الخليج والعالم
الإمام الخامنئي: لولا إجراءات الحظر لما وصلنا إلى هذا التطور الصناعي والتقني
أكّد آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي أنّ النظام الإسلامي وعبر فرض "سيادة الشعب والحرية" بجانب الدين، تمكّن من احباط مخططات الأعداء السلطوية، مضيفًا أنه "لولا اجراءات الحظر لم نتوصّل إلى هذا التطور الصناعي والتقني في البلاد.
وخلال لقائه رئيس وأعضاء مجلس خبراء القيادة، هنّأ الإمام الخامنئي بحلول شهر شعبان المبارك وأعياده البهيجة، معتبرًا أن مجلس الخبراء يعتمد بشكل تام على رأي الشعب الذي ينتخب أعضاءه عبر التصويت، وفي الوقت نفسه يضم رجال دين كبار، ليظهر الهوية الدينية لنظام الجمهورية الاسلامية الحاكم في ايران.
ولفت الإمام الخامنئي إلى أن مكانة وثقل وأهمية مجلس خبراء القيادة، أسمى من كافة المراكز والمؤسسات القياديّة في ايران الثورة؛ مبيّنًا أن هذا المجلس يتولى مسؤولية تعيين القيادة إلى جانب دوره الرقابي الذي يضمن استمرار توفر الشروط لدى القائد، وبما يلقي مسؤولية كبرى في عاتق أعضائه، حيث لا تقبل أي أعذار بشأن التقصير قبالها في محضر الباري تعالى.
واعتبر الإمام الخامنئي أن الشرط الرئيسي الذي ينبغي على القيادة احرازه، يكمن في قدراتها على صون مسيرة البلاد وتوجيه الأقسام الأساسية المكونة للنظام نحو الأهداف الغائية والمبدئية للثورة وعدم ابتعادها عن مسارها الرئيسي، لتجنيبها مصير سائر الثورات التي انحرفت عن أهدافها.
وأشار الإمام الخامنئي الى ضرورة اهتمام مجلس خبراء القيادة بسائر القضايا الوطنية، مضيفًا أن ذلك يشكل مطلبًا صائبًا لدى القيادة، وبما يلزم على اعضاء المجلس القيام بكافة المهام المكولة اليهم.
وأشار الإمام الخامنئي الى أن النظام الإسلامي تمكن عبر فرض "سيادة الشعب والحرية" بجانب الدين من احباط مخططات العدو التوسعية الرامية لنهب ثروات الآخرين.
وأكد على أن العداء مع مجلس الخبراء هو عداء مع مبدأ الجمهورية الاسلامية، معتبرًا أن بعض أسباب العداء للجمهورية الاسلامية يتعلق بالقضايا السياسية ومواقفها تجاه قضية كقضية فلسطين، مشيراً إلى أن بعض الأسباب الأخرى ترجع إلى العداوة مع جوهر النظام، لكون هذا النظام يقف بوجه الأشخاص الذي يؤمنون ببتطلعات الغرب بضرورة "عدم تدخل الدين في القضايا الاجتماعية"، وبزعماء "الليبرالية الديموقراطية"، الذين يقومون خلف راية الحرية الكاذبة والديموقراطية بالتخطيط للتسلط ونهب ثروات العالم، حيث تمكن النظام الإسلامي عبر فرض "سيادة الشعب والحرية" بجانب الدين من احباط مخططاتهم.
وشدد على ضرورة تبيين السبب الرئيسي للعداوات لأبناء الشعب الإيراني، قائلاً: إنّ "تبيين هذا السبب الرئيسي يمنع الأشخاص عبر الفضاء الافتراضي وغيره من الكلام عن أن الجمهورية الاسلامية هي التي تخلق الأعداء لنفسها، لأن هذا الجوهر "سيادة الشعب الدينية" الذي يؤدي الى ابطال مخططات من يضمرون السوء والعداء".
وأشار الإمام الخامنئي إلى المسيرات الجماهيرية بذكرى انتصار الثورة الاسلامية لهذا العام، مبيّنًا أنّها تجسيد آخر للبنية الشعبية القوية للنظام الاسلامي، متسائلاً "في أيّ مكان بالعالم يوجد مثل هذا التجمع العظيم لشأن سياسي؟"، ومضيفًا "الشعب بهذه الكثرة والتنوع السكاني من كبار السن إلى الشباب اليافعين، يحضرون بالميدان على مدى 44 عامًا غالبًا في الظروف المناخية الصعبة، هذه هي الدعامة والبنية الشعبية للنظام الاسلامي، علمًا أننا قد اعتدنا عليها وقد لا ندرك عظمتها بشكل جيّد.
وتابع أنّ "تواجد أبناء الشعب قد أتمّ الحجة الالهية علينا نحن المسؤولون والعلماء، وأنّ التفاخر بهذه الثروة الوطنية فقط لا يكفي بل علينا زيادة هذه الثروة بشكل متواصل وصيانتها والعمل بمسؤولياتنا بهذا الخصوص".
ورأى أن التقوى والصدق والنزاهة والامتناع عن الشبهات، والدوافع الخالصة لله والدعوة بالعمل وليس فقط باللسان، أمور من شأنها أن تزرع الأمل والاطمئنان في نفوس أبناء الشعب.
كما أكد الإمام الخامنئي أن ثروة التواجد الشعبي العظيمة والمزيلة للتهديدات بمثابة أمر حيويّ للنظام، داعيًا العلماء للعمل على جهاد التبيين للحفاظ على هذه الثروة العظيمة.
وأوصى علماء الدين بالتواصل مع الشباب وطلبة الجامعات والتواجد في مراكز الطلبة، داعيًا إلى فتح حوار وحل عقدهم الذهنية بالكلام والبيان والمنطق العصري.
كما أكد الإمام الخامنئي على ضرورة الاستعداد لمواجهة الشبهات، كالحظر على سبيل المثال، قائلاً إنّه لولا اجراءات الحظر "كونوا على ثقة لم نتوصل الى هذا التطور الصناعي والتقني في البلاد، حيث إنهم لا يبيعون القطع ولا العلم والتقنية، لذلك اضطررنا أن نقدم بأنفسنا على ذلك"، مضيفًا: "الشبهة تدفعنا للتفكير أكثر والقراءة والمراجعة والاستشارة أكثر".
وفي الختام، أكد الإمام الخامنئي أن الاسئلة والشبهات لدى الشباب تتطلب البيان المنطقي والاقناعي، داعيًا لضرورة خلق الأمل، حيث أن سياسة العدو المتواصلة تتمثل بزرع اليأس في نفوس أبناء الشعب.