الخليج والعالم
دبلوماسية إيران النشطة والمبتكرة في قلب أوروبا محور اهتمام الصحف الإيرانية
ركّزت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الأربعاء الضوء على اللقاءات والمشاورات العديدة التي أجراها وزير الخارجية الإيرانية حسين أمير عبد اللهيان مع مسؤولي الدول الأجنبية في جنيف، والتي أظهرت دبلوماسية إيران النشطة والمبتكرة، حيث تم سرد رؤية ورواية إيران عن حقوق الإنسان وتم إبلاغ العالم بانتهاكات أميركا وأوروبا.
وفي هذا الصدد، كتبت صحيفة "كيهان" في عددها الصادر اليوم أن "عبداللهيان الموجود في جنيف للمشاركة في الاجتماع 52 لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة وكذلك الاجتماع السنوي لمؤتمر نزع السلاح حضر القسم رفيع المستوى من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، وذكر في جلسة مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة أمس الثلاثاء مواقف جمهورية إيران الإسلامية في ما يتعلق بحقوق الإنسان".
وقال عبداللهيان: "إنّ جمهورية إيران الإسلامية واصلت بحزم عملها في تنفيذ الالتزامات المتعلّقة بحقوق الإنسان وتدافع بقوة عن حقوق الأمة العظيمة لإيران". كما أشار رئيس السلك الدبلوماسي إلى الاضطرابات الأخيرة في إيران، وقال "إن دور الجماعات الإرهابية المناهضة لإيران كان واضحًا في الاضطرابات الأخيرة في إيران"، مضيفًا "إن بعض الدول الأوروبية شاركت في مساعدة الإرهاب في إطار المعايير المزدوجة التي تسلكها في كثير من الملفات، حيث قدموا تسهيلات مالية ولوجستية كبيرة لبعض العناصر الإرهابية".
وبحسب "كيهان" أشار عبداللهيان إلى انتهاك حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وقال "إن مفهوم حقوق الإنسان لم يتم الطعن فيه في أي مكان في العالم أكثر من فلسطين المحتلة"، وأضاف: "إن الانتهاك المنهجي لحقوق الإنسان والجرائم ضد الإنسانية من قبل النظام الصهيوني يجب أن يتم إيقافه، وطالما بقيت فلسطين تحت الاحتلال واستمرت جرائم "إسرائيل"، فمن الصعب أن يُنسب الفضل إلى آليات حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة".
كما أضاف عبد اللهيان: "إنّه لأمر مؤسف أن يطلب المجتمع الدولي نزع السلاح النووي والتزام الدول النووية بالتزاماتها بنزع السلاح لم يتم الوفاء به بعد، على الرغم من التزامها القانوني الصريح به، وقد استمرت الدول النووية في توسيع أسلحتها النووية في الممارسة العملية، للأسف وبدلاً من الالتزام بتعهدات نزع السلاح وخفض الأسلحة النووية والقضاء عليها من خلال اعتماد سياسات الأسلحة في إطار المفاهيم الأمنية والعسكرية، فإنها تبني وتنتج أجيالًا جديدة من الأسلحة النووية وتحديث ترسانتها النووية، ما يؤدي إلى إضعاف معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية وتهديد السلم والأمن الدوليين".
وتابع وزير الخارجية الإيراني: "بعض الدول النووية تعتبر معاهدة حظر الانتشار النووي ملزمة فقط للدول غير النووية وتعتبر نفسها محصنة من تنفيذها، ومع ذلك فإن خطورة الأخطار والتهديدات التي تسببها الأسلحة النووية تتطلب أن يكون نزع السلاح النووي باعتباره إحدى الركائز الأساسية لمعاهدة عدم الانتشار، الأولوية الرئيسية للمجتمع الدولي والمهمة الأكثر إلحاحًا قبل مؤتمر نزع السلاح".
وذكرت "كيهان": "تجدر الإشارة إلى أنّه على الرغم من مساعي أميركا والثورة المضادة لتهميش خطاب أمير عبد اللهيان، إلا أنّ هذا الخطاب جرى في جو هادئ وسلمي".
وصول سفينتين حربيتين إيرانيتين الى البرازيل
وعلى الرغم من ضغوط الولايات المتحدة رست سفينتان حربيتان في ريو دي جينيرو يوم الأحد بعد إذن من الحكومة البرازيلية، حدث هذا عندما طلبت الحكومة الأميركية من الحكومة البرازيلية الجديدة برئاسة لولا دا سيلفا عدم السماح لهاتين السفينتين بالرسو، وذلك في مؤتمر صحفي في 15 شباط/فبراير (قبل أسبوعين) حيث طلب سفير الولايات المتحدة من البرازيل عدم السماح للسفن الحربية الإيرانية بالرسو".
وبحسب تقرير صحيفة "وطن أمروز" سمحت البرازيل لسفينتين تابعتين للبحرية الإيرانية بالرسو في ميناء ريو لمدة أسبوع، ونقلت عن "رويترز" أن هيئة ميناء ريو قالت في بيان "إن السفينتين الحربيتين دخلتا الميناء صباح الأحد، هذا على الرغم من حقيقة أن بعض المصادر ووسائل الإعلام أعلنت الشهر الماضي أنه قبل رحلة لولا إلى واشنطن للقاء الرئيس الأميركي جو بايدن، استسلمت البرازيل لضغوط الولايات المتحدة ورفضت طلب إيران بإرساء هذه السفن في الميناء".
في ذلك الوقت، كتبت "رويترز": تم اتخاذ القرار الجديد للحكومة البرازيلية على الرغم من معارضة لولا دا سيلفا للعقوبات الاقتصادية التي تفرضها الولايات المتحدة الأميركية على إيران، ووعده باتباع سياسة خارجية محايدة.
وتابعت "وطن أمروز": قال مسؤول أميركي لـ"رويترز" الشهر الماضي "إن وجود سفن حربية إيرانية في ريو قبل اجتماع دا سيلفا مع بايدن يوم الجمعة "أمر غير مرغوب فيه" تعتزم واشنطن منعه، ووصف عدم تزامن زيارة الرئيس البرازيلي للولايات المتحدة مع وجود سفن إيرانية بأنها "بشرى سارة" وشدد على أن "العديد من المحادثات خلف الكواليس حول هذه القضية جرت على مستويات متعددة"، وقال متحدث باسم وزارة الخارجية البرازيلية: "ليس من الصحيح التلميح إلى أن واشنطن ضغطت على البرازيل من أجل هذه القضية".
ازدواجية السياسة الأميركية تجاه المفاوضات النووية
من جهتها، كتبت صحيفة " إيران" في عددها الصادر اليوم: "من الواضح لأي مراقب للمسؤولين الأميركيين وجود صورة مشوهة لعملية المفاوضات غير المباشرة، حيث أرسلت الدول الغربية الأطراف في الاتفاق النووي بقيادة الولايات المتحدة -في موقف يهدف إلى الحفاظ على مسار المفاوضات لرفع العقوبات- مبعوثيها إلى طهران واحدًا تلو الآخر في الأسابيع الأخيرة، وهو ما أعلنته الولايات المتحدة في حين نفى مسؤولون تبادل رسائل مع طهران، حيث نفى المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية "نيد برايس" إرسال رسالة من الولايات المتحدة إلى إيران في بيان مزعوم أمس.
جاء ذلك ردًا على تصريحات وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان مؤخرًا والتي أعلن فيها أن واشنطن بعثت برسالة إلى طهران عبر وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين.
وبحسب " إيران" "إن موقف هذا المسؤول الأميركي من رفض إرسال رسالة إلى طهران من قبل عدد من المسؤولين الدبلوماسيين رفيعي المستوى في المنطقة يظهر أن تطورات مفاوضات فيينا أصبحت وسيلة تناقضها الولايات المتحدة، حيث إن سلطات هذا البلد في الأسابيع والأشهر الأخيرة استخدمت كل أدواتها وإمكانياتها للتضخيم وإثارة الضجة بهدف تأجيج الفوضى في الأخبار حول المفاوضات النووية لتظهر عدم اهتمامها بالمفاوضات، لكنهم في الواقع يتخذون خطوات للتوصل إلى اتفاق".
وأضافت: "لا شك في أن التوصل إلى اتفاق أصبح عنصرًا حيويًا للأميركيين بعد انتهاء الاضطرابات، حيث يجب أن يكون لدى إدارة "بايدن" إجابة عن سياستها الخارجية الفاشلة تجاه جمهورية إيران الإسلامية، لكن هذا على الرغم من حقيقة أن رئيس الولايات المتحدة -الذي يجد نفسه الآن في موقف أضعف من ذي قبل بعد أن واجه عدة مواجهات متتالية مع إيران- لا يريد تكلفة باهظة من الإشارات العديدة التي يرسلها إلى طهران هذه الأيام مقابل استئناف المفاوضات مع وجود المعارضين للتفاوض على الساحة الداخلية الأميركية.