الخليج والعالم
الصين تشهد ارتفاعًا مُتسارعًا بإصابات "كورونا" وأميركا وحلفاؤها يستغلّون الأزمة
على الرغم من غياب الأرقام الرسمية لعدد الحالات المصابة بـ"كوفيد-19" (كورونا) في الصين، إلّا أن هذا البلد الآسيوي البالغ عدد سكانه 1,4 مليار نسمة، يشهد ارتفاعًا متسارعًا بحالات الإصابة بهذا الوباء.
السلطات الصينية التي أقرّت بالطفرة المتجددة لوباء "كوفيد-19"، أكدت أن الموجة الجديدة لا تزال "تحت السيطرة".
وتشير التقارير إلى أن الطفرة الجديدة لـ"كوفيد-19" تتركز بشكل خاص في المناطق الريفية، حيث أعلنت السلطات الصينية حاجتها إلى تعزيز نظام الاستجابة للفيروس مع تحول التركيز من "منع العدوى" إلى "الحفاظ على الصحة ومنع الحالات الشديدة".
ودعت السلطات إلى بذل جهود هادفة لضمان توفير الأدوية، وعلاج الحالات الشديدة، وتوسيع قدرة وحدة العناية المركزة، وتحسين الخدمات الصحية للفئات الضعيفة، وحماية تشغيل أنظمة الرعاية الصحية في المناطق الموبوءة لدعم المرضى المصابين بالعدوى ومساعدتهم في عملية التعافي.
ومع اقتراب عطلة الربيع، نصحت الحكومات المحلية المستشفيات والعيادات المجتمعية بالاستعداد لارتفاع محتمل في الإصابات بكوفيد-19 مع عودة مئات الملايين من العمال إلى بيوتهم في جميع أنحاء البلاد.
والشهر الماضي، ألغت السلطات الصينية وبشكل مفاجئ سياستها الصارمة "صفر كوفيد" التي تتضمن عمليات إغلاق واختبارات شاملة، بعد ثلاث سنوات من ظهور الفيروس للمرة الأولى في مدينة ووهان.
هذا الإجراء فتح الباب واسعًا للتكهنات حول عدد المصابين بالفيروس، في الطفرة الجديدة، فتضاربت أرقام التقارير، بعضها تحدث عن عشرات الآلاف، وآخر تحدث عن مئات الآلاف وصولًا إلى ملايين وعشرات الملايين، لكن الأكيد أن هناك موجة كبيرة من العدوى تجتاح الصين.
استغلال أميركي واضح للأزمة
الولايات المتحدة وكعادتها استغلّت الوضع الصحي في الصين لتوظيفه في سياستها المعادية لهذه الدولة الآسيوية، فوجهت انتقادات للسياسة الصحية الصينية، وأعربت عن مخاوفها من متحور جديد للفيروس.
وطالب الرئيس الأميركي جو بايدن الصين بتقديم إحصاءات عن انتشار وباء كورونا في البلاد، بعدما انتقدت منظمة الصحة العالمية السياسة الصينية حول الإحصاءات، في حين تحدثت أميركا ودول أوروبية عن مخاوف من انتشار متحور جديد لـ"كورونا".
وقال بايدن للصحفيين أثناء زيارة لكنتاكي إنه يشعر بـ"القلق بشأن أسلوب تعامل الصين مع تفشي المرض. يُبدون حساسية بالغة… عندما نشير إلى أنهم غير واضحين على هذا النحو".
تحريض أوروبي على الصين
بدوره، قال المسؤول عن إدارة حالات الطوارئ الصحية لدى منظمة الصحة العالمية مايكل راين في مؤتمر صحفي أمس: "نعتقد بأن الأرقام الحالية التي تنشرها الصين لا تعكس حقيقة تأثير المرض فيما يتعلق بالاستشفاء ودخول العناية المركزة وخاصة الوفيات".
وطالب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس الصين بـ"تقديم بيانات بشكل أسرع ومنتظمة وموثوقة حول حالات الاستشفاء والوفيات، بالإضافة إلى تسلسل جيني أكثر اكتمالًا وفي الوقت الفعليّ للفيروس".
منظمة الصحة العالمية على الخطّ نفسه
أما المسؤولة التقنية عن إدارة الوباء في منظمة الصحة العالمية ماريا فان كيركوف فقالت "لقد تبلّغنا بأكثر من 13 مليون إصابة الشهر الماضي ونعلم أنّ هذا أقلّ من الواقع"، وأضافت أن ما يثير القلق هو ارتفاع عدد حالات الوفاة بنسبة 15% الشهر الماضي.
ومع تتبع أغلب العالم لزيادة حالات الإصابة بالمرض في الصين، يتزايد قلق خبراء الأمراض المعدية من السلالة "أوميكرون إكس.بي.بي.1.5" (XBB.1.5) شديدة العدوى، التي تمّ رصدها في 29 دولة حتى الآن، بما فيها أوروبا والولايات المتحدة التي شكّلت أكثر من 40% من حالات الإصابة، وخصوصًا في شمال شرق البلاد، وفقًا لما أظهرته بيانات رسمية الأسبوع الماضي.
وفرض العديد من دول الاتحاد الأوروبي، بما فيها فرنسا وإسبانيا وإيطاليا، إجراء اختبار لكوفيد-19 على الوافدين من الصين، في انتظار أن تتوصل الكتلة إلى نهج موحّد، فيما استنكرت بكين القيود المتزايدة التي تطبّقها أيضا الولايات المتحدة واليابان وأستراليا، وهددت باتخاذ "تدابير مضادة" ردًا على ذلك.
إدانة صينية
وأدانت بكين فرض القيود الصارمة على القادمين من الصين للحد من انتشار الفيروس أو ظهور متحورات جديدة، قائلة إنها "تفتقر إلى أساس علمي، وتعدّ غير مقبولة"، مؤكدة أنها قد ترد بـ"إجراءات مضادة" مبنية على مبدأ المعاملة بالمثل.
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
24/11/2024
تظاهرات في جنيف لمحاكمة نتنياهو كمجرم حرب
23/11/2024