الخليج والعالم
مستنقع أوكرانيا سيقوّض الهيمنة الأميركية في العالم
كتب براندون ويتشرت مقالة نشرت على موقع "آسيا تايمز" تحت عنوان "استراتيجية الفشل الأميركية تصل إلى أوكرانيا" اعتبر فيها أن الولايات المتحدة وبعد الفشل الذريع في حروبها في أفغانستان والعراق، تسلك نفس النهج في أوكرانيا.
وقال الكاتب "إن واشنطن أرسلت كميات هائلة من السلاح وأشكال الدعم الأخرى إلى أوكرانيا عقب بدء الهجوم الروسي العام الماضي".
واعتبر أن "الخطة كانت تبدو وقتها وكأنها تهدف إلى تجييش الشركاء الأطلسيين ودفعهم إلى منع روسيا من الوصول إلى غرب أوكرانيا، مشيرًا الى أن مثل هذه الاستراتيجية صائبة وأن الأمور سارت في هذا الشكل حينها.
ورأى الكاتب أنه وبعدما تمّ تأمين كييف وبقاء زيلينسكي كان من المفترض إجراء المفاوضات من أجل التوصل إلى تسوية تبقي غرب أوكرانيا "محررة" وتعطي في الوقت ذاته المناطق الشرقية، حيث تستخدم اللغة الروسية وكذلك جزيرة القرم إلى موسكو.
الا أن الكاتب أضاف أن الأميركيين وبعدما حققوا الهدف الذي أرادوه في البداية، أقدموا على تصعيد الموقف وشجعوا الأوكرانيين على تغيير الهدف إلى "محاولة مجنونة" لاستعادة أوكرانيا كامل المناطق الشرقية بالإضافة إلى القُرم.
ولفت الكاتب الى أن هناك قادة غربيين بدأوا يعبرون مؤخرًا عن رغبتهم في الإطاحة بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين وتقسيم روسيا.
ونبّه الكاتب من أنّ الأوكرانيين سيستنزفون أنفسهم من جراء تبني مسار من وصفهم بـ "الأميركيين الأميين استراتيجيًا"، ومن أنهم سيستنزفون في الوقت نفسه مخازن السلاح لدى حلف "الناتو"، كما حذّر من أن الأوكرانيين سيجعلون أنفسهم عرضة لهجوم روسي مضاد هائل، مضيفًا أن هذا السيناريو بالضبط يحصل في أوكرانيا اليوم.
وأشار الكاتب الى أن أوكرانيا دخلت في حرب لا يمكن أن تنتصر فيها ضد روسيا "المسلحة نوويًا"، والى أن السبب هو ارتباط الأوكرانيين الوثيق بواشنطن، لافتًا الى أن الغرب من جهته لم يقم بالكثير من أجل تهيئة ذاته للحرب الأوسع التي أججها هو نفسه.
وتابع الكاتب أن النخبة الحاكمة في واشنطن أخفقت على مدار عقود على المستوى الاستراتيجي، وأن مكانة أميركا في زعامة النظام العالمي تراجعت حتى وصلت اليوم إلى الحضيض.
وأوضح أن هناك سيناريوهين اثنين؛ إما أن واشنطن ستتمكن من صناعة معجزة في أوكرانيا، أو ستقوم روسيا بسحق أوكرانيا ومن ثم "كسر ظهر حلف "الناتو"، محذرًا من أن ذلك سينهي الموقع الأميركي الاستراتيجي في أوروبا ويؤدى على الأرجح إلى ولادة نظام عالمي جديد تكون فيه مراكز قوة عدة وليس مركز قوة أميركي وحيد.
وخلُص الكاتب الى أنه "كان من الممكن تجنب هذا المصير لو ركزت الولايات المتحدة أكثر على الاستراتيجية بدلًا من الأيديولوجية"، مشيرًا الى أن المشهد لن يكن جميلاً عندما تدرك واشنطن مدى سقوطها.