الخليج والعالم
حكومة العدو تشكل تهديدًا للولايات المتحدة
أكد الكاتب الأميركي توماس فريدمان أن العدو الإسرائيلي يواجه أكبر صراع تاريخي داخلي منذ تأسيس الكيان الصهيوني، (في إشارة إلى موضوع استقلالية القضاء)، محذرًا من أن هذا الموضوع قد يثير الإنقسامات داخل المعسكر الأميركي اليهودي، وذلك إذا ما نجح رئيس وزراء حكومة العدو بنيامين نتنياهو بما وصفه "بسحق استقلالية القضاء".
وفي مقالة نُشرت بصحيفة "نيويورك تايمز"، تابع الكاتب أن "التباعد في المصالح بين الأميركيين اليهود من جهة و"إسرائيل" من جهة أخرى بدأ منذ أعوام، إلا أنه جرى تخطيها".
وقال "إن نتنياهو يعزز الشراكة مع الأحزاب الأكثر تطرفًا منذ حوالى عام 2009، ويتبنى مقاربة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب".
وأضاف إن "نتنياهو وفريقه تجاهلوا الأميركيين اليهود "الليبراليين" وركزوا في المقابل على كسب دعم الجمهوريين وقاعدتهم "الإنجيلية"".
واعتبر الكاتب أن الشخصيات القيادية من الأميركيين اليهود لم يعد أمامهم خيارًا سوى الوقوف مع أحد المعسكرين، وذلك في ظل مضي حكومة نتنياهو في محاولتها "سحق استقلالية القضاء"، مضيفًا أن مساعي الحكومة الإسرائيلية في هذا السياق تشعل الإنقسامات داخل المجتمع الإسرائيلي.
كما تابع الكاتب أن المظاهرات ضد "انقلاب نتنياهو القضائي" تحولت إلى تمرد أوسع نطاقًا من قبل الذين هم الأكثر إنتاجية في المجتمع الإسرائيلي.
وأشار إلى أن الغالبية الساحقة من عناصر الاحتياط في وحدة جوية نخبوية أبلغوا القادة الضباط أنهم لن يشاركوا في التدريبات.
وفي الوقت نفسه، لفت الكاتب إلى أن أغلب المنظمات الأميركية اليهودية وقادتها ليسوا مجهزين لخوض مثل هذه المعركة، مسميًا في هذا السياق "لوبي أيبك". وأردف أن هذه المنظمات ومنذ خمسة وسبعين عامًا تستجيب لما يمليه نتنياهو عليهم، ولم يسبق أن طلب منهم الاختيار ما بين رئيس وزراء "إسرائيل" والطيارين العسكريين، مشددًا على أنه لم يعد أمامهم خيارًا في هذا المجال.
في سياق متصل، تحدث الباحث في المعهد الإسرائيلي للسياسات الخارجية الإقليمية يوناتان توفال في مقالة نُشرت على موقع "National Interest" عن الخطر الذي تشكله الحكومة الإسرائيلية على المصالح الأميركية الإسرائيلية المشتركة.
وقال الكاتب "إن الحكومة الإسرائيلية لا تقوض المصالح الأميركية بالجبهة الفلسطينية فحسب"، محذرًا من أن انعدام الاستقرار في الأراضي المحتلة يحمل معه خطر الانتقال إلى داخل الأردن، مشيرًا إلى أن غالبية سكان هذا البلد هم من أصول فلسطينية.
ولفت إلى أن الأردن مصنفة شريك أساسي للولايات المتحدة، وبالتالي فإن تعرض استقرار الأردن للخطر يقوض المصالح الأميركية الاستراتيجية.
كذلك تحدث عن تداعيات في بلدان أخرى مثل مصر والسعودية وغيرها قد تتناقض والمصالح الأميركية، مثل قمع المظاهرات وحرية التعبير لمن قد ينتقد إقامة العلاقات بين أنظمة هذه الدول والعدو.
وتابع أن السياسات الإسرائيلية في فلسطين تعرض الولايات المتحدة لتهم ازدواجية المعايير من قبل جهات دولية عدة.
وأضاف أن انهيار ما أسماها "الديمقراطية الإسرائيلية" سيخلق للولايات المتحدة تحديات جديدة في جبهات مختلفة، مثل سياستها حيال الصين في ملفات مثل "هونغ كونغ" و"تايوان"، وكذلك مساعيها للاستفادة مما أسماه الغضب الشعبي في إيران بغية إجبار طهران على تقديم التنازلات للتوصل إلى اتفاق نووي معدل.
وفي الختام، قال الكاتب "إن الأضرار التي تلحقها حكومة العدو بالمصالح الأميركية لا تقل عن الأضرار التي تلحقها بالقيم الأميركية".
كما شدد على أنه حان الوقت كي تواجه واشنطن هذا الواقع وتنظر في الضرر الذي ستلحقه حكومة نتنياهو بالمصالح الاستراتيجية الأميركية داخل الشرق الأوسط وخارجه.