الخليج والعالم
تونس: استنفار أمني وسياسي واحباط مخطط إرهابي
تونس – عبير رضوان
تعيش تونس على وقع أزمة سياسية تتصاعد مع الإعلان عن حملة اعتقالات طالت عددًا من الشخصيات السياسية والإعلامية البارزة، وأثارت ردود فعل عديدة في الأوساط التونسية بين مؤيد ومرحب.
وفي الأثناء لا يزال خطر تنظيم "داعش" الإرهابي يهدّد البلاد، وسط محاولات ومساع ناجحة من وزارة الداخلية التونسية لترصد هذه الشبكات الإرهابية النائمة، وآخرها الإعلان خلال الساعات الماضية عن تفكيك خلية تكفيرية موالية للتنطيم المتطرف كانت تخطط لتنفيذ اغتيالات.
وأعلنت وزارة الداخلية التونسية في بيان أن عناصر الخلية كانوا يخططون لتنفيذ عمليات اغتيال لآمنين بولاية بنزرت شمالي البلاد، يوم الانتخابات التشريعية في دورها الثاني الذي أجري يوم 29 كانون الثاني/يناير الماضي.
وأضافت الوزارة: "أنه من خلال عمليات فنية دقيقة ومتابعات ميدانية أمكن القبض على كامل عناصر الخلية، في عملية استباقية مشتركة بين وحدات متخصصة في مكافحة الإرهاب بوزارتي الداخلية والدفاع". علما أن قوات الجيش والأمن التونسيين قد نجحت خلال الأعوام الأخيرة في تصفية العديد من العناصر من بينهم قياديون في عمليات نوعية.
من جانبه، أصدر القطب القضائي لمكافحة الإرهاب بطاقات إيداع بالسجن ضدهم بعد استكمال التحقيق معهم أمام النيابة العامة.
اتحاد الشغل يشجب حملة الاعتقالات السياسية
وفي سياق آخر، وفيما يتعلق بحملة الاعتقالات السياسية التي جرت مؤخرًا ، اعتقل 10 شخصيات سياسية وإعلامية بارزة ورجال أعمال بينها مدير إذاعة "موزاييك إف إم" نور الدين بوطار ورجل الأعمال كمال اللطيّف، إذ أصدر الاتحاد العام التونسي للشغل وهو أكبر منظمة نقابية، بيانًا أدان فيه ما أسماه بـ حملة "اعتقال عشوائية" و"تلفيق قضايا" تهدف إلى "التغطية على فشل السياسات الحكومية المتّبعة".
وأضاف الاتحاد في بيانه أن مكتبه التنفيذي "تابع ملفّ الانتهاكات المسلّطة على الحرّيات وعلى الحقّ النقابي وتدارس الوضع العام، وخصوصًا الوضع الاجتماعي المتدهور، ويسجّل تصاعد التوتّرات على جميع الأصعدة واستفحال الأزمة الاقتصادية وتعمّق تدهور الوضع الاجتماعي".
وشدد الاتحاد على ضرورة "المحاسبة الحقيقية"، مضيفًا أنها يجب أن تتم "على قاعدة احترام القانون وضمان الحق في محاكمة عادلة وشفافة ورفض تصفية الحسابات السياسية عبر توظيف القضاء والتنكيل بالخصوم".
ودعا الاتحاد النقابيين إلى "مواصلة التعبئة والاستعداد للدفاع عن حق التونسيات والتونسيين في العيش الكريم والشغل".
الولايات المتحدة تشعر بالقلق إزاء الإعتقالات
دخلت الولايات المتحدة على خط الأحداث، فقد عبّرت وزارة خارجيتها عن قلقها من اعتقال الشخصيات السياسية. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس "نشعر بقلق عميق إزاء التقارير عن توقيف عدة شخصيات سياسية ورجال أعمال وصحافيين في تونس في الأيام الأخيرة".
وأضاف برايس أننا "نحترم تطلعات الشعب التونسي إلى قضاء مستقل وشفاف قادر على حماية الحريات الأساسية للجميع".
وأثار بيان الخارجية الأمريكية امتعاض عدد من النشطاء التونسييين الذين اعتبروه تدخلاً سافلاً في شؤون بلادهم الداخلية .