الخليج والعالم
سوريا وإيران تدعوان الغرب إلى عدم تسييس مساعدات منكوبي الزلزال
محمد عيد
أكدت سورية ترحيبها بأية مبادرة تقدّمها الدول والمنظمات الدولية للمساعدة في مواجهة الآثار الكارثية للزلزال، شريطة أن يتم ذلك بدون تسييس، وهو ما تقاطع مع موقف طهران التي دعا سفيرها في دمشق مهدي سبحاني الغرب الذي يدّعي الدفاع عن حقوق الإنسان لإثبات مصداقيته والمسارعة من دون تسييس إلى دعم الشعب السوري.
بثينة شعبان: نرحب بأي مساعدة
المستشارة الخاصة للرئيس السوري بثينة شعبان أكدت في مقابلة تلفزيونية عدم رفض دمشق المساعدة من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في حال قيامهما بعرضها، غير أنها أوضحت أنهما لم يعرضا أية مساعدة على الرغم من مناشدة رئيس منظمة الصليب الأحمر الدولي جميع دول العالم للمساهمة بذلك".
وشددت شعبان على ترحيب بلادها بأية مبادرات تأتي من البلدان والمنظمات الدولية لاحتواء التداعيات الكارثية للزلزال شريطة أن يتم ذلك من دون تسييس، وبيّنت أن الغرب يتذرع بأن تقديم هذه المساعدات ينتهك قرارات مجلس الأمن، على الرغم من أن هذه القرارات واضحة حيث تؤكد أن المساعدات الإنسانية لا تخضع لأية عقوبات وأن إرسالها إلى الدول التي تتعرض إلى كوارث إنسانية وهجمات إرهابية مسموح به وهو ما ينطبق على الوضع في سورية.
مهند الحاج علي لـ"العهد": مأساة السوريين لا تعني الغرب لا من قريب ولا من بعيد
عضو مجلس الشعب السوري مهند الحاج علي أكد أن "الوضع الكارثي الذي عاشته سورية عقب الزلزال استدعى من الحكومة السورية مناشدة الدول الأعضاء في الأمم المتحدة ووكالات المنظمة الدولية وصناديقها المختصة واللجنة الدولية للصليب الأحمر وغيرها من منظمات حكومية وغير حكومية المساعدة".
وفي حديث خاص لموقع "العهد" الإخباري، لفت الحاج علي إلى أن "سورية وعلى خلفية هذه الكارثة المدمرة اعتمدت الوضوح والمناشدة السريعة للمجتمع الدولي، وأن تأكيدها على أهمية التنسيق معها في هذا الأمر هو مطلب بديهي وسيادي تقرّه كل الشرائع ولا يخرج عن السياق القانوني لقرارات مجلس الأمن نفسها".
وأضاف عضو مجلس الشعب السوري "الغرب ينقض قراراته التي أبرمها بنفسه حين يمتنع عن تفعيل الشقّ الإنساني فيها، وهو شقّ يُبيح تقديم المساعدات للدول المنكوبة بالكوارث والإرهاب تمامًا مثل ما يحصل في سورية"، مشيرًا إلى أن "الغرب لا تعنيه مأساة السوريين لا من قريب ولا من بعيد، وكل ما يعنيه هو دعم الإرهابيين في المناطق الواقعة خارج سيطرة الدولة السورية بمن فيهم داعش والنصرة وأداته الإرهابية الأخرى المتمثلة في منظمة الخوذ البيضاء".
السفير الايراني في دمشق: ساعدوا من دون تسييس
من جهته، لفت السفير الايراني في دمشق مهدي سبحاني، أثناء استقباله لطائرة المساعدات الخامسة التي أرسلتها حكومة بلاده لمساعدة منكوبي الزلزال في سورية، إلى أن هذه الطائرة تحمل ٤٥ ألف طن من المساعدات الإغاثية التي تقدمها إيران للشعب السوري واعدا بوصول طائرتين أخريين في اليوم نفسه (وصلتا فعلًا) .
وأكد سبحاني أن العلاقات بين إيران وسورية عميقة ووثيقة في جميع المجالات وأن بلاده مستمرة بدعم الشعب السوري لتجاوز معاناته في هذه الأيام العصيبة، مشيرًا إلى أن من يدّعون الدفاع عن حقوق الإنسان عليهم أن يُثبتوا مصداقيتهم ويسارعوا إلى دعم الشعب السوري.
عصام هلالي لـ"العهد": الغرب يستغلّ ظروف السوريين الصعبة
أمّا الاعلامي في التلفزيون الرسمي الإيراني عصام هلالي فأشار إلى أن الغرب يسعى إلى استغلال الظروف الإنسانية الصعبة التي يمرّ بها السوريون من أجل ابتزازهم والضغط عليهم.
وفي تصريح خاص لـ"العهد"، شدد هلالي على أن "إيران سارعت منذ اللحظة الأولى للوقوف إلى جانب سورية في هذه المأساة عبر إقامة جسر جوي من المساعدات الغذائية والطبية يصل طهران بدمشق ومنها إلى بقية المدن السورية المنكوبة، فضلًا عن وصول فرق الإغاثة لإزالة الركام وإنقاذ الاحياء من تحته وهو ما تحقق في أكثر من منطقة منكوبة ولا سيما في حلب".
وأضاف الإعلامي الإيراني في حديثه لموقعنا "إيران ناشدت دول العالم من أجل الوقوف إلى جانب سورية في مُصاب الزلزال هذا من دون أية شروط مسبقة"، وشددت على "أهمية عدم تسييس هذا الملف الإنساني والرهان على تحقيق مكاسب سياسية وراء هذا التسييس".
ولفت هلالي إلى أن "الضغوط على سورية في هذا السياق لن تُجدي نفعًا فهي تملك حلفاء أقوياء يستطيعون مساعدتها على الوقوف في كل المحن حتى لو أدار العالم بأكمله لها الظهر".
مجلس الشعب السوريبثينة شعبانالزلازل