الخليج والعالم
النفط والعدوان على اليمن يعيدان الخلاف بين الرياض وأبو ظبي
في سياق التنافس المتزايد بين الرياض وأبو ظبي على المال والنفوذ، عادت الخلافات بين الجانبين لتظهر إلى العلن بسبب تباين مصالحهما في ملفي النفط والحرب على اليمن.
ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن مصادر مطلعة قولها، إن "مستشار الأمن القومي طحنون بن زايد آل نهيان، سافر مرارًا وتكرارًا إلى السعودية للقاء زعيمها الفعلي الأمير محمد بن سلمان، لكن ذلك فشل في تخفيف التوترات".
وكشفت المصادر أنه "في مناسبة واحدة على الأقل بعد قمة كانون الثاني/يناير في أبو ظبي، لم يتمكن طحنون من تأمين لقاء مع ولي العهد السعودي"، وقالت: "عندما استضافت أبو ظبي قمة لقادة الشرق الأوسط في قصر ساحلي مطلع العام الحالي، كان هناك غياب صارخ لابن سلمان، وقبل شهر من ذلك، تغيب قادة الإمارات عن قمة صينية عربية رفيعة المستوى في الرياض".
وأوضحت الصحيفة أن "الخلافات بشأن 3 ملفات هي التنافس على الاستثمار الأجنبي والنفوذ في أسواق النفط العالمية ومسار الحرب على اليمن، كانت حبيسة الغرف المغلقة لكنها بدأت تتسرب بشكل متزايد للعلن".
ولفتت إلى أن "هذا الخلافات المتفاقمة بين الرياض وأبوظبي تهدد بإعادة ترتيب التحالفات في الخليج الغني بالطاقة، في وقت تسببت العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا بارتفاع أسعار النفط الخام وخلط الأوراق في عملية صنع القرار في منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك).
العدوان على اليمن يعمق الخلاف
وبحسب الصحيفة، فإن الخلاف الأكثر حدة بين الجانبين يتجسد في تباين وجهات النظر بين ابن سلمان وابن زايد حول مسار الحرب على اليمن.
ونقلت عن مسؤولين خليجيين أنّ "الإمارات، التي سحبت قوّاتها البرية عام 2019، لا تزال تخشى التهميش في القرارات المتعلقة بمستقبل الصراع هناك"، لافتين إلى أن "غاية الإمارات هي الإبقاء على موطئ قدم لها في الساحل الجنوبي للبلاد، وتوجيه موارد القوة إلى البحر الأحمر من أجل تأمين الممرات البحرية بين موانئها والعالم".
ووفق ما كشفه مسؤولون خليجيون، فإنّ "الإمارات وقّعت اتفاقية أمنية مع الحكومة المدعومة من النظام السعودي تتيح لقواتها التدخل في حالة وجود "تهديد وشيك"، وتدريب "قوات يمنية" في الإمارات، وتعميق التعاون الأمني، وكذلك بناء قاعدة عسكرية ومدرج في جزيرة قرب باب المندب، عند الحافة الجنوبية للبحر الأحمر".
وبحسب المصادر، "فإنّ المسؤولين السعوديين اعترضوا سرًّا على الاتفاق الأمني والخطط الخاصة ببناء قاعدة عسكرية، واعتبروا أن الإمارات بذلك تعمل ضد أهداف النظام السعودي في اليمن، المتمثّلة أساسًا في تأمين حدودها ووقف الهجمات الحوثية بالطائرات المسيّرة والصواريخ".
وذكرت الصحيفة أن "النظام السعودي نشر قوات سودانية من التحالف في مناطق قريبة من مواقع العمليات الإماراتية، وهو ما اعتبره مسؤولون إماراتيون "تكتيكات ترهيب""، وفق مسؤولين خليجيين.
"أوبك"
وقالت الصحيفة إن "الخلاف بين الرياض وأبوظبي امتد إلى منظمة "أوبك" التي يقودها النظام السعودي، حيث ما زالت الإمارات مضطرة لأن تضخ في السوق أقل بكثير من مدى استطاعتها، وهو ما يضرّ بعائداتها من النفط.
ونقلت الصحيفة عن مندوبين في "أوبك" قولهم إن "الإمارات تضغط منذ فترة للسماح لها بضخ المزيد من النفط، لكن السعوديين يمانعون". وبموازاة ذلك يلمح مسؤولون إماراتيون، تحدّثت إليهم الصحيفة، إلى أنّ أبوظبي تجري مناقشة داخلية الآن حول مغادرة "أوبك" بالكامل، مؤكدين أن "الخلافات الأخيرة مع السعودية أعادت إحياء الفكرة المنظمة النفطية".
واصطدم الإماراتيون مع السعوديين في تشرين الأول/أكتوبر الماضي عندما قرر تحالف "أوبك +" (مجموعة تضم 13 دولة تضم أوبك و 10 دول أخرى بما في ذلك روسيا) خفض إنتاج النفط بشكل كبير لدعم أسعار الخام.
في العلن، أبدت الإمارات دعم خفض الإنتاج، لكن المسؤولين الأميركيين قالوا إن الإماراتيين أخبروهم سرا أنهم يريدون ضخ المزيد تماشيا مع رغبات واشنطن، لكنهم (الإماراتيون) واجهوا مقاومة من السعودية.