الخليج والعالم
"ذا إنترسبت": لمحاكمة المسؤولين الأميركيين عن غزو العراق ودفع التعويضات
توقف بيتر ماس في مقالة نُشرت على موقع "ذا إنترسبت" تحدّث فيها عن تجاهل الضحايا المدنيين نتيجة الحرب على العراق، مشيرًا إلى أنَّ "ذلك إنما يساعد على تجنب التقييم الصريح للحرب وكذلك لإرث ومستقبل السياسة الخارجية الأميركية".
وشدّد الكاتب على أنَّ "حجم المأساة في العراق يقتضي تغيير وجهة الخطاب، بحيث يجب أن يتمحور النقاش حول ضرورة محاكمة شخصيات مثل الرئيس الأسبق جورج بوش الابن ونائبه ديك تشيني ووزيرة الخارجية وقتها كونداليزا رايس".
كما تحدث في السياق نفسه عن ضرورة دفع التعويضات للعراق وفرض حظر دستوري على استخدام القوة العسكرية من أجل حل الخلافات، على غرار الحظر الذي فرض على اليابان بعد الحرب العالمية الثانية.
وأوضح أنَّ الأميركيين لا يبالون حتى بوفاة أبناء الوطن، لافتًا إلى وفاة أعداد كبيرة من المدنيين في أميركا نتيجة وباء الكورونا.
كذلك ذكر الكاتب في الإطار نفسه الوفيات الناتجة عن عنف السلاح وتعاطي المخدرات وغيره، حيث خلص إلى أنّ أميركا تقتل مواطنيها بوتيرة أعلى بكثير من دول نظيرة.
وأضاف أنَّ الوضع يزداد سوءًا إذ إن معدل الحياة في الولايات المتحدة يتراجع في الوقت الذي يرتفع في دول نظيرة.
ولفت الكاتب إلى أنَّ لدى الولايات المتحدة تاريخا طويلا من العنف الخارجي وكذلك الداخلي، وأن ذلك يعود إلى الحروب العديدة التي خاضتها أميركا ونظام العبودية الذي استمر على مدار أجيال.
وفي سياق متصل، كتب المؤرخ الأميركي المعروف أندرو باسيفيتش مقالة نشرت بمجلة "The American Conservative" أكَّد فيها أنَّه وبعد مرور عشرين عامًا منذ بدء الحرب على العراق، تبين بشكل واضح أن أميركا ليست من المنتصرين في هذه الحرب.
واعتبر الكاتب أنَّه يتضح أكثر فأكثر أن الصين هي طرف منتصر، مشيرًا إلى أنَّ الأخيرة تجنبت أي تورط مباشر في الحرب على العراق وإلى أنها اختارت في المقابل المسار الدبلوماسي، كما أردف أنَّ السياسة هذه بدأت تؤتي ثمارها بحسب المؤشرات.
كما أضاف أنَّ "الحرب على العراق وإذا ما وضعت الحملة الدعائية جانبًا، كانت تتمحور بشكل أساس حول تبديد أي شكوك حيال الطرف المسيطر في منطقة الخليج".
وأوضح أنَّ الإذلال الذي أصاب الولايات المتحدة في الحادي عشر من أيلول عام 2001 حيث لم تستطع الولايات المتحدة التصدي لتسعة عشر خاطفًا، أثار الشكوك حول التفوق الأميركي الإقليمي، وتابع أنَّ تحقيق نصر حاسم وسريع ضد صدام حسين هو بمثابة درس لأي جهة قد ترغب في استهداف الولايات المتحدة.
كما لفت الكاتب إلى تداعيات للحرب مثل زعزعة استقرار المنطقة و"تسميم" الوضع السياسي الداخلي الأميركي، مبينًا أنَّ التهور الأميركي في الذهاب إلى هذه الحرب ساهم بشكل كبير في نشوء "داعش" وصعود دونالد ترامب.
أما عن الصين، فقال الكاتب "إنَّها تجد نفسها في موقع حيث تستفيد على حساب واشنطن"، مشيرًا إلى نجاح بكين في الوساطة بين السعودية وإيران لإعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
كما تطرق إلى استفادة الصين من الورطة الناتجة عن السعي الأميركي لتحقيق الهيمنة في منطقة الخليج من خلال العمل العسكري، مؤكدًا أنَّ المؤسسة الأميركية تشعر بالإهانة عندما يقوم أي طرف آخر بأخذ المبادرة في منطقة تصنفها واشنطن دائمًا بأنها حيوية للولايات المتحدة.
وفي الختام قال الكاتب "إن الذكرى السنوية العشرين لبدء الحرب على العراق قد تكون اللحظة المناسبة للاعتراف بالفشل الأميركي في هذه الحرب وبالتالي ضرورة الخروج من العراق والسماح لبكين بأن تحاول هي "تحمل أعباء" المنطقة".
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
24/11/2024
مادورو يعلن تأسيس حركة شبابية مناهضة للفاشية
24/11/2024