الخليج والعالم
تونس: ملتقى لدعم الحقّ الفلسطيني
تونس – عبير رضوان
احتضنت جامعة "تونس المنار" على مدى ثلاثة أيام فعاليات الملتقى الدولي المغاربي لدعم الحقّ الفلسطيني والمعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، بتنظيم من الاتحاد العام للحقوقيين الفلسطينيين فرع تونس، وبمشاركة ثلّة من الأكاديميين التونسيين والعرب.
ووجّه رئيس الاتحاد العام للحقوقيين الفلسطينيين فرع تونس إبراهيم الرفاعي تحية إكبار وإجلال لأبطال فلسطين المعتقلين في سجون الاحتلال الصهيوني، مشيرًا الى أن تونس تحتضن اليوم هذا المؤتمر انطلاقًا من أهمية ومحورية قضية الأسرى الفلسطينيين لدى الرأي العام التونسي.
من جهته، قال رئيس الهيئة العليا لمتابعة شؤون الأسرى في فلسطين أمين شومان إن هذا الملتقى المغاربي المنعقد في تونس هو مهم لتدويل قضية الأسرى.
واستعرض في كلمته مختلف صنوف وأنواع التضييقات والجرائم التي يتعرض لها المعتقلون الفلسطينيون من سجون الاحتلال، مشيرًا الى أن الكثيرين منهم أوضاعهم الصحية حرجة خاصة مرضى السرطان والمحرومون من تلقي علاجهم.
أهمية المؤتمر
بدورها، قالت أسماء الجلاصي الباحثة في القانون لـ" العهد" الاخباري إن هذا المؤتمر مهمّ لاطلاع الرأي العام التونسي على حقيقة ما يجري داخل سجون الاحتلال الصهيوني، مضيفةً: "اليوم أصبح لديّ رؤية واضحة عما يحصل في الداخل الفلسطيني".
مشاركات
من ناحيته، أعلن بلحسن مسعودي من الجزائر عضو المنظومة الوطنية الجزائرية للشهداء عن احتضان بلاده للنسخة القادمة من هذا المؤتمر الخاص بالأسرى الفلسطينيين.
الأسيرة المحررة ميسر العطياني شرحت في كلمتها أوضاع الأسرى في سجون الاحتلال وما يتعرضون له من تنكيل وتعذيب يومي، وقالت إن السجن الذي يحتجز به تسع وعشرون سجينة فلسطينية هو مكان لا يصلح للحياة البشرية، حيث كان يستخدم اسطبلًا للخيول ابان الانتداب البريطاني على فلسطين، وتنعدم به أدنى شروط الحياة، حيث الرطوبة العالية والحشرات والبرد القارص والحمام خارج الزنازين.
وأشارت إلى المعاناة اليومية للسجينات بسبب كاميرات المراقبة ومنع الاتصال مع عوائلهم.
ولفتت إلى أن الأسيرات خضن اضرابًا لايقاف الكاميرات والسماح لهن بمكالمة شهرية مع عوائلهن والعقوبات التي تفرض بالعزل الانفرادي ومنع الزيارات واحتجازهن مع المجرمات الصهيونيات أثناء فترة التحقيق للضغط عليهن وارهاقهن، حيث يتم الاحتجاز بزنازين رطبة مبلله بالمياه وبلا نوافد .
وأضافت العطياني: "منذ عام 1967 تم اعتقال 17 ألف امرأة فلسطينية ما بين أم وقاصر وعام 2022 اعتقال 172 سيدة فلسطينية".
وحاليًا يقبع بسجن الدامون 29 سجينة منهن 7 امهات لا يلتقين بأبنائهن وفتاتين قاصرات دون سن الـ 17 وهن نفود حماد وزمزم القواسمي وسجينات بالاعتقال الاداري وهنّ شروق دويات ورغد الفني .
لتأصيل الرواية الفلسطينية التاريخية
وخلص المؤتمر الى ضرورة تنبي استراتيجية وطنية عربية لإسناد الحركة الأسيرة واستخدام كل وسائل المقاومة المشروعة من اجل انهاء معاناتهم وصولا لتحريهم، إضافة الى تعزيز وتوسيع الجهود الدبلوماسية ضمن الفرق القانونية الفلسطينية الدولية ضمن استراتيجية العزل والمقاطعة لكيان الاحتلال ونزع الشرعية عنه بخلق حالات التضامن الدولي لتعرية الاحتلال وتوثيق الانتهاكات والاعتداءات.
وشدّد المشاركون على ضرورة تأصيل الرواية الفلسطينية التاريخية بالحق الفلسطيني من خلال الخطاب الفلسطيني والعمل على فضح الممارسات الاجرامية والسياسية العنصرية للحكومات الصهيونية واستثمار جهود منظمات حقوق الانسان حول الانتهاكات وسياسات الفصل العنصري، إضافة الى وضع خطة استراتيجية وطنية من قبل المؤسسات العاملة في شؤون الأسرى والفصائل وقيادة السلطة لمواجهة التهديدات، ودعوة المؤسسات الدولية الانسانية والمجتمع الدولي لحماية حقوق السجين وذلك ضمن المواثيق والاتفاقيات الدولية الصادرة عن الأمم المتحدة.