الخليج والعالم
محاولة جديدة تقودها السعودية لتبييض سمعتها عبر الرياضة
في محاولة جديدة تقودها السلطات السعودية لتبييض سمعتها وغسلها من دمويتها ووحشيتها، يستعد نظام ولي العهد محمد بن سلمان لرعاية كأس العالم لكرة قدم السيدات المزمع إقامته خلال الصيف المقبل في أستراليا ونيوزيلندا.
وبسبب تزايد الانتقادات ضد سجل السعودية الأسود في مجال حقوق الإنسان فضلا عن الاعتقالات الواسعة للعشرات من الناشطات المدافعات عن حقوق المرأة في البلاد، اعترض المنظمون المحليون للمسابقة على رعاية "روح السعودية" لهذه البطولة.
وذكرت تقارير صحافية أن الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" توصل لاتفاق مع الحملة الحكومية لتنشيط السياحة في البلاد والمعروفة باسم "روح السعودية" (Visit Saudi) والتابعة لهيئة السياحة في البلد لرعايتها مونديال السيدات.
ولم يعلن "الفيفا" بصفة رسمية عن هذه الرعاية التي أوردتها وسائل إعلام متخصصة في الشؤون الرياضية، بما في ذلك صحيفة "ذا أثلاتيك" وصحيفة "الغارديان".
وقالت متحدثة باسم الاتحاد الأسترالي لكرة القدم في بيان لها إننا "نشعر بخيبة أمل كبيرة لأن كرة القدم الأسترالية لم تتم استشارتهم بشأن هذا الأمر قبل اتخاذ أي قرار"، مضيفة أن " قادة الاتحادين الأسترالي والنيوزلندي لكرة القدم طلبوا بشكل مشترك "الفيفا" بتوضيح الموقف بشكل عاجل".
ويرى لاعبون ومشجعون وداعمون للبطولة أن "رعاية السعودية لكأس العالم للسيدات يأتي منسجما مع جهود المملكة في "الغسيل الرياضي" لتطهير سمعتها وصرف الانتباه عن سجلها الأسود في حقوق الإنسان".
وقال قائد منتخب أستراليا السابق كريغ فوستر إن "رعاية السعودية لحدث رياضي نسائي عالمي هو مثل رعاية "إكسون" لمؤتمر الأطراف حول المناخ "كوب28" أو رعاية ماكدونالدز حول لندوة حول الأكل الصحي أو مكافحة السمنة".
فوستر الذي اشتهر بدفاعه عن قضايا حقوق الإنسان، أضاف أن هذه الرعاية "تتماشى تمامًا مع تعطش "الفيفا" للمال بأي ثمن والتجاهل التام لسياسته في مجال حقوق الإنسان، ناهيك عن المبادئ"، مشيرًا إلى أنه "عندما يتعلق الأمر بـ"الفيفا"، فإن مفاهيم مثل المساواة بين الجنسين تظل ثابتة بقدر الأموال التي يتم تلقيها من الشركات أو البلدان التي تنتهك حقوق الإنسان ومن المؤكد أن الأموال تفوز".
ولطالما نفت الرياض اتهامات "الغسيل الرياضي" وتقول إنها تستثمر في الرياضة من أجل تنويع مصادر الدخل كجزء من خطة ولي العهد 2030، لتقليل اعتماد اقتصادها على النفط.
في السنوات الخمس الماضية، برزت السعودية كلاعب رئيسي في كرة القدم، حيث أقامت علاقة وثيقة مع رئيس "الفيفا" جياني أنفانتينو، واستثمرت المليارات في استضافة وتنظيم كبرى التظاهرات، بالإضافة إلى الاستحواذ على نادي "نيوكاسل" الإنكليزي.
وتقام كأس العالم للسيدات خلال الفترة ما بين 20 يوليو حتى 20 أغسطس المقبلين، حيث يشارك فيها 32 منتخبا للمرة الأولى، ما يجعل منها أكبر نهائيات كأس العالم للسيدات تنظم من طرف الاتحاد الدولي لكرة القدم.