الخليج والعالم
سياسيون عراقيون يؤبّنون "قادة النصر" ويُشيدون بتضحياتهم الكبرى
بغداد - عادل الجبوري
شهدت العاصمة العراقية بغداد يوم أمس الخميس المحفل المركزي لإحياء الذكرى السنوية الثالثة لاستشهاد "قادة النصر" (الشهيدان القائد قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس)، بحضور رئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني ورئيس البرلمان محمد الحلبوسي ورئيس مجلس القضاء الأعلى فائق زيدان، ورئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض، وعدد من كبار المسؤولين الحكوميين والشخصيات السياسية المختلفة وجمع من النخب السياسية والاعلامية والثقافية والاجتماعية.
رئيس الحكومة
وفي كلمة له، أكد السوداني أن "دماء شهداء "قادة النصر" يجب أن لا تذهبَ سدى"، وقال: "في 3 كانون الثاني/يناير عام 2020، صحونا على خبر مفجع وتطوّر خطير، وهو استهداف واستشهاد نائب رئيس "هيئة الحشد الشعبي" أبو مهدي المهندس، وضيف العراق الجنرال قاسم سليماني ورفاقهما على أرضِ العراق".
وأضاف السوداني الى أن "قيام الإدارة الأمريكية السابقة بهذا العمل يُعد اعتداء صارخًا على الأرض والسيادة العراقية، وهو مدان بجميع الأعراف والقوانين الدولية، كما إنه عمل خطير كان يمكن أن تؤدي تداعياته إلى تهديد الأمن والاستقرار في المنطقة جمعاء""، موضحًا أن "استهداف قيادة كان لها الدور البارز في دفع الهجمة الإرهابية الخطيرة على العراق والمنطقة في أثناء المعركة، لا يعبر عن احترامٍ للاتفاقيات الثنائية وعلاقات الصداقة بين الدولتين".
وتابع: "من الواجب هنا أن نستذكر في هذا اليوم بطولات "قادة النصر" في ميادين الوغى وتصديهم لأعتى جماعة إرهابية متطرفة عرفها تاريخنا المعاصر، إذ إن محاربة الإرهاب الظَلامي كانت بحاجة إلى الايمان الراسخ والقوة والبسالة، وجاء ذلك الايمان من خلال الروح الوطنية الأبية للعراقيين، ومن خلال فتوى الجهاد الكفائي للمرجع الأعلى آية الله السيد علي السيستاني، والقوة والبسالة جاءت من تضحيات الأبطال في ساحات المعارك من أمثال الشهيدين والألوف المؤلفة من شهداء القوى العسكرية والأمنية بكل صنوفها من الجنوب الى الشمال، ومن الشرق الى الغرب".
وشدد السوداني على "أن دماء الشهداء الزكية يجب أن لا تذهب سُدى، ولهذا الهدف تعمل حكومتنا الجديدة على بناء الأساس المتين للسيادة العراقية، عراق مستقل في سياساته، يبني علاقاته على أساس المصالحِ المشتركة مع المجتمع الإقليمي والدولي، ويحافظ على سيادة أراضيه ومياهه ويمنع الاعتداء على البلد وأهله وضيوفه".
مجلس القضاء الأعلى
بدوره، أكد رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي فائق زيدان في كلمة له أن "استشهاد "قادة النصر" يعد خسارة كبيرة لن تعـوض، وان فتوى المرجعية الرشيدة أفشلت مخطط "داعش" الإجرامي".
وأشار زيدان الى أن "مسؤولية القضاء في محاسبة من ارتكب الجريمة بحق "قادة النصر" مضاعفة، وأن القضاء لن يتردد باتخاذ الإجراءات القانونية بحق من يثبت عليه دليل اشتراكه في جريمة اغتيال القادة بأي شكل من الأشكال، أيا كان منصبه وموقعه، ومصداق ذلك صدور مذكرة قبض بحق الرئيس السابق للولايات المتحدة الأميركية الذي اعترف علنا أنه من أمر بارتكاب هذه الجريمة، لذا اعتبر القضاء هذا دليلًا كافيًا لاتخاذ الإجراءات القانونية بحقه"، داعيًا "القائمين بالتحقيق في جريمة اغتيال القادة إلى بذل جهد استثنائي لكشف المرتكبين".
هيئة الحشد الشعبي
من جهته، رأى رئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض أن ""قادة النصر" هم قدوة للشباب العراقي والجيل الصاعد، وأن الشهيد أبو مهدي المهندس هو ابن العراق الباسل الذي نذر حياته للدفاع عن البلد، والقادة وقفوا للعراق في أصعب ظرف مر به"، وتساءل: "كيف لا نؤبن الشهيد سليماني وقد قاتل معنا في كل البقاع؟".
وأشار الفياض الى أن "الحشد الشعبي سيكون أنموذجًا في الانضباط، وانه مع القوات والتشكيلات الأمنية الاخرى رسموا طريق الانتصار".
ممثل الرئيس العراقي
عبد الله العلياوي ممثل الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد لفت إلى أن "جريمة المطار يجب أن تبقى موقعًا للرفض والاستنكار، وأن "قادة النصر" أحبطوا مخططات الأعداء"، مشددًا على أن "سيرة القادة يجب أن تكون مصدر فخر لكل الوطنيين والأحرار، وأن جريمة الاغتيال يجب أن تكون في أولويات التعامل السياسي".
ويأتي هذا المحفل في سياق فعاليات مختلفة إحياءً اذكرى استشهاد القادة التي انطلقت قبل أكثر من أسبوعين في العاصمة بغداد ومختلف المحافظات العراقية الاخرى، بمشاركة جماهيرية واسعة الى جانب مشاركة مختلفة الفاعليات والنخب السياسية والدينية والثقافية والعشائرية من شتى الانتماءات والتوجهات.
الحشد الشعبيأبو مهدي المهندسقاسم سليماني