الخليج والعالم
الدعم الشعبي الأميركي لأوكرانيا يتراجع
أشار الكاتب بروس دبليو جنتلسون إلى تراجع في مستوى الدعم الشعبي الأميركي لسياسة إدارة الرئيس جو بايدن حيالأوكرانيا، محذرًا من أن "هذا التراجع قد يتحول فيما بعد إلى انشقاقات في قاعدة الدعم التي يحتاجها بايدن لمواصلة اتباع هذه السياسة".
وفي مقالة نشرها موقع "ناشيونال انترست"، تحدث الكاتب عن خلافات حزبية بدأت تظهر، موضحًا أن "نسبة 47% من أنصار الحزب الجمهوري يرون أن اميركا تقدم دعمًا مبالغًا فيه لأوكرانيا، وذلك بحسب استطلاع اجري أوائل هذا العام، فيما بلغت نسبة أنصار الحزب الديمقراطي الذين يتبنون نفس الموقف 10% فقط".
ولفت إلى أن "رئيس مجلس النواب الأميركي كيفن مكارثي كان قد حذر من عدم تقديم "شيك على بياض" لأوكرانيا"، مضيفًا أن "تقليص المساعدات لكييف كان من بين التعهدات التي قدمها مكارثي إلى المشرعين الجمهوريين المحسوبين على المعسكر اليميني".
وتابع الكاتب أن "نسبة 36% من الأميركيين يؤيّدون فرض عقوبات قاسية على روسيا حتى وإن أضر ذلك بالاقتصاد الأميركي، وذلك بحسب استطلاع أٌجري الشهر الماضي"، لافتًا إلى أن "هذه النسبة كانت قد بلغت في وقت سابق 55%".
وتحدث عما يسمى بـ "عامل الجيل"، إذ إن الأجيال الأصغر سنًا هي أقل دعمًا من الأجيال الأكبر سنًا، مضيفًا أن "الأجيال الصغيرة تتحول إلى الكتلة الانتخابية الديمغرافية الأكبر".
الكاتب أشار إلى تعزيز المخاوف من إمكانية مواصلة الاستراتيجية نفسها، وذلك بينما تتحول الحرب إلى معركة استنزاف تتمكن فيها روسيا من احتواء العقوبات الاقتصادية، لافتًا إلى "استطلاعات أجريت حديثًا بينت أن نسبة 69% من المستطلعين يتخوفون من الحرب النووية".
وخلص الكاتب إلى أن إدارة بايدن لا يمكن أن تعول على استمرار الدعم لسياستها حيال أوكرانيا خلال الأشهر القادمة"، موضحًا أن "التحديات السياسية لمواصلة الدعم لأوكرانيا، ناهيك عن زيادة هذا الدعم، ستصبح أكثر صعوبة مع دخول الحرب في أوكرانيا عامها الثاني".
الغرب كان يمتلك القدرة على منع حدوث النزاع الحالي في أوكرانيا
وفي سياق متصل، رأى الكاتب دوغ باندو في مقالة نشرتها مجلة "ذا أميركان كونسيرفاتيف" أن ""الحلفاء" (الولايات المتحدة وحلفاءها الغربيين) بذلوا قصارى جهدهم لدفع موسكو باتجاه الحرب"، مشيرًا إلى أن ذلك جرى عبر "توسيع حلف "الناتو" و"تفكيك" الحليف الصربي لموسكو، والترويج لتغيير النظام في البلدان المجاورة لروسيا وغيره".
واعتبر أن ""استرضاء" روسيا بعض الشيء، وعدم تحويل كييف إلى شريك أمني للغرب كان من الممكن ان يمنع من حدوث النزاع الحالي في أوكرانيا"، لافتًا إلى أن "كل ذلك لم يُذكر خلال مؤتمر ميونيخ الأمني الأخير، على الرغم من أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعرب خلال المؤتمر نفسه عام 2007 عن هواجسه الأمنية".
الكاتب ذكّر بأن "الدول الأوروبية المشاركة في مؤتمر ميونيخ الأخير استخدموا العبارات المعتادة أكثر مما قدموا الحلول"، وقال: "على الرغم من الآمال التي عُبر عنها عن تغيير النظام في روسيا، إلا أنه لا توجد الكثير من المؤشرات التي تفيد أن هذا الاحتمال مرجح".
وتابع أن "المطالبة بالتعويض الاقتصادي وإقامة محاكم على أساس "جرائم حرب"، تحمل معها خطر تقليص احتمال وقف الأعمال العدائية ناهيك عن السلام الرسمي"، مشيرًا إلى أن "المؤتمر لم يأتِ على ذكر دور الولايات المتحدة وأوروبا في تأجيج الكثير من النزاعات والفوضى الحاصل اليوم".
وأضاف الكاتب أن "المتحدثين في ميونيخ تصرفوا وكأن "الغزو" الروسي كان مقررًا مسبقًا، محاولين إخفاء الدور الأميركي والأوروبي بما يحصل".
وخلص الكاتب الى أن "مؤتمر ميونيخ عكس الخلل الحاصل في السياسة الخارجية الأميركية"، مشددًا على أن "الوقت حان للتأكيد على مصالح الشعب الأميركي"، واستبعد أن يحصل ذلك خلال فترة رئاسة بايدن.
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
23/11/2024