الخليج والعالم
عبد اللهيان: آثار الاتفاق الإيراني- السعودي ستمتدّ إلى دول الجوار
أكد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان أن الاتفاق الإيراني- السعودي على إعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين "ستمتدّ آثاره الإيجابية إلى دول الجوار"، كاشفًا عن اتصال جديد بينه وبين نظيره السعودي فيصل بن فرحان اتفقا خلاله على عقد اللقاء المباشر بينهما ومكانه وتاريخه.
وأشار عبد اللهيان في مقابلة أجرتها معه قناة "الجزيرة" إلى أنه خلال المكالمة التي أجراها مع نظيره السعودي مساء الأربعاء، تم طرح أفكار بشأن موقع اللقاء، لافتًا إلى أنه سيتم الكشف خلال الأيام المقبلة عن المكان واليوم المحدد للقاء.
وأوضح أنه سبقت مكالمته هذه مكالمة أخرى أجراها في 21 مارس/آذار الجاري، جاءت كذلك في إطار استكمال ما بدأته مباحثات البلدين في بكين، والتي تطرقت لجميع القضايا المتعلقة بعلاقات البلدين.
ولفت عبد اللهيان إلى أن المباحثات التي جرت في بكين وانتهت إلى هذا الاتفاق انصب التركيز فيها على القضايا الأمنية وبعض الثغرات والتوترات، وتم خلالها العمل على تبديد سوء الفهم والمشاكل التي كانت موجودة بين الطرفين، مشيرًا إلى أنه جرى عقد 5 جولات من المحادثات في بغداد و3 في مسقط، قبل المباحثات التي رعتها الصين.
وشدّد على أنه لا بد من الاهتمام بالعمل على تطبيق تفاصيل الاتفاق والسعي للإيفاء بها، لافتًا كذلك إلى تبادل دعوات الزيارات الذي جرى بين الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز والرئيس الإيراني السيد إبراهيم رئيسي، وأنه سيجري اتخاذ التدابير اللازمة لتنفيذ هذه الزيارات.
*تطور إيجابي للمنطقة
وأكد عبد اللهيان أهمية اللقاءات التي تجري بين مسؤولين رفيعي المستوى في البلدين لإتمام تطبيع العلاقات الثنائية بينهما، لافتًا في هذا الإطار إلى أن هذا التطور سيتجاوز أثره إلى دول الجوار، حيث يساعد ذلك في استقرار المنطقة.
وقال في هذا السياق إن "المباحثات وإن تركزت في مجملها على العلاقات الثنائية بين البلدين، فإنه - بطبيعة الحال من المتوقع أن تتأثر بعض القضايا المرتبطة بالمنطقة جراء هذه المباحثات"، مبديًا ترحيبه بأي وقع إيجابي لها على المنطقة.
وحول ما أثير من تضمن هذه التفاهمات إيقاف طهران دعم حركة أنصار الله في اليمن، قال عبد اللهيان إن بلاده ستواصل لعب دورها البنّاء لتعزيز الاستقرار والسلم والأمن في المنطقة، كما ستستمر في مكافحة الإرهاب ضمن هذا الدور، لكنها في الوقت ذاته تدعم الحوار والوصول إلى الحلول السياسية.
وأضاف: "بطبيعة الحال، فإن قضية اليمن هي قضية يقررها الشعب اليمني. نرحب دائمًا بوقف إطلاق النار والرفع الكامل للحصار الإنساني والحوارات اليمنية- اليمنية بهدف إحلال السلام والاستقرار في اليمن والمنطقة".
*توسيع العلاقات مع الدول العربية والإسلامية
وحول أثر هذه التفاهمات على علاقات طهران بدول عربية أخرى، أشار عبد اللهيان إلى زيارته التي أجراها للأردن ولقائه الملك عبد الله الثاني، وكذلك إجرائه لقاءً مقتضبًا مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مؤكدًا دعم بلاده توسيع العلاقات الثنائية مع الدول الإسلامية والعربية، لا سيما مصر والأردن.
وقال: إن هناك تطورات سريعة تحصل في المنطقة؛ فبعد فترة من التوترات المتلاحقة ثمة ظروف مختلفة"، ورأى أن "قادة المنطقة يتفهمونها ويدركون الحاجة إلى التركيز على الحوار والسلام والتعاون".
وأبدى وزير الخارجية الإيراني أمله في انطلاق جولة مباحثات جديدة بين سوريا وتركيا على مستوى نواب وزراء خارجية البلدين، إضافة إلى إيران وروسيا، للعمل على تنحية سوء الفهم، مشددًا على أن بلاده تدعم أي مبادرة تسهل سد الثغرات في المنطقة، ومؤكدًا حرص الرئيس الإيراني على استمرار المباحثات بهدف الوصول إلى حلول المشاكل بين تركيا وسوريا.
*المفاوضات لن تستمر للأبد
وعن مفاوضات الملف النووي، قال عبد اللهيان: "نحن وصلنا إلى فكرة مفادها أن الوصول إلى الاتفاق ممكن، شريطة أن تتحلّى الإدارة الأميركية بالواقعية"، لافتًا إلى أن مقترحًا بدأ يتبلور في البرلمان الإيراني يقوم على أن المفاوضات لا يجب أن تستمر إلى الأبد.
وأضاف: "هناك نافذة للعودة إلى خطة العمل الشامل المشتركة، وهي لن تظل مفتوحة للأبد، لكن مسار التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية بنّاء"، مبينًا أن التصريحات التي أدلى بها المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي تؤكد ذلك.
وفي شأن تبادل السجناء بين إيران والولايات المتحدة، شدّد عبد اللهيان على أن "هذه القضية إنسانية، ولا يجب ربطها بمخرجات الاتفاق النووي أو خطة العمل الشامل المشتركة"، مؤكدًا جاهزية إيران ضمن إطار المفاوضات والاتفاقات السابقة لاتخاذ خطوات في هذا الملف.