الخليج والعالم
عفو الإمام الخامنئي الشامل والمشروط محط اهتمام الصحف الإيرانية
تصدّر الصحف الإيرانية اليوم خبر موافقة آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي على طلب رئيس السلطة القضائية الشيخ غلام حسين محسني إجئي الموافقة على عفو شامل للمحكومين في الأحداث الأخيرة في البلاد.
وفي التفاصيل، ذكرت صحيفة "إيران" أنَّه لمناسبة ذكرى انتصار الثورة الإسلامية وأيام التعطيل في شهري رجب وشعبان، تقدّم الإمام الخامنئي باقتراح من رئيس القضاء لمنح عفوٍ عام وتخفيف عقوبة وافقت عليه القوات المسلحة عن عدد كبير من المتهمين والمدانين في الأحداث الأخيرة وكذلك المحكوم عليهم من قبل المحاكم العامة والجهاز القضائي. وعلى الرغم من أنه من المعتاد إعلان العفو في مناسبات مثل أيام "عشرة الفجر" إلا أن العفو الحالي جاء واسع الانتشار بين المدانين وكذلك بين المتهمين والمعتقلين في الأحداث الأخيرة الذين لم ينتهوا بعد من إجراءات المحاكمة.
وذكرت الصحيفة أنَّ هذا العفو يشير إلى النهج الأبوي لكبار المسؤولين في النظام تجاه الشباب الذين وقعوا في فخ مثيري الشغب، كما ذكر الإمام الخامنئي في لقائه مع الطلاب منذ أيام، أنَّ هؤلاء الأشخاص هم "أولادنا" الذين دخلوا الميدان بسبب بعض العواطف والإهمال في معالجة بعض القضايا.
وتضمنت الرسالة التي أرسلها رئيس السلطة القضائية للإمام الخامنئي أنَّه خلال الأحداث الأخيرة، ارتكب عدد من الأشخاص، وخاصة الشباب، سلوكيات وجرائم خاطئة نتيجة لتلميحات ودعاية العدو، والآن يطلب عدد كبير منهم العفو بعد الكشف عن خطة أعداء الثورة واطلاعهم عليها.
وبحسب صحيفة "إيران" ذكر رئيس السلطة القضائية في هذه الرسالة أنَّ الأحكام والشروط العامة للعفو العام وتخفيف العقوبة للمتهمين والمحكوم عليهم قد تم إعدادها في جزأين بعد القيام بعمل الخبراء والتشاور مع الجهات المختصة، وسيتم إغلاق قضايا المتهمين والمحكومين في أي مرحلة إذا استوفوا الشروط المذكورة.
ومن الشروط المذكروة للعفو: عدم ارتكاب التجسس لصالح الأجانب، وعدم الاتصال المباشر بعملاء المخابرات الأجنبية، وعدم ارتكاب القتل العمد والإصابة، وعدم التدمير وإحراق المرافق الحكومية والعسكرية والعامة.
لماذا تختلف الاضطرابات الحالية في الكيان الصهيوني عن سابقاتها؟
في إطار الرصد الدائم للأوضاع الداخلية في الكيان الصهيوني، كتبت صحيفة "كيهان" في عددها الصادر اليوم أنَّه على مدى الأسابيع الخمسة الماضية على الأقل، كل يوم سبت في ساعات متأخرة من الليل، ينزل عشرات الآلاف من المستوطنين في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وخاصة في "تل أبيب"، إلى الشوارع ويهتفون ضد الدكتاتورية وحكومة نتنياهو الفاشية، وقيل إن عدد المتظاهرين في أحد الاحتجاجات وصل إلى 140 ألف شخص، ولم يكن عدد المتظاهرين في أي من هذه الاحتجاجات أقل من 60 ألف شخص.
وأضافت "كيهان": "أفادت صحيفة "الغارديان" أن هذه الاحتجاجات جرت في 20 مدينة أخرى على الأقل في الأراضي المحتلة، وأن عشرات الآلاف من الأشخاص الذين ملأوا وسط "تل أبيب" كانت لديهم لافتات كتب عليها "حكومة نتنياهو تهديد للسلام العالمي"، لكن يبدو أن سلسلة الاحتجاجات وتدفقها المستمر في الأراضي المحتلة هذه الأيام تختلف عن الماضي، ولعل هذه الجولة من الاحتجاجات في النظام الصهيوني يمكن وصفها بأنها غير مسبوقة وذلك من عدة زوايا".
وذكرت الصحيفة أنَّ "الاحتجاجات المستمرة التي تقام كل أسبوع في "تل أبيب" وغيرها من المدن الفلسطينية المحتلة ولا تقتصر على فئة معينة، في الواقع، هذه ليست احتجاجات نقابية، لكنها احتجاجات شاملة تشمل جميع الطبقات والمواطنين تقريبًا، وقد واجه الكيان الصهيوني، خلال 75 عامًا منذ تأسيسه، العديد من الاحتجاجات السياسية والاجتماعية، وتوزعت معظم هذه الاحتجاجات بين مجموعات يمينية ويسارية، لكن هذه الاحتجاجات خارجة عن مجموعات سياسية يمينية أو يسارية، ويشعر الجميع بالتهديد من قلب حكومة نتنياهو".
وبحسب "كيهان"، كانت موجة الاحتجاجات الماضية في الأراضي الفلسطينية المحتلة ردًا على تغيير سياسي أو حرب أو تمييز عرقي من السياسيين أو قضايا اقتصادية أو ضد الزيادة الحادة في الأسعار أو إدانة مقتل صبرا وشاتيلا عام 1982 أو الحروب المستمرة مع الفلسطينيين، لكن هذا بعيد كل البعد عن أن الاحتجاجات رد فعل على مستقبل مجهول كما هو حال الاحتجاجات الحالية، حتى أن بعض القادة الصهاينة، مثل إيهود باراك ، رئيس الوزراء السابق، أو إسحاق هرتسوغ، الرئيس الحالي للنظام الصهيوني، يحذرون من تدمير الكيان الصهيوني في السنوات المقبلة. موجة الاحتجاج الحالية هي موجة وقائية للبقاء، في الواقع هذه الاحتجاجات من أجل البقاء، وليست قضايا سياسية واقتصادية يومية.
وتابعت: "على عكس الاحتجاجات السابقة التي شكلها تنظيم أحزاب وجماعات، الجولة الجديدة من الاحتجاجات في فلسطين المحتلة، هي مسيرات ليس لها زعيم فاعل ولا سياسي مدعو للتحدث، بشكل غير متوقع ، غالبًا ما يُرى العلم الفلسطيني في هذه الاحتجاجات، وهذا وضع غير مسبوق".
خطة العمل الشاملة المشتركة لم تمت
انتقد رئيس السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي، وأكَّد أنَّ خطة العمل الشاملة المشتركة لم تمت بعد.
وفقًا لوكالة "ISNA" للأنباء، قال بوريل في مقابلة مع وسائل الإعلام الناطقة باللغة الإسبانية "إن خطة العمل الشاملة المشتركة لم تمت بعد"، وردًا على سؤال حول مصير خطة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA)، أشار إلى أنَّ "هذه الاتفاقية بحد ذاتها، والتي تعني عدم تحويل (إيران) إلى قوة نووية مقابل مشاركة هذا البلد في التجارة الدولية وخاصة الصادرات النفطية، عمليًا أعيد بناؤه".
وتابع: "ترامب دمّر الاتفاق بلا ثمن، على الرغم من أن الاتفاقية كانت تعمل بشكل صحيح، انسحبت (الولايات المتحدة) منها".
وبحسب تقرير صحيفة "مردم سالاري" كرر رئيس السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي المزاعم الكاذبة للغرب بشأن قمع المتظاهرين في إيران، وكذلك الادعاء الذي لا أساس له من المساعدة العسكرية الإيرانية لروسيا في الحرب ضد أوكرانيا، زاعمًا أن هذه هي الأسباب التي تجعل إحياء الاتفاق النووي مع إيران أكثر صعوبة.
ووفق الصحيفة، فإنَّ صحيفة "صنداي تلغراف" نشرت مؤخرًا تقريرًا نقلًا عن مصادر حكومية في لندن وزعمت أن هذا البلد يعيد النظر ويراجع دعمه لخطة العمل الشاملة المشتركة بعد إعدام الجاسوس البريطاني علي رضا أكبري في إيران.
كما زعمت هذه الصحيفة البريطانية، نقلًا عن المسؤول المذكور أنّ "منظور" عملية مفاوضات رفع العقوبات قد تغير بشكل كبير وأن بريطانيا تدرس خياراتها في هذا الصدد".
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
25/11/2024