الخليج والعالم
أميركا وحلفاؤها يخططون لإبقاء العقوبات المفروضة على سورية
دمشق ــ علي حسن
في الوقت الذي بدأت فيه سورية تلملم جراحها وتخرج من العزلة والحصار الدولي المفروض عليها منذ اثني عشر عامًا، كثفت الولايات المتحدة الأميركية وحلفاؤها الغربيون محاولاتهم لابقائها في النفق المظلم الذي وقعت فيه منذ العام 2011.
وفي هذا السياق، أطلقت كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا بيانًا مشتركًا دعت فيه إلى محاسبة الحكومة السورية بحجة ما وصفته بالفظائع التي ارتكبتها، بحد زعمهم، وتعهدت هذه الدول بعدم التطبيع مع الحكومة السورية وعدم رفع العقوبات عنها.
وزعم البيان المشترك أن الحكومة السورية "تدعم الارهابيين وتسمح لهم بتهديد الأمن الاقليمي".
وشدد البيان على عدم المشاركة في تمويل أو إعادة إعمار سورية، داعيًا المجتمع الدولي إلى التعاون من أجل محاكمة القيادة السورية ومحاسبتها.
وتعليقًا على هذا الموضوع، قال المحلل السياسي إسماعيل مطر لموقع "العهد" الإخباري إن البيان الصادر عن هذه الدول لم يكن مستغربًا، فهو يتماهى مع السياسة العدوانية المنتهجة ضد سورية منذ أمد طويل نتيجة مواقفها المعادية للهيمنة الغربية وتمسكها بالحق العربي ولاسيما القضية الفلسطينية.
وبحسب مطر، فإن اللافت هو توقيت البيان، الذي يأتي في وقت تتفلت فيه سورية من العزلة التي وقعت بها وتطوي آخر صفحات صراعها مع الإرهاب التكفيري.
وأكد مطر أن البيان المشترك لهذه الدول يعكس هواجسها وتخوفاتها أكثر مما يعكس قوتها وقدرتها على التأثير، فقد استنفذ الغرب جميع أوراقه في استنزاف سورية وإغراقها في مستنقع الخراب والدمار، ولم يعد لديه ما يضيفه في هذا الشأن، خاصة أن الجو العام في المنطقة هو جو تصالحي، وهناك رغبة ملموسة لدى كل العواصم والبلدان في المنطقة بفتح صفحة جديده وإنهاء مظاهر التوتر والصراع بين دول الإقليم الأساسية، معتبرًا أن كيان العدو سيكون الخاسر الأكبر من هذه التفاهمات وراعيته الولايات المتحدة التي تنظر بقلق شديد لتوسع الدور الصيني في المنطقة على حساب نفوذها ونفوذ الدول الغربية المنشغلة بأزماتها الخانقة واقتصادها المتهالك.
واستهجن مطر الاتهام الغربي لسورية بدعم الارهابيين وتهديد الأمن الاقليمي، سائلًا: "كيف للدول التي دربت ومولت وأرسلت مئات الآلاف من الارهابيين أن تتهم سورية المتضرر الأول من الإرهاب بدعمه؟"، مشيرًا إلى أن مصطلح "تهديد الأمن الإقليمي" يشير بوضوح إلى أن المقصود هو أمن الكيان الصهيوني العدواني، والإرهابيون المعنيون ليسوا إلا المقاومة التي تقض مضاجع الاحتلال وتؤرقه، وهذه بيضة القبان التي يبني عليها الغرب سياسته في المنطقة.