الخليج والعالم
تحركات اسرائيلية على الحدود مع سوريا
دمشق ـ علي حسن
في الوقت الذي يتزايد فيه الانفتاح الاقليمي والدولي على سوريا برزت في الاونة الأخيرة بوادر تصعيد اسرائيلي تجاهها لم يتوقف عند حدود الغارات الجوية الاعتيادية التي تنفذها من وقت لاخر واستمرت فيها حتى أثناء كارثة الزلزال بل تعدت ذلك إلى تحركات على الحدود بدأت قبل أيام بالقاء مناشير ورقية تحذيرية ثم اتبعتها عمليات قصف استهدفت مواقع للجيش السوري في القنيطرة.
وفي التفاصيل كشفت مصادر متطابقة، أن قصفا إسرائيليا استهدف أحد مواقع قوات الجيش السوري في القنيطرة جنوبي سوريا، امس الخميس، وقالت هذه المصادر إن قصفا اسرائيليا استهدف موقعا عسكريا في قرية بئر عجم جنوبي بلدة القنيطرة، بحجة استهداف مجموعة كانت تحاول الاقتراب من برج "الزراعة" في جنوبي الجولان السوري المحتل غرب بلدات بريقة وبئر عجم التابعتين للقنيطرة.
ويأتي هذا القصف بعد يوم من إلقاء مسيرات إسرائيلية منشورات ورقية في المناطق الحدودية بريف القنيطرة، طالبت الجيش السوري بعدم التعاون مع "حزب الله" وبحسب المنشورات "لن نقبل استمرار تواجد حزب الله في قاعدة تل الحارة العسكرية والتعاون معه في أي طريقة وفي أي حال من الأحوال وفي سياق متصل قالت هيئة البث الإسرائيلية، إن المحكمة المركزية الإسرائيلية في الناصرة، قدمت لائحة اتهام ضد المواطن السوري غيث محمد العبد الله بتهمة التعامل مع المقاومة والتجسس لصالحها وكانت قوات الاحتلال قد اختطفته قرب المنطقة الحدودية التي يسكن بها أوائل العام الحالي.
توقيت مشبوه وغايات واضحة
وفي قراءته لتوقيت التصعيد الاسرائيلي وأهدافه قال المحلل السياسي اسماعيل مطر لموقع "العهد" الاخباري أن كيان العدو يشعر بقلق شديد من الانفتاح العربي والدولي على سوريا خاصة بعد كارثة الزلزال التي حلت بها حيث بدا أن عددا كبيرا من تلك الدول كان تواقا لاعادة العلاقات مع سوريا وجاءت كارثة الزلزال لتعطيه الحجة الكافية لكسر الحصار واعادة التواصل مع دمشق.
ورأى مطر أن كيان العدو ابدى انزعاجه الشديد من ذلك الانفتاح لذلك سارع إلى معاودة غاراته الجوية والتي استهدفت في المرة الأخيرة منازل المدنيين بشكل واضح وادت إلى استشهاد عدد كبير منهم، كما أنها بدأت بتسخين المنطقة الحدودية عبر عمليات قصف متتالية، وكل ذلك من اجل افتعال مواجهة توقف فك العزلة عن دمشق وتبقي سوريا في مستنقع الأزمة المدمرة التي دخلت بها منذ اثني عشر عاماً.
للتصعيد اسبابه الداخلية أيضا
المحلل السياسي مطر رأى أيضا أن الوضع المتأزم داخل كيان العدو كان سببا إضافيا بل وازنا لهذا التصعيد ورأى أن اندلاع المظاهرات العنيفة داخل كيان الاحتلال ووجود حكومة هي الأكثر تطرفا منذ نشوئه وحتى اليوم ساهم أيضا في دفع الحكومة الاسرائيلية إلى محاولة تصدير أزمتها الداخلية عبر عدوان خارجي ينشغل به جمهوره المتعطش لسفك الدماء ويلهيهم عن ازماتهم الحادة داخل الكيان.
إلا أن مطر استبعد أن ينجح كيان العدو بتحقيق اهدافه نتيجة عمق الأزمة الداخلية التي وقع بها وتصاعد عمليات المقاومة الفلسطينية خاصة في الضفة الغربية التي تشكل الخاصرة الرخوه لكيان الاحتلال ومستعمراته الكبرى في فلسطين المحتلة.