معركة أولي البأس

 

الخليج والعالم

آثار الاتفاق الثنائي بين طهران والرياض تتصدّر اهتمامات الصحف الإيرانية
13/03/2023

آثار الاتفاق الثنائي بين طهران والرياض تتصدّر اهتمامات الصحف الإيرانية

ما زالت الصحف الإيرانية مهتمة برصد وترقّب الآثار المترتبة على الاتفاق الثنائي بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والمملكة العربية السعودية برعاية صينية، حيث كتبت صحيفة "كيهان" في عددها الصادر اليوم "إن الرياض وافقت في بكين على استئناف العلاقات السياسية مع طهران، وهذا الموضوع "أثار" قلق الغرب، وخاصة الولايات المتحدة والكيان الصهيوني".

وأوضحت الصحيفة أن "واشنطن أعلنت أنها ترحب بأي تخفيف للتوترات في المنطقة، بينما التزم مسؤولو "تل أبيب" الصمت، لكن قادة المعارضة - نفتالي بينيت ويائير لابيد - وصفا الاتفاق بأنه خراب لعملية التطبيع العربي الإسرائيلي، وألقيا باللوم على رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو". 

وفي الوقت نفسه، لفتت الصحيفة إلى أن "معظم وسائل إعلام العدو اعتبرت أن الاتفاق الثلاثي بين إيران والسعودية والصين انتصار مهم لطهران".

وأضافت "كيهان" أنّه "منذ حوالى سبع سنوات وبعد عام واحد فقط من اندلاع الحرب المتعدّدة الأطراف ضد الشعب اليمني المظلوم، قطعت السعودية علاقاتها السياسية مع الدولة الوحيدة التي وقفت إلى جانب المظلومين، خصوصًا بعدما تم حرق سفارتها في إيران من قبل بعض الشباب، فيما أعلنت طهران أن ذلك المبرر لقطع العلاقات غير صحيح لأن نظام الجمهورية الإسلامية أدان هذا الحدث قبل غيره، فمن الواضح تمامًا أن السعودية قطعت العلاقات مع طهران احتجاجًا على وقوف إيران مع الشعب اليمني المظلوم في هذه الحرب القاسية". 

وبحسب "كيهان"، فإن مجرى الحرب في هذه السنوات الثماني لم يكن في صالح السعوديين، خلافًا لتوقعات الرياض، فقد امتدت الحرب من اليمن إلى جغرافية السعودية والإمارات وألحقت أضرارًا كبيرة بالموانئ السعودية والإماراتية واحتياطيات ومنشآت نفطية وناقلات نفط، وهذا ما تسبّب بزيادة تكاليف هذه الحرب مع انخفاض حاد في احتياطيات النقد الأجنبي السعودي، كما كانت التكاليف والخسائر التي تكبدتها الإمارات مرتفعة للغاية".

وتابعت كيهان أنه من ناحية أخرى، تمكن اليمنيون خلال الحرب من إعادة بناء نظامهم العسكري وسلاحهم وإيصاله إلى نقطة مفاجئة، فقد تسبّب بناء صواريخ باليستية يصل مداها إلى أكثر من 1000 كيلومتر داخل اليمن في ذعر رواد الحرب، وبالتالي اضطر المسؤولون الأمنيون في الرياض للقاء القادة اليمنيين في مسقط والاتفاق معهم على وقف إطلاق النار.

وختمت "كيهان": "يصعب على الغرب أن يتسامح مع الاتفاق السعودي في بكين، لأن السعودية عضو مهم في النادي الإقليمي الأميركي، ولهذا السبب فإن بعض وسائل الإعلام قيّمت الاتفاق السعودي في بكين على أنه علامة على الاختلاف بين الرياض وواشنطن".

الدبلوماسية الإيرانية في حركة متسارعة

في سياق آخر، تطرقت الصحف إلى زيارة نائب وزير الخارجية علي باقري إلى عمان، واعتبرت أنها تشير إلى تسريع جهود هذا البلد للحد من القضايا الخلافية في مفاوضات رفع العقوبات.

وكان قد توجّه باقري إلى مسقط والتقى وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي والنائب الدبلوماسي لوزارة الخارجية العمانية خليفة الحارثي لاستئناف التفاهم بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وبحسب صحيفة "إيران"، فإنه يمكن اعتبار عُمان واحدًا من اللاعبين الفاعلين في المنطقة، والتي لخصت الجانب الأكثر أهمية في علاقتها الدبلوماسية مع طهران في السنوات الأخيرة، وهو دور الدولة الوسيط في ما يتعلق بالجمهورية الإسلامية والدول التي لها نزاعات معها. 

وأضافت: "في ظل استمرار نهج مسقط السلمي في المنطقة، لم يكن بعيدًا عن التوقع أنه بعد تعليق مفاوضات رفع العقوبات، ستستأنف السلطات العمانية دورها لكسر الجمود في المفاوضات، وكان وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان الذي زار مسقط في كانون الأول الماضي، قد صنّف عمان كواحد من الوسطاء الرئيسيين لاتفاق طهران النووي مع القوى العالمية، وقال "إن هذه الدولة بذلت جهودًا جادة في هذا الصدد في الأشهر الماضية، وهذه الجهود مستمرة".

ووفقًا لـ "إيران"، فإنه بالتزامن مع المشاورات المهمة في مسقط، فقد أوضح وزير الخارجية الإيراني تفاصيل الاتفاق الأخير بين إيران والمملكة العربية السعودية في حديث مع وسائل الإعلام الوطنية، حيث أشار عبد اللهيان إلى أن طرح هذا الاتفاق كان في اجتماع "بغداد 2" الذي عقد في كانون الأول الماضي، قائلًا "إنه جرت محادثة أولية بينه وبين وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان في مكان إقامته، في لقاء استمر لبضع دقائق".

وفي جزء آخر من كلامه تحدث وزير الخارجية عن جهود تبادل الأسرى الإيرانيين الأميركيين، وأكد أنه إذا كانت الولايات المتحدة مستعدة، فيمكن إبرام هذه الاتفاقية قريبًا، معتبرًا أنه إذا سارت الأمور على ما يرام من الجانب الأميركي، فسيتم هذا التبادل في الأيام المقبلة.

وقال عبد اللهيان "إننا نعتبر هذه القضية قضية إنسانية بالكامل، فمنذ آذار من العام الماضي، تم التوقيع والموافقة بشكل غير مباشر على وثيقة بيننا وبين الجانب الأميركي في هذا الصدد، لكن الأرضية جاهزة الآن لتنفيذها، وفي رأينا كل شيء جاهز، والجانب الأميركي في مرحلة التنسيق الفني الأخير".

وأعرب وزير الخارجية عن أمله في أن تظهر الولايات المتحدة استعدادها لاتخاذ هذا الإجراء، ولكن بعد ساعات من هذا الموقف، نفى المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس الجهود المبذولة لاتخاذ هذا الإجراء.

ونقلت صحيفة "إيران" عن وزير الخارجية قوله "إن إزالة الاتهامات الباطلة ضد إيران في الوكالة هي قضية مهمة، وأحد الخطوط الحمراء"، مضيفًا: "في زيارة المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رفائيل غروسي الأخيرة لطهران، تم إحراز تقدم جيد وهناك تعاون قوي بين منظمة الطاقة الذرية والوكالة". 

إصدار حكم الإعدام بحق أحد الإرهابيين

واهتمت الصحف بخبر إصدار حكم الإعدام بحق "حبيب فرج الله جعب" الملقب بـ "حبيب أسيود"، وهو زعيم جماعة "حركة النضال" الإرهابية، وقام، بحسب محتويات ووثائق ملفه وأوراق اعتماده بتنظيم مجموعة من الإرهابيين لأجل القيام بعمليات ضد الشعب الإيراني، إحداها الهجوم على موكب القوات المسلحة في الأهواز منذ حوالى أربع سنوات، مما أدى إلى استشهاد 25 مواطنًا بينهم طفل، وإصابة 249 آخرين.

كما نفذت جماعة حركة النضال عمليات إرهابية دموية أخرى ضد أمن الشعب الإيراني، من بينها تفجيرات في مبان حكومية وسطو مسلح.

وبحسب تقرير صحيفة "وطن أمروز"، فقد كان جعب آخر قادة هذه المجموعة الباقية، الذي اعتقلته قوات الأمن التابعة للشعب الإيراني بعد أن غادر السويد بحيل استخباراتية.

وقالت الصحيفة "إنه بعد إلقاء القبض على المتهم واستكمال التحقيق وإصدار لائحة الاتهام، عقدت جلسات عديدة بحضور المتهم ومحاميه وأهالي شهداء الاغتيالات، وبحسب الأدلة في القضية، وجدت المحكمة أن ذنب المتهم مؤكد وحكمت على فرج الله جعب بالإعدام، وأخيرًا، وبعد استئناف محامي المتهم، خضعت القضية مرة أخرى لتحقيقات قانونية وقضائية شاملة ومفصلة في المحكمة العليا، وبعد هذه التحقيقات، أعلنت المحكمة العليا في قرارها أن حكم الإعدام الصادر بحقه موافق للقانون والشريعة ولا ينظر إلى الاستئناف والاعتراض".

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم