الخليج والعالم
الصحف الإيرانية تستنكر إهانة مجلة "شارلي إبدو" للإمام الخامنئي
اهتمّت الصحف الإيرانية الصادرة صباح اليوم بمواضيع عديدة في افتتاحياتها، وأبرزها أن غضب الغرب من فشل الأحداث الأخيرة في إيران وصل إلى "الكاريكاتور"، فقد ذكرت صحيفة "وطن أمروز" اليوم أن إهانة مجلة "شارلي إبدو" لآية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي من خلال نشر رسوم كاريكاتورية، تظهر أكثر من أي قضية أخرى غضب المسؤولين الغربيين وأتباعهم الناطقين بالفارسية بعد فشلهم في الأحداث الأخيرة.
وقالت "وطن أمروز" إن السلطات الفرنسية كالعادة حاولت تبرير هذه الإهانات باستخدام عبارات مثل "حرية التعبير" لتوضيح مساراتها في هذا الأمر، لكن الدور المباشر للحكومة الفرنسية والرئيس الفرنسي ليس بالشيء الذي يمكنه التستر عليها.
ولفتت إلى أنه في الآونة الأخيرة، أجرت "شارلي إبدو" مسابقة لنشر رسوم كاريكاتورية مهينة للإمام الخامنئي، وهذه المجلة الساخرة، التي لها تاريخ أسود مخزٍ في إهانة نبي الإسلام المقدس، توجهت بدعم وربما بأمر من الحكومة الفرنسية، إلى إهانة سماحته.
وتابعت: "في الواقع، فإن نشر الرسوم الكاريكاتورية للإمام الخامنئي يتماشى مع نفس تقرير نشرته صحيفة "لوموند"، حيث ذكرت أن ذلك ليس سوى مشروع مُكلف لتهدئة غضب الإليزيه من فشل المشروع الفرنسي المثير للفتنة في إيران، خاصة أن رئيس فرنسا من أوائل المسؤولين الأوروبيين الذين التقوا بالموظفين الناطقين بالفارسية واستقبل بعض الناشطين المعارضين للثورة الإسلامية".
كما لفتت "وطن أمروز" إلى أن اعتقال مواطنين فرنسيين اثنين في إيران بتهمة التجسس والعمل ضد الأمن القومي الإيراني خلال أعمال الشغب الأخيرة كان بمثابة صفعة من قبل المؤسسات الأمنية الإيرانية في استهداف الإليزيه.
فشل مشروع الفوضى
وفي السياق، ومع تراجع أعمال الشغب، كافح المناهضون للثورة ووسائل الإعلام ذات الصلة بالأعداء لتقديم نسخ بديلة لها.
وبحسب صحيفة "إيران"، فقد تناول معهد دراسات الأمن القومي الأميركي قضية أعمال الشغب الأخيرة في الجمهورية الإسلامية، وجاء في المنشور التابع لهذه المؤسسة أن موجة أعمال الشغب التي اندلعت في الجمهورية الإسلامية في أيلول قد هدأت إلى حد ما، ويبدو أنها لم تعد تشكل تهديدًا للنظام، لكنها لا تزال قادرة على ذلك، حيث يمكن أن يتم تفعيلها مرة أخرى، وأيضًا، من دون ذكر الدعم المادي والمعنوي للغرب والحكومات المعادية والضغوط الدولية.
ووفق الصحيفة، فإن هذا التقرير يعترف أنه على الرغم من دخول الشهر الرابع، فإن أعمال الشغب هذه بحد ذاتها لا يمكن أن تشكل تهديدًا مهمًا وفوريًا للجمهورية الإسلامية، كما أن قطاعات كبيرة من المجتمع لم تنضم إلى الاضطرابات، ولا يوجد دليل على وجود انقسام بين النخبة السياسية أو القوى الأمنية، لذلك، فإن أعمال الشغب والاضطرابات لا تشكل تهديدًا لاستقرار البلاد ولم تتمكن حتى من خلق اضطراب في الهيكل السياسي.
وأضافت " إيران": "لكن المؤلف لهذا التقرير يحاول أن يقترح استراتيجية ضمنية في هذا الوقت على السلطات والعناصر المشاركة فيها، لأنه، حسب قوله، وصلت أعمال الشغب إلى طريق مسدود، لكن الاضطرابات مستمرة في بعض المدن ويمكن أن يؤدي توسعها واستمرارها إلى مواجهة الجمهورية الإسلامية لتحدي الاضطرابات مرة أخرى، ومن العناصر المهمة التي يمكن أن تصبح محركًا في هذه الأثناء هو الاقتصاد، الذي يغذي ويكثف المزيد من المظاهرات، حيث فاقمت الأزمة الاقتصادية والارتفاع المستمر في سعر الصرف من الشعور باليأس بين الناس وربما دفعت قطاعات اجتماعية أخرى للانضمام إلى أعمال الشغب".
استكمال الزيارات الميدانية للرئيس
في سياق آخر، قام الرئيس الإيراني السيد إبراهيم رئيسي بوضع رحلة ميدانية وزيارة إلى مدن محافظة طهران على جدول أعماله، بالإضافة إلى الرحلات الإقليمية إلى جميع أنحاء البلاد.
وبحسب صحيفة " إيران"، فقد استضافت الخميس الماضي مدينة بهارستان ونسيم شهر وغيرهما من المدن الرئيس والوفد المرافق له. وتابع السيد رئيسي الاحتياجات الطبية والصحية والطرق والمواصلات والاحتياجات التعليمية والرياضية لهذه المنطقة، ووضعها على جدول الأعمال.
وفي اجتماع المجلس الإداري لمدينة بهارستان، بيّن السيد رئيسي أن مشاكل المنطقة قد تم تحديدها وحسابها بدقة من قبل المسؤولين في الحكومة والمدينة، كما تم تحديد الحلول لها، وطالب مسؤولو مدينة بهارستان بضرورة بذل جهد مضاعف لتأمين الموارد والاعتمادات اللازمة وتنفيذ هذه الحلول حتى يمكن حل مشاكل هذه المنطقة.
وفي الجزء الأخير من الرحلة، وفي لقاء علني مع أهالي بهارستان، أكد السيد رئيسي نهج الحكومة في مكافحة الفساد، قائلًا إن "خطة الحكومة هي محاربة الفساد بشكل حازم وقطع أيدي الفاسدين، وبطبيعة الحال، فإن محاربة الفساد تجعل بعض الناس يصرخون، لكننا أعددنا أنفسنا للاستماع إلى كل كلمة".
الخطوة الأولى لحاكم المصرف المركزي
من جانب آخر، اعتبرت صحيفة "آرمان ملي" أنه ينبغي لوزارة الاقتصاد والبنك المركزي إجراء تغيير جوهري في هيكل مديريهما، ويجب أن يتمتع نواب هاتين المؤسستين بالخبرة الكافية في المناصب ذات الصلة، لأن هذه المسألة مهمة للغاية، خاصة في البنك المركزي، لأنه عمليًا واجهة عرض للنظام المصرفي وقوة العملة الوطنية لبلد ما.
وأضافت: "أولًا وقبل كل شيء، يجب أن يوضع في الاعتبار أنه بالنسبة لرئاسة البنك المركزي، يجب أن يتمتع الشخص المختار بعدة صفات مميزة، الأولى هي أن يكون اقتصاديًا، فيجب أن يكون لديه خبرة إدارية في أسواق المال مثل البنوك الكبرى، والميزة الأخرى هي أنه يجب أن يكون لديه خبرة في العمل في أقسام السياسة المالية، لأنه من الواضح أن السياسات النقدية والمالية هما سياستان تعاونيتان ولا ينبغي وضعهما ضد بعضهما البعض بأي شكل من الأشكال".
وختمت: "يجب على حاكم المصرف المركزي الجديد محمد رضا فرزين، في الخطوة الأولى، إجراء إصلاح مناسب في طبقات إدارة البنوك، لأنه إذا جاء فقط لتحسين الوضع مع هذه الشروط للنظام المصرفي، فبعد فترة من الوقت ستعود الأزمة المالية نفسها مرة أخرى".