الخليج والعالم
حكم لاهاي ضد أميركا لصالح إيران محور اهتمام الصحف الإيرانية
بعد انتهاء فترة العطلة الرسمية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية لمناسبة أعياد النوروز وبداية العام الإيراني الجديد (1402 هجري شمسي)، صدرت الصحف الإيرانية اليوم لتتصدر عناوينها تحليلات وقراءات في خطاب آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي.
وبحسب تقرير صحيفة "وطن أمروز" "على غرار الاتجاه السائد في السنوات الأخيرة، أعلن الإمام الخامنئي شعار العام الجديد حول الاقتصاد بعنوان "ضبط التضخم ونمو الإنتاج""، معتبرة أن "الرسالة المركزية لرسالة النوروز لسماحته من ضريح الإمام الرضا (ع) هي "التحول"".
وأضافت الصحيفة أن "التحول يعني تحويل نقاط الضعف إلى نقاط قوة، وفي الوقت الحالي يعد الاقتصاد أهم نقطة ضعف في البلاد، فالمشكلة الرئيسية التي تزعج الناس في الاقتصاد هي التضخم، إذ يعاني الاقتصاد الإيراني من مضاعفات عميقة الجذور تحولت الى مشاكل كبيرة في العقد الماضي بسبب القرارات الخاطئة والافتقار إلى الإدارة السليمة، والتي يجب على الشعب والحكومة العمل على حلها".
وأشارت إلى أن "الطريقة الأساسية والأساسية للتغلب على التراجع الاقتصادي للدولة، بما في ذلك التضخم، هي إنماء الإنتاج، وهو ما تم التأكيد عليه في الجزء الثاني من شعار العام الذي طرحه الإمام الخامنئي".
وتابعت الصحيفة أن "الجهود المبذولة في ميدان الإنتاج خلال العقد الماضي كانت مُخططًا لها دائمًا في الشعارات السنوية، لكن لم يكن الأمر على القدر الذي كان متصورًا، وربما لم يتم اتخاذ خطوات تتماشى معها".
ووفقًا لـ "وطن أمروز"، "فإن الشيء اللافت هنا هو أن التضخم وارتفاع الأسعار هما مشكلتان متشابهتان، إذ يتركز جزء كبير من استياء الناس في السنوات الأخيرة على الأسعار المرتفعة"، وقالت: "إذا تمكنت الحكومة من التغلب على التضخم، فإن مساحة الأسعار المرتفعة ستكون محدودة أيضًا".
وقالت إنّ "شعار هذا العام هو موضوع يعتمد بشكل كبير على الإجراءات العملية للمسؤولين خاصة الحكومة، ومن ناحية أخرى على الجميع المساعدة في تحقيقها".
وختمت "وطن أمروز" مؤكدة ضرورة أن "يتخلى الناس عن بعض العادات الاقتصادية السيئة مثل البذخ، إذ أشار الإمام الخامنئي إلى أهمية تعزيز ثقافة الميل تجاه المنتجات المحلية أكثر من أي وقت مضى".
حكم لاهاي ضد أميركا لصالح إيران
من جهة أخرى، تحدثت صحيفة "إيران" عن إصدار محكمة العدل الدولية قبل 4 أيام، حكمها النهائي بشأن شكوى إيران ضد الولايات المتحدة في ما يتعلق بأفعال واشنطن في الاستيلاء غير المشروع على أصولها العائدة إلى البنك المركزي وكذلك الشركات والمؤسسات الإيرانية، وطلبت فيه محكمة لاهاي من أميركا دفع تعويضات لإيران.
وبحسب الصحيفة، فإن طريق تحقيق هذا النجاح ــ الذي وصفته وكالة "رويترز" بأنه "انتصار إيران" ــ لم يكن سهلاً إذ دخلت هذه القضية مرحلة جديدة في العام الماضي عندما تولَّت الحكومة الـ13 السلطة، بعد حاول ممثلو إيران التأكيد على حقوق الشعب الإيراني بأبعاد قانونية دون الإشارة إلى الخلافات السياسية".
وأضافت أن "الولايات المتحدة، التي أبدت عدم احترامها للاتفاقيات الدولية مرارًا وتكرارًا ليس فقط في قضية خطة العمل الشاملة المشتركة بل أيضًا في ما يتعلق بسائر المعاهدات القانونية كانت تحاول إضفاء الشرعية على العبث بموارد إيران عبر ادعاءات كاذبة واتهامات لا أساس لها مثل دعم إيران للإرهاب".
وتابعت الصحيفة: "بعد جهود فقهاء البلاد والمؤسسات القانونية والدبلوماسية في جمهورية إيران الإسلامية، رفضت المحكمة في لاهاي جميع الدفاعات الوهمية للولايات المتحدة، وأعلنت حكمها ضد واشنطن مؤكدة في قرارها الانتهاك الأميركي للالتزامات الدولية واستقلالية الشركات الإيرانية".
ورأت أن "محكمة العدل الدولية في لاهاي منحت طهران وواشنطن سنتين للتفاوض والتوصل إلى نتيجة لتحديد وتقدير مقدار الأضرار التي لحقت بحكومة جمهورية إيران الإسلامية"، لافتة إلى أنها "ستلعب دورًا في تحديد هذا المقدار".
وختمت الصحيفة قائلة: "بغض النظر عن المكاسب المالية من هذا الانتصار، والتي ستؤدي إلى إجبار أميركا على دفع تعويضات لإيران، فإن فشل الهيمنة الأميركية في المحافل القانونية والدولية يستحق النظر أيضًا، فأميركا وإدارتها الحالية التي تدعي احترام المؤسسات والمنظمات الدولية أصبحت الآن موضع إدانة من قبل الفرع القضائي للأمم المتحدة".
خدعة نتنياهو لم تنجح
وفي مراقبتها الدائمة للوضع الداخلي في الكيان الصهيوني، كتبت صحيفة "كيهان" اليوم: "على الرغم من إعلان رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو الأسبوع الماضي تعليق خطة الإصلاح القضائي، نزل مساء يوم السبت الماضي وللأسبوع الثالث عشر على التوالي مئات الآلاف من المستوطنين إلى الشوارع وطالبوا بإلغاء كامل لخطة نتنياهو".
وذكرت "كيهان" أنّ "صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" أكدت أن عدد المتظاهرين مساء يوم السبت بلغ نحو نصف مليون شخص، احتلوا شوارع "تل أبيب" وحيفا والقدس ومناطق أخرى في وقت متأخر وحتى صباح الأحد تحت شعارات "مناهضة لنتنياهو""، لافتة إلى أن "خطة التغييرات الكبيرة في النظام القضائي للكيان اجتذبت عشرات الآلاف من المتظاهرين، أغلبهم من الطبقة الوسطى الليبرالية والذين لا يشاركون عادة في مظاهرات الشوارع، لكنهم شاركوا هذه المرة خوفًا من خطوات نتنياهو لتغيير النظام القضائي وإلغاء إشراف المحكمة العليا على أداء البرلمان".
واعتبرت أن "حكومة "تل أبيب" اليمينية المتطرفة تسعى إلى تشريع سلطة لها تتجاوز المحكمة العليا الأمر الذي أوصل الاحتجاجات التي استمرت على مدى الأشهر الثلاثة الماضية إلى ذروتها يوم الأحد الماضي بعد أن أقال نتنياهو وزير الحرب، وهو الوزير الوحيد الذي عارض علنًا الإصلاحات القضائية".
ورأت " كيهان" أن "استمرار الاحتجاجات في "تل أبيب"، رغم تعليق خطة نتنياهو للإصلاح القضائي هو علامة على تنامي انعدام الثقة تجاه رئيس الحكومة، ففي تطور غير مسبوق، استقطبت التظاهرات والاحتجاجات المجتمع المدني الصهيوني، إذ أعلنت منظمة "الهستدروت"، وهي أكبر نقابة عمالية، الأسبوع الماضي، إضرابًا اليوم الاثنين، ما أدى إلى إغلاق العديد من المؤسسات السياسية، بما في ذلك السفارة في الولايات المتحدة وأماكن أخرى، كما أوقفت الرحلات المغادرة من مطار "بن غوريون" وألغت المستشفيات العلاجات غير الطارئة، وهدّد الآلاف من جنود الاحتياط العسكريين بالاستقالة"، مشيرة إلى أن "هذا الارتباك دفع نتنياهو أخيرًا إلى تعليق خطته، دون أن يُرضي ذلك معارضيه".