الخليج والعالم
كاتب أميركي: واشنطن تريد من دعم أوكرانيا الهيمنة مهما كان الثمن
قال الكاتب والمحلّل السياسي الأميركي سميد باشا "إنّ الحرب في أوكرانيا لا علاقة لها بمنع روسيا من السيطرة على أوكرانيا، بل إنها ترمي إلى الحفاظ على الهيمنة الأميركية في منطقة القيادة الأوروبية للجيش الأميركي (EUCOM)".
وفي مقالة نشرت على موقع "National Interest"، أشار الكاتب إلى عقيدة "ولفويتز" نسبة إلى مستشار "البنتاغون" السابق بول ولفويتز، لافتًا إلى أنه جرى تسريب هذه العقيدة إلى صحيفة "نيويورك تايمز" عام 1992.
وأضاف أن "جوهر العقيدة هو تأكيد الهيمنة الأميركية تحت أي ثمن في حقبة ما بعد الاتحاد السوفيتي، والقضاء على الخصوم أينما نشأوا".
ولفت إلى أن القيادة الأميركية وضعت الاتفاقيات العسكرية كحجر زاوية لسياساتها، وقامت باحتكار تجارة السلاح عبر الاتفاقيات.
وأردف أنها منعت الحلفاء من تطوير أنظمة دفاعية وزادت من الاعتماد على الصناعات العسكرية الأميركية.
وتابع الكاتب أن عقيدة "Wolfowitz" نصّت على إسكات وإدخال كل من ألمانيا واليابان في نظام أمن جماعي بقيادة الولايات المتحدة، أما روسيا فقال "إنه جرى التعاطي معها بشكل مختلف".
وأشار الكاتب إلى اللقاء الذي جمع رئيس الاتحاد السوفيتي ميخائيل غورباتشوف ووزير الخارجية الأميركي وقتها جيمس بيكر، مذكّرًا أن الأخير تعهد بعدم توسيع حلف "الناتو" قبل أن تتراجع الولايات المتحدة عن هذه التعهدات.
كما ذكر الكاتب أن "الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تعاون مع الولايات المتحدة استخباراتيًا بعد هجمات الحادي عشر من أيلول"، وفق قوله.
وتابع أن "بوتين دفع بعض الدول في آسيا الوسطى لفتح المعابر إلى أفغانستان وقتها من أجل مساعدة الأميركيين"، لافتًا إلى أن "ذلك لم يلق أي امتنان أو مقابل من قبل الولايات المتحدة التي باشرت بإقامة قواعد لها في اوزباكستان وقيرغيزستان".
وشدد الكاتب على أن "المرحلة المفصلية جاءت عام 2007 عندما فقد بوتين صبره مع الغرب"، مذكّرًا بخطابه أمام مؤتمر ميونيخ الأمني الذي قال فيه إنّ توسيع "الناتو" لا علاقة له بتحديث الحلف أو ضمان الأمن في أوروبا، بل إنه يشكل استفزازًا حقيقيًا يقلّل من الثقة المتبادلة.
وأردف أن "ما قامت به أميركا في أوكرانيا من تدخل ومحاولة ضم الأخيرة إلى "الناتو" والاتحاد الأوروبي جاء ليعزّز قناعة بوتين على هذا الصعيد".
كذلك شدّد الكاتب على أنه وبالنسبة لبوتين، فإن غزو أوكرانيا في عام 2022 كان الخيار الوحيد لتوجيه رسالة إلى الحلف الأطلسي بأن روسيا أصبحت في وضعية اقتصادية وموقع جيوسياسي يسمح لها بالتصدي لأي توسع إضافي.