الخليج والعالم
الصحف الإيرانية: انفراجات في المنطقة بدون أميركا
العلاقات العالمية تتغير بسرعة عالية، حيث تظهر سلسلة الأحداث التي تحدث في العالم تحولات خطيرة في توزيع القوة العالمية.
وبحسب تقرير "وطن أمروز" اليوم، ربما لا يمكن التنبؤ بالاتجاه المستقبلي للعالم على وجه اليقين، لكن من الممكن التأكيد على التغيير في علاقات العالم بعد الحرب الباردة، في غضون ذلك، يمكن لجمهورية إيران الإسلامية، باعتبارها واحدة من رافعات القوة الرئيسية في غرب آسيا، استعادة وتحسين موقعها كجهة فاعلة رئيسية في عملية التحول، على عكس السردية التي أكدها التيار الغربي مرارًا وتكرارًا في السنوات الأخيرة، تمكنت طهران من تحديد علاقات جديدة بينها وبين جيرانها دون اتفاق مع واشنطن.
وأضافت: بغض النظر عن المدى الذي يمكن أن يكون فيه مسار الاتفاقية التي تم تشكيلها في الصين بين إيران والسعودية، إلا أن مبدأ هذه الاتفاقية يُظهر بطلان الصور النمطية العقلية للغربيين في وصف العالم.
وفي هذا الصدد ذكرت "وطن أمروز" أنه لن يكون أمن المنطقة ممكناً إلا بتقارب كل دول المنطقة، والأهم أن النظام الذي يعتمد وجوده على خلق التوتر في المنطقة لا يملك السلطة لقيادة الآلية الأمنية في المنطقة، ولذا فإن التركيز على الدبلوماسية وتفعيل القدرات الانتقالية من قبل الجمهورية الإسلامية في إيران، كانت بمثابة أداة تحييد مهمة ضد أي برنامج يسعى لعزل إيران سياسياً واقتصادياً في المنطقة، وقد أثبت هذا الأمر فعاليته حتى في ظل العقوبات.
التحضير لإطلاق الممر الشمالي الجنوبي
أعلن وزير خارجية روسيا، سيرجي لافروف، أمس، التحضير للاجتماع الرباعي لوزراء خارجية إيران وروسيا وتركيا وسوريا، من أجل مناقشة المشاورات الدبلوماسية بين طهران وموسكو لإعادة العلاقات بين أنقرة وسوريا.
وبحسب تقرير صحيفة "إيران" اليوم، أكد لافروف على ضرورة عقد اجتماع رباعي على مستوى وزراء الخارجية، هذا وقد تم وضع الاستعدادات لاجتماع وزراء الخارجية لمتابعة مفاوضات السلام السورية على جدول الأعمال.
وأضافت: سبق أن أشار وزير الخارجية حسين أميرعبد اللهيان إلى جهود الوساطة الإيرانية لإقناع قادة تركيا وسوريا بإعادة العلاقات، وقال "نرحب بالحوارات الرباعية على مختلف المستويات لحل سوء التفاهم وحل المشاكل بين تركيا وسوريا"، وفي رحلتين إلى تركيا وسوريا، أجريت محادثة وثيقة مع الرئيسين أردوغان والأسد في هذا الصدد، وأضاف "جرت محادثات مهمة مع السلطات الروسية على مستوى رئيسي البلدين".
وبحسب "إيران"، فإن مساعي طهران وموسكو لإعادة العلاقة بين أنقرة ودمشق عبر محادثات رباعية، تجري في وقت أطلقت الولايات المتحدة قبل أشهر موجة سياسية جديدة بهدف عرقلة مسار استئناف العلاقات التركية السورية، حيث حاولت السلطات الأمريكية تحقيق هذا الهدف من خلال اتخاذ إجراءات موازية للتطورات الدبلوماسية بين الدول الأربعة، إيران وروسيا وتركيا وسوريا ، لجعل مشهد هذه التطورات معقداً.
ومن بين هذه الإجراءات، يجدر ذكر لقاء وزير الخارجية التركي جاويش أوغلو مع نظيره الأمريكي أنتوني بلينكن في واشنطن، والذي عرضت خلاله واشنطن خطة معاكسة لخطة إيران وروسيا في إطار مفاوضات أستانا.
خطة نتنياهو لم تنجح
في متابعتها للأوضاع في الأراضي المحتلة، كتبت صحيفة " كيهان" اليوم: على الرغم من حقيقة أنه خلال الليالي القليلة الماضية، لم تكن المستوطنات الفلسطينية المحتلة هادئة تحت ظلال الصواريخ من قطاع غزة وجنوب لبنان، لكن يبدو أنه حتى في ظل أجواء الحرب، فإن الصهاينة لن يتراجعوا عن احتجاجاتهم ضد حكومة نتنياهو الراديكالية والمتطرفة.
وفي هذا الصدد، أعلنت القناة 12 التابعة للنظام الصهيوني أمس أنه على الرغم من التوترات الأمنية والعمليات العسكرية، فإن قادة الاحتجاجات ضد حكومة نتنياهو سيواصلون تنظيم الاحتجاجات الرئيسية كما هو مخطط لها في "تل أبيب".
وأضافت "كيهان": أصبح من الواضح أن خطط نتنياهو لشن حرب عسكرية في قطاع غزة لقمع الاحتجاجات في تل أبيب قد فشلت، في الواقع، أيدي نتنياهو مغلقة إلى حد كبير في وجه موجة الأزمة الداخلية الواسعة النطاق، ولا يمكن حل الأزمة السياسية القائمة بسهولة، حيث تفاقمت هذه الأزمة منذ الأشهر الثلاثة الماضية في أعقاب الاحتجاجات ضد خطة نتنياهو لتغيير القوانين القضائية، كما أن تعليق التغييرات القضائية سيؤدي إلى استياء الوزراء الراديكاليين واليمينيين المتطرفين في الحكومة، وستكون إمكانية استقالتهم وانهيار الحكومة ممكنة، من ناحية أخرى، سيؤدي تنفيذ برنامج التغييرات القضائية إلى استمرار الاحتجاجات السياسية وهروب رأس المال الاقتصادي وزيادة معدل الهجرة من المدن المحتلة، وعمليًا ستزداد الأزمة على كل الاحتمالات.
وأضافت "كيهان": بالتزامن مع التحذيرات من استياء القوات العسكرية وأفراد الجيش الصهيوني، أعلن المتحدث باسم جيش الكيان الصهيوني أنهم في وضع مضطرب للغاية وخاصة بعد تصاعد التوترات في المسجد الأقصى وغزة ولبنان، وقال "ريتشارد هشت" الناطق باسم جيش النظام الصهيوني لشبكة CNN: نحن نواجه حاليًا جبهات مترابطة على الحدود، بدأت من القدس وامتدت إلى حماس في غزة ولبنان.
تورط أوروبا في الصراع بين أميركا والصين
كتبت صحيفة "مردم سالاري": المبعوثون الأوروبيون عادوا من بكين خاليي الوفاض، حيث ذهب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين إلى بكين لطلب المساعدة من التنين الأصفر في قلب روسيا لوقف إطلاق النار أو على الأقل السيطرة على مستوى التوتر في حرب أوكرانيا.
وحاول ماكرون جنبًا إلى جنب مع فون دير لاين أن ينقل إلى الرئيس الصيني موقفه القائل إن مساعدة روسيا ستجعل الصين شريكًا للمعتدي.
ونقلت "مردم سالاري" عن صحيفة لوموند، أن مثل هذه التصريحات، بما في ذلك كلمات فون دير لاين بأن "موقف الصين من النزاع الأوكراني سيصبح عاملاً حاسمًا في علاقات بكين المستقبلية مع الاتحاد الأوروبي"، لم تأت سوى بردود فعل سلبية من المسؤولين الصينيين.
في غضون ذلك، كتبت بوليتيكو أن الرئيس الصيني شي جين بينغ أخبر ماكرون صراحة أن "أوروبا يجب ألا تلعب على أرض أمريكا"، ووفقًا لدبلوماسي فرنسي لم يذكر اسمه، فإن مكالمة رئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانغ مع رئيس الوزراء الروسي ميخائيل ميشوستين، والتي حدثت قبل رحلة الوفد الغربي إلى بكين تمحورت حسب الصحف الصينية حول تعميق العلاقات بين موسكو وبكين.