، كان أحد أهم التطورات في أمريكا اللاتينية في السنوات الأخيرة هو الفشل المشين للولايات المتحدة في تحقيق انقلاب ضد الحكومة الشرعية لفنزويلا، فعلى الرغم من أن أمريكا دعمت مدبري الانقلاب بكل قوتها، إلا أن هذا الانقلاب قوبل بفشل ذريع، وتشير الحالات المذكورة والعديد من الأمثلة الأخرى إلى النظام العالمي الجديد أنه سيكون ضد رغبات الولايات المتحدة والترويكا الأوروبية والنظام الصهيوني.
وأضافت "كيهان": الاتفاق الأخير بين إيران والسعودية هو أحد الأمثلة الواضحة على التغيير في النظام العالمي، ففي العام الماضي، بالطبع ، قبل وقت قصير من الاتفاق بين إيران والسعودية، قال رئيس مؤتمر ميونيخ الأمني: "العالم ينتقل من الغرب إلى حقبة ما بعد الغرب، أدى تراجع النفوذ الأوروبي والأمريكي إلى توفير الأرضية للدول الأخرى لتشكيل نظام عالمي جديد".
وأكدت "كيهان" على ما ذكره عدة مرات الإمام الخامنئي من أن العالم يمر بنقطة تحول تاريخية مهمة للغاية، حيث أصبحت أمثلة تشكّل النظام العالمي الجديد أكثر وضوحًا يومًا بعد يوم.
يجب على أوروبا أن تقلل من اعتمادها على أميركا
من أجل مواجهة الولايات المتحدة، لا تريد الصين حصر دعمها في الشرق فقط، ولكن أيضًا تريد ذلك في الجبهة الغربية أيضًا قدر الإمكان.
وفي هذا الصدد كتبت صحيفة "وطن أمروز" اليوم: بعد زيارة الرئيس الفرنسي للصين، أعلن إيمانويل ماكرون في مقابلة أمس أن أوروبا يجب أن تتصرف بشكل أكثر استقلالية من أمريكا في العالم.
وأضافت: يعتبر ترحيب الرئيس الصيني الخاص بماكرون علامة على جهود بكين لكسب الحلفاء الرئيسيين في الاتحاد الأوروبي لمواجهة الولايات المتحدة، وقد التقى قادة البلدين في جنوب الصين؛ وكان جدول مثل هذا الاجتماع بين شي جين بينغ مع قادة الدول الأخرى يكاد يكون نادرًا، ويعتقد الكثيرون أنه يؤكد الأهمية التي توليها بكين للعلاقة مع أحد الأعضاء الرئيسيين في الاتحاد الأوروبي، حيث إنه يبحث علانية عن مساعدة من أوروبا لمواجهة سياسة "الاحتواء والقمع الشامل" للولايات المتحدة.
وفي هذا الصدد، دعا الرئيس الفرنسي، لدى عودته من رحلته إلى الصين، إلى الاستقلال الاستراتيجي لأوروبا عن أمريكا خلال مقابلة مع 3 صحفيين متواجدين على متن الطائرة، وصرح في مقابلة مع موقع "بوليتيكو يوروب" الذي يقع مقره الرئيسي في بروكسل ببلجيكا، بأن على أوروبا أن تقاوم الضغوط لتصبح "تابعة لأمريكا" وفقًا لماكرون، ولذا يتعين على أوروبا تقليل اعتمادها على الولايات المتحدة وتجنب الانجرار إلى المواجهة بين الصين والولايات المتحدة بشأن تايوان.
وبحسب "وطن أمروز" تحدث ماكرون عن نظريته في مجال "الاستقلال الاستراتيجي" لأوروبا وجهود أوروبا لتصبح "قوة عظمى ثالثة"، وقال إن "الخطر الكبير الذي تواجهه أوروبا هو أنها عالقة في وسط أزمات ليست أزماتها، وهذه القضية تمنع أوروبا من تحقيق استقلالها الاستراتيجي"، كما أقر رئيس قصر الإليزيه في تصريحاته بفشل وعجز الاتحاد الأوروبي والدول الأوروبية في حل الأزمة الأوكرانية، وقال ماكرون: "لا يمكن للأوروبيين حل الأزمة في أوكرانيا، فكيف يمكننا التدخل في قضية تايوان".
وأضاف: إذا اشتدت التوترات بين القوتين العظميين (أمريكا والصين) ، فلن يكون لدينا الوقت والموارد اللازمة لتمويل استقلالنا الاستراتيجي وسنصبح عبيدًا وخدمًا.
وبحسب "وطن أمروز" إن تحذير ماكرون من اعتماد أوروبا المفرط على الولايات المتحدة وتأكيده على الحاجة إلى إنشاء جيش أوروبي مستقل عدة مرات في السنوات القليلة الماضية وحديثه عن "الموت العقلي لحلف شمال الأطلسي"، تعد تصريحات لن تنال إعجاب أمريكا وبعض الدول الأعضاء في الناتو.
السبت ليس عطلة في الكيان الصهيوني
في رصدها الدائم للتطورات الداخلية في الأراضي المحتلة، كتبت صحيفة "إيران" في عددها الصادر اليوم: إذا كان هناك أي شك حول بقاء بنيامين نتنياهو في السلطة لفترة قصيرة قبل الاحتجاجات يوم السبت من هذا الأسبوع، فيجب اعتباره قد رحل من الآن.
وبحسب "إيران"، فإن استمرار الاحتجاجات يوم السبت، في خضم العمليات الجهادية في جميع أنحاء الأراضي المحتلة من جنين إلى رام الله و"تل أبيب" وغيرها، يظهر فقط أن المستوطنين يفكرون الآن في أن استمرار وجود حكومة متطرفة سيكون أخطر من أي شيء آخر على النظام الصهيوني.
وأضافت: يبدو أن الاحتجاجات الحاشدة ضد نتنياهو مستمرة في أي ظرف ومع أي وضع أمني كان، كما هو الحال خلال الأشهر الأربعة الماضية.
وأعلن موقع "والا" الناطق باللغة العبرية أن عدد المشاركين في مظاهرة السبت في تل أبيب بلغ أكثر من 145000 شخص، كما أفادت القناة 12 التابعة للنظام الصهيوني عن عودة عشرات الآلاف من سكان الأراضي المحتلة إلى الشوارع مرة أخرى في تل أبيب ضد حكومة نتنياهو وانقلابه القضائي.
وبحسب صحيفة "إيران" فإن تنظيم الاحتجاجات يوم السبت هذا الأسبوع له أهمية مضاعفة، لأن المراقبين يعتقدون أن تدخلات نتنياهو في جنوب لبنان وقطاع غزة بهدف تعزيز نفوذه في الفضاء السياسي والاجتماعي، سيخلق بيئة أمنية تمنع المزيد من المواقف السلبية ضده في الجيش، وسيكون لها دور في زيادة اندماج القوات الأمنية والعسكرية مع رئيس الوزراء وانقلابه القضائي في نهاية المطاف، إلا أن الاحتجاجات الحالية للمعارضة، المعروفة باسم احتجاجات السبت، هذا الأسبوع تؤكد حقيقة أن رئيس وزراء الكيان الصهيوني غير قادر على إحداث انحراف في الرأي العام المحلي بأي حيلة أخرى.