الخليج والعالم
هل أصبحت السعودية رافعة للكيان الصهيوني؟
بات النظام السعودي يشكل شريان الحياة، ليس فقط للتنظيمات الإرهابية والسلفية التكفيرية، بل أيضًا للكيان الصهيوني كما للولايات المتحدة الأميركية، على المستوى المالي والاقتصادي وصولًا الى السياسي.
وفي هذا السياق كتب ليون هادر، في مجلة "ناشيونال إنترست" الأميركية مقالًا تحت عنوان "السعودية قد تكون شريان الحياة السياسية لنتنياهو"، لفت فيه إلى أن رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو يرى أن السبيل الوحيد لتغيير الوضع القائم هو إجبار الأميركيين والغرب على مواجهة إيران "قبل فوات الأوان" وتشكيل جبهة دبلوماسية وعسكرية مع السعودية و"حلفائها من العرب السنة".
وأوضح هادر أن نتنياهو يُدرك أن الرئيس الأميركي جو بايدن ومعاونيه لن يعطوه ضوءًا أخضر من أجل مهاجمة المواقع النووية الإيرانية، بل قد يحاولون حتى إعادة إحياء الاتفاق النووي، غير أنه أضاف أن العالم تغيّر منذ التوقيع على "اتفاقيات أبراهام" (اتفاقيات التطبيع مع دول عربية)، معتبرًا أن الصهاينة والسعوديين باتوا أمام واقع دولي جديد تتقلّص فيه قدرة الولايات المتحدة على الحفاظ على حضورها الطويل الأمد في الشرق الأوسط بسبب التزاماتها العسكرية المتزايدة في أوروبا وآسيا.
ورأى الكاتب أن هذه التطورات باتت تقلل من احتمالات استعداد واشنطن للذهاب إلى الحرب ضد إيران "في حال قررت الأخيرة انتاج قنبلة نووية".
وفي الوقت نفسه، تحدّث الكاتب عن عداء متزايد للسعودية في واشنطن من قبل الجناح التقدمي في الحزب الديمقراطي، مشيرًا إلى أن هذا الجناح يطالب كذلك بإعادة تقييم العلاقات الخاصة مع "إسرائيل".
وبينما قال الكاتب إنّ "إسرائيل" والسعودية لديهما مصلحة مشتركة في ضمان استمرار الانخراط الأميركي العسكري في الشرق الأوسط، أضاف أن عليهما ايضًا الاستعداد لاحتمال بدء تقليص الالتزامات العسكرية الأميركية في المنطقة والفراغ الاستراتيجي الناتج عن ذلك.
واعتبر أن هذا الواقع يلزم الكيان الصهيوني ودول الخليج العربية ببناء جبهة عسكرية مشتركة من أجل "ردع إيران"، وفق تعبير الكاتب.
وتابع الكاتب أن مشهد توقيع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ونتنياهو على "اتفاقية سلام" في البيت الأبيض سيعد نصرًا دبلوماسيًا كبيرا لبايدن، ويُقلّل من احتمالات قيام الولايات المتحدة بإعادة إحياء الاتفاق النووي مع إيران.
كما لفت إلى أن توقيع "اتفاقية سلام" مع السعودية سيشكل أيضًا "نصرًا سياسيًا لنتنياهو، ويبعد الأنظار عن أعضاء حكومته المثيرين للجدل".
وعليه، خلص الكاتب هايدر إلى أن ابن سلمان قد يحمل المفتاح من أجل استمرار نتنياهو وحكومته.