الخليج والعالم
الاحتجاجات مستمرة في فرنسا ضد مشروع ماكرون لتغيير نظام التقاعد
تشهد فرنسا اليوم السبت احتجاجات جديدة ضد خطة تعديل نظام التقاعد، بدعوة من حزب "فرنسا الأبية" اليساري وعدد من منظمات الشباب.
ودعا المنظمون إلى مواصلة هذه الحركة الاحتجاجية بقوة بعدما تظاهر أكثر من مليون شخص في أرجاء فرنسا أول أمس الخميس، للتنديد بخطط الرئيس إيمانويل ماكرون لرفع سن التقاعد من 62 إلى 64 عامًا وإقرار تعديلات أخرى.
وترافقت المظاهرات مع إضرابات واسعة في عموم البلاد أدت إلى توقف القطارات، وإغلاق المصافي النفطية، وخفض أنشطة توليد الكهرباء.
وبعد نجاح اليوم الأول، دعت النقابات العمالية الكبرى في البلاد إلى يوم احتجاجي ثان من المظاهرات والإضرابات في 31 كانون الثاني في محاولة لإجبار ماكرون وحكومته على التراجع عن هذا المشروع، بعدما تجاوز عدد المتظاهرين الذين نزلوا إلى الشوارع الخميس 1,12 مليون شخص حسب أرقام وزارة الداخلية، في حين أشارت نقابة "الكونفيدرالية العامة للشغل" إلى مشاركة "أكثر من مليوني" متظاهر.
ولأول مرة منذ أكثر من عشر سنوات، توحدت جميع النقابات العمالية الفرنسية في جبهة مشتركة ضد المشروع، الذي يقضي برفع سن التقاعد إلى 64 عامًا بحلول 2030، وتسريع عملية رفع الحد الأدنى لعدد سنوات المساهمة في صندوق التأمين التقاعدي
وقالت النقابات في بيان مشترك "الآن تجد الحكومة نفسها في وضع صعب، الكل يعلم أن رفع سن التقاعد لا يفيد إلا أصحاب الأعمال والأثرياء".
وفي السياق، قال وزير المالية الفرنسي برونو لومير في تصريحات لتلفزيون "بلومبيرغ" أمس الجمعة إنه يستبعد أن يتأثر اقتصاد بلاده بالإضرابات الأخيرة. ورأى لومير أن هذه التحركات لن تخلف "تأثيرًا اقتصاديًا مهمًا"، مضيفًا أن الاقتصاد الفرنسي "يمضي بشكل جيد".
ودافع عن خطط رفع سن التقاعد، قائلًا إننا "نعتقد بشدة أن هذا الإصلاح ضروري لفرنسا، وإنه أفضل طريقة لضمان مزيد من الرخاء للشعب الفرنسي"، غير أنه قال إن الحكومة ستتحلى بعقلية "منفتحة".
وتتطلب هذه الخطط موافقة البرلمان الفرنسي الذي فقد فيه ماكرون أغلبيته المطلقة، لكنه يأمل في تمرير سياسته بدعم من المحافظين.
نتائج الاضرابات
وكانت فرنسا قد شهدت إضرابا في وسائل النقل، ترافق مع منع تسيير أي قطار بين المناطق وتشغيل عدد قليل من القطارات الفائقة السرعة وحرمان قسم كبير من ضواحي باريس من سهولة النقل.
وكانت قد طلبت هيئة الطيران المدني من شركات الطيران إلغاء 20% من رحلاتها من مطار باريس - أورلي بسبب إضراب المراقبين الجويين.
ولفت "الاتحاد النقابي الموحد" للمدرّسين في فرنسا إلى إضراب 70% من المدرّسين في المدارس الابتدائية و65% منهم في المدارس المتوسطة والثانوية.
وقالت شركة تشغيل السكك الحديدية (إس.إن.سي.إف) إن خدمات قطارات الركاب عالية السرعة بين المدن وفي باريس شهدت اضطرابًا شديدًا.
وفي محطة جار دو نور المزدحمة، سارع الناس للحاق بالقطارات القليلة التي ما زالت تعمل بينما ساعد موظفون بسترات صفراء الركاب المنهكين.
وأظهرت بيانات شركة كهرباء فرنسا وشركة نقل الكهرباء الفرنسية أن إنتاج الكهرباء انخفض نحو عشرة بالمئة من إجمالي إمدادات الطاقة، مما دفع فرنسا إلى زيادة وارداتها.
وقال مسؤولون نقابيون وآخرون من شركة توتال إنرجيز إن الشحنات محتجزة في مصافي الشركة في فرنسا. لكن الشركة أكدت أن يومًا من الإضراب لن يؤدي إلى تعطيل عمل المصفاة.
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
22/11/2024