معركة أولي البأس

الخليج والعالم

تحريضٌ صهيوني على ضرب إيران: لاعتماد أساليب تفوق العقوبات والقوة العسكرية
03/03/2023

تحريضٌ صهيوني على ضرب إيران: لاعتماد أساليب تفوق العقوبات والقوة العسكرية

كتب كلٌّ من مارك فوكس وأندرو غاليلي وآري سيروسيل وهم باحثون في المعهد اليهودي للأمن القومي الأميركي (JINSA)، مقالة نُشرت على موقع "National Interest" زعموا فيها أنَّ إيران تقوم بترهيب الشرق الأوسط عبر الصواريخ والمسيرات منذ أعوام، وأنها تقوم بالمثل مؤخرًا في أوكرانيا.

واعتبر الكتاب أنَّ الكيان الصهيوني هو الوحيد الذي يتصدى باستمرار لما أسموه تهديدات طهران للأمن الإقليمي والعالمي. كما اعتبروا أنَّ على الولايات المتحدة تشجيع ودعم "إسرائيل" وكذلك الانضمام إليها في التحرك من أجل منع إيران من "تنفيذ الإرهاب وتطوير برنامجها النووي".

وتابع الكتاب أنَّ "المسيَّرات الإسرائيلية ضربت ثلاثة أهداف إيرانية خلال فترة ما بين الثامن والعشرين والثلاثين من كانون الثاني/يناير الماضي، وهي منشأة عسكرية في أصفهان وموكب تابع لقوات حرس الثورة على الحدود السورية العراقية، وكذلك عدد من قادة مجموعات متحالفة مع إيران في سورية".

ولفتوا إلى أنَّ كيان العدو تبنّى "عقيدة الأخطبوط" خلال عهد رئيس الوزراء السابق نفتالي بينيت والتي تقوم على فرض أثمان بشكل مباشر على "الرأس الإيراني" بالإضافة إلى حلفائها في الشرق الأوسط.

كذلك قالوا إن "إسرائيل" شنت أكثر من 400 ضربة جوية ضدَّ ما أسموه توسع إيران العسكري الإقليمي خلال الأعوام الثمانية الأخيرة، والتي تشمل 350 ضربة جوية في سوريا وأكثر من 50 ضربة جوية في لبنان و4 ضربات جوية في إيران وضربة جوية واحدة في العراق، معتبرين أنَّ الولايات المتحدة أكثر ليونة بكثير في مواجهة إيران.

ورأى الكتاب أنَّ ما قامت به "إسرائيل" مؤخرًا هو دليل إضافي على مدى قيمتها كشريك أمني، بأنها الجهة الوحيدة التي تُعرقل تدفق المسيرات إلى روسيا. كما دعوا إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى اللجوء لأساليب تفوق العقوبات والعمل الدبلوماسي، مثل القوة العسكرية والعمل السري، وذلك من أجل ما أسموه تعطيل دعم إيران لروسيا.

وتحدث الكتاب عن ضرورة أن تتبنى الولايات المتحدة سياسة شبيهة "بعقيدة الأخطبوط" الإسرائيلية ضد إيران من خلال العمل العسكري المستمر والاستباقي. 

وبحسب هؤلاء، هذا يجب أن يستكمل تحوّلًا أكبر تجاه "خطة ب" للسياسة المتبعة حيال إيران، والتي يجب أن تشمل التنسيق الوثيق مع كيان العدو، إذ تحدثوا عن فشل واضح من قبل إدارة بايدن في المسار الدبلوماسي مع إيران.

كذلك رأوا أنَّه بإمكان الولايات المتحدة أن تستفيد من التنسيق الدبلوماسي والعسكري مع الكيان الصهيوني، حيث أشاروا في هذا السياق إلى المناورات المشتركة بين الطرفين الشهر الفائت والتي حملت اسم "جونيبر أوك"، وأضافوا أنَّ ذلك من شأنه أن يعزز الجهوزية المشتركة وأيضًا قدرة "إسرائيل" على التحرك بمفردها.

وحثّ الكتاب إدارة بايدن على الإسراع في إرسال ناقلات لإعادة تزويد الطائرات من طراز "KC-46A" بالوقود، مؤكدين أهمية ذلك في حال تطلب الأمر من "إسرائيل" ضرب منشآت إيران النووية.

كما تحدث الكتاب عن ضرورة أن تتبنى الولايات المتحدة مقاربة الشراكة الوطيدة مع "إسرائيل" من أجل إضعاف قدرات إيران، وأضافوا أنَّ "إسرائيل" صنعت نموذجًا للتصدي المباشر لعدوانية إيران وفق تعبيرهم، وأنَّ على أميركا أن تعتمد هذا النموذج.

العدو يريد حربًا أمريكية مع إيران

وفي سياقٍ متصل، نشر موقع "The Intercept" تقريرًا حمل عنوان "إسرائيل" الصقورية تجر الولايات المتحدة إلى حرب مع إيران، والذي أشار إلى تصريحات السفير الأميركي لدى كيان العدو توماس نيديس التي قال فيها إن بإمكان "إسرائيل" أن تقوم بما تحتاج القيام به وأن أميركا تدعمها في هذا السياق.

وقال الموقع إن ذلك بدا وكأنه موافقة لخطة قيام "إسرائيل" بمهاجمة منشآت إيران النووية بدعم أميركي. كما أشار إلى أن هذه التصريحات تأتي بعد المناورات العسكرية بين الولايات المتحدة و"إسرائيل" والتي جاءت في سياق استعراض القدرات على ضرب أهداف إيرانية. 

ولفت الموقع إلى أن وزير الخارجية الأميركي أنطوني بلينكن قال خلال مؤتمر صحفي إن كلام نيديس يعكس الدعم الأميركي الثابت لأمن "إسرائيل""، مؤكدًا أنَّ الولايات المتحدة واصلت دعم سياسات "إسرائيل" التصعيدية ضد إيران، بما في ذلك "عقيدة الأخطبوط".

وأوضح أن التصعيد الإسرائيلي يعني أن الولايات المتحدة أصبحت أمام احتمال نشوء نزاع كبير في الشرق الأوسط، بينما تستخدم كل طاقاتها من أجل مواجهة روسيا والصين. 

وتابع الموقع أن الخلاف الأميركي مع إيران هو من نواحٍ عدة نتاج للخلاف بين "إسرائيل" وإيران، محذرًا في الوقت نفسه من أن النزاع بين "تل ابيب" وطهران سيجر حتمًا الولايات المتحدة، وإدارة بايدن على ما يبدو تعطي الموافقة الضمنية لكيان العدو كي تتخذ خطوات من المرجح أن تؤدي إلى الحرب.

كذلك تحدث الموقع عن عوامل جيوسياسية أخرى للنزاع بين إيران و"إسرائيل"، مضيفًا أنَّ الولايات المتحدة تستنزف كل طاقاتها الدبلوماسية من أجل الحفاظ على تحالف ضد روسيا. ولفت إلى أنَّ الولايات المتحدة بدأت تعاني على هذا الصعيد، مستبعدًا أن تكسب الدعم إذا ما دخلت في حرب جديدة بالشرق الأوسط.

ونقل الموقع عن الخبير الأميركي المختص بالشأن الإيراني المعروف غاري سيك، أنَّ فكرة الحرب الجديدة في الشرق الأوسط لا تتمتع بشعبية في أي مكان من العالم، مشيرًا إلى أنَّ "تورط الولايات المتحدة بحرب مع إيران سيدفع بالكثير من الأميركيين إلى التساؤل عن سبب الدخول في حرب كبرى جديدة".

كذلك نقل الموقع عن سيك استبعاده أن يكون سيناريو الحرب مع إيران شبيهًا بالحالة الأوكرانية بحيث تندفع كل الأطراف إلى المعسكر الغربي (وفق تعبير الموقع).
 

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم

خبر عاجل