الخليج والعالم
الإقرار الأميركي بسلمية المشروع النووي الإيراني يتصدّر الصحف الإيرانية
الإقرار الأميركي بعدم جنوح الجمهورية الإسلامية الإيرانية نحو إنتاج أسلحة نووية وعودة الأنظمة العربية إلى سوريا، وتزايد غضب الصهاينة ضد حكومة بنيامين نتنياهو، كانت المواضيع الأبرز في الصحف الإيرانية الصادرة لليوم الاثنين.
وحول الموضوع النووي الإيراني نقلت صحيفة "إيران" عن "وليام بيرنز"، رئيس وكالة المخابرات المركزية الأميركية في مقابلة مع شبكة "سي بي إس" -رغم زعمه أن إيران كانت تنوي بالفعل إنتاج أسلحة نووية- قوله: "ليس لدى واشنطن دليل على أن الجمهورية الإسلامية قررت استئناف برنامجها لإنتاج أسلحة نووية"، ومع ذلك، يواصل بيرنز الإشارة إلى التقارير حول زيادة مستوى تخصيب اليورانيوم بنسبة تصل إلى 84٪، ويعتبرها الجانب الآخر من الأمر الذي أثار قلق بلاده.
وأضافت الصحيفة: صرح هذا المسؤول الأمني الأميركي الكبير برأي بلاده بأن "أنشطة إيران النووية غير مسلحة في خضم واحدة من أكثر اللحظات التاريخية حساسية في عملية تصعيد التوتر بين طهران وواشنطن، على الرغم من أن هذا الموقف تكرر قبل 3 أشهر من قبل "روبرت مالي"، الممثل الخاص للولايات المتحدة في الشؤون الإيرانية، إلا أنه لم يكن له أقل تأثير لتغيير عملية تنفيذ سيناريو الضغط الأقصى الذي تمّ وضعه على أجندة مسؤولين أميركيين بذريعة الملف النووي الايراني.
وبحسب صحيفة "إيران" يمكن أخذ المواقف الأخيرة لرئيس جهاز المخابرات الأميركية في الاعتبار من عدة جوانب، أولاً، إن أنشطة الجمهورية الإسلامية كانت تحت إشراف أعلى مستوى من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ولم يبلغ مفتشو هذه المنظمة الدولية قط أن إيران انحرفت عن أنشطتها النووية وتحولت إلى إنتاج أسلحة نووية، ولكن على العكس من ذلك، خلال المفاوضات النووية، أعلنت إيران التزامها بالتزاماتها أكثر من 15 مرة، والذي يظهر أن سيناريو الضغط على إيران في أنها تسعى لإنتاج سلاح نووي وهو ما تم نفيه بحسب مسؤولي المخابرات الأميركية والمدير العام للوكالة أنفسهم.
ثانيًا، إن هذه التصريحات تظهر أن أساس المعلومات التي استخدمها مسؤولو واشنطن كأساس لرفع قضية ضد الجمهورية الإسلامية هو تقارير النظام الصهيوني.
ثالثًا، يُظهر هذا التصريح أنه على الرغم من إثبات الطبيعة السلمية لأنشطة إيران النووية إلا أن الولايات المتحدة الأميركية تحاول استغلال قدرتها على اللعب في ساحة أخرى، وهي العقوبات والحرب الناعمة، من أجل كسب هذه اللعبة السياسية.
استمرار العودة إلى الأسد
يستمر مسار العودة إلى سوريا بعد 12 عامًا من الحرب في البلاد بكثافة أكبر من قبل حكام الدول العربية، حيث وصل يوم أمس الأحد وفد برئاسة رئيس مجلس النواب العراقي محمد الحلبوسي إلى دمشق والتقى بالرئيس السوري بشار الأسد.
وبحسب تقرير وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، التقى وفد من الاتحاد البرلماني العربي يضم مجموعة من رؤساء برلمانات الدول العربية برئاسة رئيس مجلس النواب العراقي والرئيس الحالي للاتحاد البرلماني العربي مع الأسد في قصر الشعب بدمشق أمس، وبحسب هذا التقرير، فإن هذا الاجتماع يهدف إلى دعم الشعب السوري والوقوف إلى جانبه خلال كارثة الزلزال الأخير، وأكد وفد الاتحاد البرلماني الدولي في هذا الاجتماع أنه يدعم عودة سوريا إلى البيئة العربية.
وبحسب تقرير صحيفة "وطن أمروز" تسبب الزلزال الطبيعي السوري بزلزال سياسي في المنطقة، حيث أدركت الدول العربية أن السبيل الوحيد للتعاون مع سوريا حكومةً وشعبًا هو التفاعل مع حكومة بشار الأسد.
وأضافت الصحيفة: كان عام 2012 عندما قامت بعض الدول العربية، وعلى رأسها قطر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، وكذلك مصر في عهد محمد مرسي بطرد سوريا من جامعة الدول العربية بل إن بعض الدول ذهبت إلى أبعد من ذلك واعترفت ببعض فئات المعارضة السورية كممثل لشعب هذا البلد، ومنذ عام والمناقشات مستمرة حول عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية، وفي هذا الصدد، توجه في العام الماضي وفد من الحكومة المصرية برئاسة رئيس جهاز مخابراتها إلى سوريا، لكن بعض الدول العربية مثل السعودية وقطر ما زالت مستمرة في ممارستها السابقة بمصادرة الحكومة السورية، بالطبع، وردت أنباء مؤخرًا تفيد بأن محمد بن سلمان أمر أحد مسؤوليه الأمنيين بدفع عملية تطبيع الأمور مع سوريا.
وأشارت "وطن أمروز" إلى أن الرئيس بشار الأسد قام بعدة رحلات خارج دمشق في الأشهر القليلة الماضية، وسافر إلى إيران والإمارات وعمان والتقى وتحدث مع كبار المسؤولين في هذه الدول، من ناحية أخرى، قام مسؤولون من مصر والجزائر والإمارات وعدة دول عربية أخرى بزيارة سوريا أي إن مطار دمشق لم يعد صامتًا كما كان من قبل، والطائرات العربية وحتى الأوروبية تتحرك داخل وخارج هذا المطار.
ونقلت الصحيفة عن وكالة "سبوتنيك" للأنباء، أن طائرة نروجية هبطت في مطار دمشق أمس كأول طائرة أوروبية بعد 12 عامًا، وقال مراسل "سبوتنيك" في دمشق أيضًا: "إن هذه الطائرة النروجية هي أول طائرة أوروبية تهبط في المطارات السورية منذ بدء الحرب والحصار الذي تفرضه الدول الأوروبية على سوريا، وبحسب هذا التقرير فإن هذه الطائرة هي ثالث طائرة تحمل مساعدات من النروج لضحايا الزلزال السوري".
تزايد غضب الصهاينة ضد حكومة نتنياهو
من جانبها، كتبت صحيفة "مردم سالاري" في عددها الصادر اليوم: نزل الصهاينة إلى الشوارع للأسبوع الثامن على التوالي احتجاجًا على رئيس الوزراء "الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو، حيث أدت الموافقة على القانون المثير للجدل لتغيير الهيكل القضائي في الكنيست إلى تكثيف الاحتجاجات وشكلت المناطق الثلاث هي تل أبيب وحيفا والقدس المحتلة المراكز الرئيسية للتظاهرات المناهضة للحكومة وشخص بنيامين نتنياهو..
وكتب يائير لابيد، بصفته الزعيم الرئيسي لحركة المعارضة في حكومة نتنياهو، على صفحته على تويتر: "250 ألف "إسرائيلي" يقاتلون من أجل روح "إسرائيل" في الشوارع"، واعتقلت الشرطة عددًا من المتظاهرين الصهاينة.
وأضافت: بحسب المعارضة "الإسرائيلية" فإن الإصلاحات القضائية ستؤدي إلى مأسسة الفساد في الحكومة الصهيونية، كما ستزيد خطة تغيير الهيكل القضائي بشكل كبير من قدرة نتنياهو وحكومته على التشريع، ومع تنفيذ هذه الخطة، ستتم إزالة العقبات التي تواجه نتنياهو في حكم الأراضي المحتلة إلى حد كبير.
وبحسب "مردم سالاري" فإن النقطة المثيرة للاهتمام هي أن الخلافات بين حكومة نتنياهو والمعارضة "الإسرائيلية" ليست محدودة، فقد كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن وجود خلافات شديدة داخل الحكومة، خاصة بين أعضاء حزب "الليكود" بزعامة بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء الكيان الصهيوني، وحزب القوة اليهودية بزعامة إيتمار بن غفير وزير الأمن الداخلي لهذا النظام.